أخيرا سأرحل
كان يوما ثقيلا استيقظت بصعوبة شديدة رغم أنني لم أنم طوال الليل توجهت إلى المطبخ لإعداد الفطور وكل شيء كنت أمسكه بيدي يسقط فورا حتى تمالكت أعصابي وانتهيت
صمت مرعب بعدها جلسنا نتناول الطعام في صمت مرعب جلس هو على أريكته المفضلة ليتصفح تلك الجريدة المعتادة ويشرب فنجان القهوة المعتاد أيضا ثم لملم أوراقه وابتسم لي ابتسامة عريضة وذهب
سأضع كل شيء أغلقت الباب وراءه وتوجهت ببطء شديد إلى غرفتي أحضرت حقائبي لأضع فيها ملابسي وأشيائي الشخصية وكم أكره تلك اللحظة ففي كل مرة كنت أفعل فيها ذلك أنسى أشياء مهمة ولكن من الواضح أن هذه المرة لن أنسى شيئا لأنني ببساطة سأضع كل شيء يخصني في هذا المنزل
دقات سريعة و عدم تقاعس كنت في كل خطوة أخطوها أشعر وكأن قلبي قد توقف عن الخفقان ثم يعاود الحياة مرة أخرى أسمع دقاته السريعة المتتالية وكأنه يريد أن يقفز من بين ضلوعي ومع ذلك لم أتقاعس عن وضع الطعام لعصافيري ولا عن وضع الورود في تلك المزهرية التي على الطاولة
أحاديث مصحوبة بالصړاخ وبعد أن تأكدت أنني انتهيت من كل شيء جلست على أريكته المفضلة وأمسكت بورقة وقلم وكتبت لن أسألك ثانية لأنني سئمت كل الردود البالية والتي حفظتها عن ظهر قلب ورغم فضولي الأنثوي الذي يقودني إلى سؤالك وتلك الأفكار التي تتناثر داخل عقلي لن أفعلها لقد جعلتني أكره أحاديثنا المصحوبة دائما بصراخك لټلعن أنك الأصح في كل مرة
أودعتها الحياة داخل صندوقها الذهبي تعشق أنت لذة الانتصار وتحتكره لنفسك وتعلم أنت كم أنا أحبك فتتمادى في أخطائك ولا تتعثر بها تتكاتف قواك لتحتل روحي وتتوغل أنت في كل ركن من أركاني فتستوطن داخل أنفاسي ولم تعبأ بامرأة استماتت عزائمها وتوالت هزائمها امرأة دهستها الأقدار تحت قدميها لتلقي بغبارها على وجه أبى أن ينحني يوما فانحنى امرأة أودعتها الحياة داخل صندوقها الذهبي
ورمت بها في محيطات الغد ټصارع أمواجا لا تهدأ للحظة واحدة امرأة سير مركبها قبطان يستأثر بالتجديف لنفسه حتى لو كلفه ذلك