الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

كاملة بقلم حنان حسن

انت في الصفحة 1 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

عمري ما كنت اتصور ان الظروف ممكن تغصبني اني اابقي  وفظ يعة وفيا كل الش ر ده
ايوه انا النهاردة هشتغل الشغلانة الز فت دي
اول شرط لمدام فيفي في الشغل ده اني اطيع الاوامر وانفذ كل الي تطلبة مني
النهاردة مدام فيفي قالتلي ..اني لازم البس واتظبط وابقي علي سنج عشرة عشان هبدء الشغل
وانا لازم اسمع كلام مدام فيفي وانفذة كمان اصلها اول مره ليه في الشغل مع مدام فيفي..واول مره ليا في الشغلانه دي اصلا..

طبعا زمانكم بتقولوا طيب ليه يا بنتي بتعملي في نفسك كدهوتقبلي علي نفسك تبقي 
هقولكم متحكموش عليا غير لما تسمعوا حكايتي
ويا دوب
انا في التاكسي دلوقتي
احكيلكم الي فات من حياتي لغاية ما اوصل
انا..ندي 25سنة.. من منطقة شعبية في امبابة..خرجت من المدرسة من اعدادي
.. لكن بعرف اقراء واكتب وهوايتي المفضلة هي القراءة كمان
جميلة زي ما بيقولوا.. والجمال هو الحاجة الوحيدة الي انا بمتلكها..
احنا ناس ڠل ابة..ڠل ابة اوي
ابويا الله يرحمة كان سواق علي عربية نقل باليومية..يعني مكنش موظف.. عشان كده لما م١ت..مكنش ليه معاش ناكل منه
انا واخواتي الخمسة..
كلنا كنا عايشين في اوضة تحت السلم
ابويا م١ت و احنا صغيرين
عشان كده امي اضطرت تشتغل خدامة في بيوت الناس..وبالرغم من كده الي امي كانت بتشتغل بية مكنش بيكفي اكل ولبس ومدارس و و و
ليالي كتير اوي كنا بننام انا واخواتي من غير عشا..واحيانا كنا بناكل عيش حاف..ولما نشتهي الشوربة والغموس..كنا بنجيب مرقة دجاج ونعمل فتة..بس سبحان الله .. اللقمة كان بيبقي طعمها حلو وكاننا واكلين ظفر ..
اهم حاجة اننا في اخر اليوم بعد ما بنتعشي ..كانت امي بتلمنا في زي الفرخة ما بتاخد الكتاكيت بتوعها تحت جناحها وبننام.. وفضلنا علي الحال ده لغاية ما كل واحد فينا انا واخواتي شد عودة وكبرنا شوية..وانا بقي عمري 19سنة..
في الوقت ده امي كانت صحتها اتد هورت من الشغل والشقاء في بيوت الناس..
عشان كده انا اول ما اتقدملي الحاج فړج الجزار عشان يتجوزني ..وافقت علي طول.. وقولت اخفف عن امي الحمل شوية.. وكمان بيني وبينكم عشان ادوق اللحمة ..وادوقها لاخواتي وامي كمان..لكن للاسف ..
لما اتجوزت الحاج فړج .. اكتشفت انه بخيل اوي.. ده غير انه كان علي ذمتة زوجاتة الاتنين غيري..
وعشان زوجاتة كانوا اكبر مني في السن وشخصيتهم صعبة ومعاملتهم اصعب.. انا كنت بخاف منهم واتقي شرهم وكنت بخدمهم كمان..من الاخر عيشت خمس سنين بهد لة ومر مرتة في بيت جوزي البخيل وزوجاتة المفتر يين..
عارفين.. انا حتة لو كنت شوفت ز ل وتعب اكتر من كده في بيت جوزي كنت هصبر بردوا ..عشان مرجعش ابقي حمل علي امي تاني..
وفضلت مستمرة في جوازي وصبرة.. لغاية ما الحاج فړج م١ت..ساعتها اول حاجة عملوها زوجاتة الاتنين انهم لموا لي الهدمتين وقالولي علي امك
اصلي انا الوحيدة الي فيهم مخلفتش ومعنديش اولاد
بيني وبينكم انا كنت بقصد اخد موانع للحمل ..عشان مجبش عيل للدنيا اعذبة معايا كفاية انا واخواتي شوفنا المر والجوع والحرمان
طبعا انا خرجت من بيت المرحوم علي بيت امي ورجعت وسط اخواتي.
لكن لما رجعت لقيت الحالة في بيتنا بقت اصعب من الاول..لان امي صحتها اتد هورت.. واخواتي البنات كبروا.. والبنات كل ما بيكبروا مصاريفهم بتكبر معاهم..
المهم قرر اشتغل ونزلت فعلا ادور علي شغل في كل حتة.. وكنت مستعدة اشتغل اي حاجة.. انشلة حتة امسح سلالم او انظف البيوت زي امي..
لكن حظي الاسود وداني
عند مدام فيفي ..ودي كانت سيدة مجتمع معروفة ..بصراحة انا مكتتش اعرف يعني ايه سيدة مجتع ولا بتشتغل ايه ..بس هما بيقولوا عليها كده طبعا كنت رايحة عشان اشتغل في بيتها وانظفة مقابل اجر زهيد ..واشتغلت في بيتها فترة ..لغاية ما مره واحد شاب وسيم من ضيوفها الاغنياء اوي .. وكانت بتقول انه من رجال الاعمال الكبار ..شافني. وطلب منها اني اروح انضف له البيت مره طبعا انا اول ما هي قالتلي كده مكنتش موافقة لاني عرفت منها انه عازب هو واخوه وعايشين لوحدهم 
واستمريت في الشغل عند مدام فيفي وكنت الي باخده من شغلي عندها يادوب مكفي الاكل والشرب لكن كنا بنقول الحمد لله وراضين انا واخواتي
لغاية ما امي ..جت في يوم اغمي عليها.. ولما جرينا بيها ع المستشفي وكشفوا عليها ..قالوا ان عندها انسداد في الشريان التاجي ولازم هتحتاج عملية ضروري..وطبعا العملية غالية ومكلفة جدا
فا جريت ساعتها علي مدام فيفي عشان تساعدنا وتكلم ناس من الدكاترة الي تعرفهم يعملو لامي العملية باجر بسيط...لكن مدام فيفي ساعتها ..قلبت لي وشها .. وردت وهي متعصبة
قالت..وانتي جاية عايزاني اعملك ايه بقي شايفاني دكتورة ولا عندي مستشفي
قلت.. معلش كنت فاكراكي ممكن تكوني عارفة اي دكتور في اي مستشفي يساعد امي
قال.. لا معرفش حد
شكرتها وخرجت من عندها وفضلت ماشية وانا بعيط وبدعي ربنا انه يساعد امي
ويشفيها.. وبعد ما رجعت لامي

انت في الصفحة 1 من 16 صفحات