الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو 

انت في الصفحة 6 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز


رامقا إياها بنظراته المشټعلة بضراوة سار بخطواته الشامخة متوجه صوب الخارج من دون أن يعقب على حديثها لكنها استوقفته مرة أخرى مردفة بسخرية
صح يا فاروق ابقى سلملي على جليلة حبيبتي أنت عارف بحبها ازاي.
رد عليها بلهجة مشددة حازمة يملأها الصرامة والڠضب معه
مديحة ملكيش دعوة بيها أنت عاوزة ايه دلوقتي جليلة متخصكيش اصلا.

سار بخطوات واسعة مسرعة نحو الخارج من دون أن ينتظر ردها يشعر بالڠضب الشديد يجتاح كل ذرة به خاصة أنه يعلم المعنى الخفي لحديثها الملئ بالشفرات تلك الشفرات الخاصة الذي يستطع هو فقط أن يفكها ويفهم ما تريده من خلالها.
صعدت هي متوجهة نحو غرفتها مرة أخرى بابتسامة شيطانية واسعة تزين ثغرها الماكر تعكس شعورها الداخلي الذي تخفيه في قلبها لذاتها فقط.
بعد المرور بعض الوقت
قام الطبيب في النهاية بحقن بعض الأدوية في وريدها ثم عاود بصره نحو عصام قائلا له بعملية
كدة تمام يا عصام بيه المدام هتبقى كويسة خلاص وهتفوق كمان.
اومأ برأسه أماما ثم أردف بمكر شيطاني خبيث
بقولك ايه يا دكتور مفيش حاجة أو عملية تخليها متحملش خالص أصل أنا وهي مش عاوزين عيال.
تطلع الطبيب ارضا بأسف وغمغم بحزن متنهد تنهيدة حارة
هو للأسف يا عصام بيه دة اللي كنت هقوله لحضرتك المدام بعد اللي اتعرضتله دة كله أثر على الرحم بتاعها
هي مش هتقدر تحمل تاني دة مسكن ضروري تاخده لأنها ضعيفة وتعبانة جدا دة هيحاول يقلل معاها الۏجع.
تود الصړاخ...الصړاخ حتى الفناء من تلك الحياة القاسېة عليها بضراوة تريد أن تصرخ من حسرتها وۏجع قلبها على ما فقدته تلك المرة لا تعلم ماذا يجب عليها فعله لتنهي ذلك الألم الذي تعيش فيه لم يكن ألم طبيعي مثل الذي يشعر به الجميع لفترة ويزول بل ألم مستمر معها حتى نهاية الدهر.
تفكر في الهروب منه لكنها فعلتها ثلاث مرات من قبل هل ستفعلها الرابعة! تتذكر هروبها في المرة الاولى عندما قد عادت إلى والديها ثم بعد ذلك بدأت تهرب منه في الشوارع من دون أن تحدد هدفها لكنه كان يبحث عنها ويعيدها الى سجنه وجحيمه مرة اخرى كان فقط يشدد السچن عليها يزود عدد الحراسة في المنزل بالخارج والداخل لكن من أكثر المرات التي حفرت في عقلها عندما هربت وعادت إلى منزلها مع والديها ورد فعلهما القاسې معها.
شرد عقلها في أحداث تلك المرة القاسېة عليها بشدة ذكرى من اسوأ الذكريات الغير مستحبة لديها
أخبرته في ذلك اليوم قبل أن يذهب أنها ستجلس في الحديقة الخاصة بالمنزل لكنها لم تكن نواياها الجلوس في الحديقة بل كانت خطتها الهروب من الباب الصغير الموجود في الحديقة والذي لم يعلم حتى يومها هذا أنها تمتلك مفتاح ذلك الباب.
استخدمت ذلك الباب في الخروج من المنزل وسارت من خلاله نحو الحارة الشعبية التي كان يسكن فيها والديها لكنها تفاجأت حينها بعدم وجود أي شخص بها وبعد العديد من التساؤولات تتذكر جارتها التي اخبرتها بتعجب مدهش
إيه دة يا رنيم يا حبيبتي أنت متعرفيش ولا إيه غريبة ما أهلك نقلوا با بت في شقتهم الجديدة داخلين في شهرين تلاتة.
بدت معالم الدهشة حقا فوق قسمات وجهها هي الأخرى متذكرة حديثه عن أهلها وكلمته الدائمة لها بأنه قد اشتراها ودفع ثمنها الزهيد الهابط نسبة له تمتمت متسائلة بخفوت شديد وقلق
ط... طب يعني يا طنط هو...حضرتك متعرفيش العنوان الجديد معلش لو بتعب حضرتك أصل بتصل محدش بيرد نهائي.
طالعتها السيدة في ذهول وتعجب من تلك التي تقف تسأل عن عنوان منزل والديها الجديد لكنها أسرعت تجيبها مسرعة بتعجل
أه يا حبيبتي استني أمك كانت مدياني العنوان في ورقة عشان لو حبينا نزورها ثواني هدخل اشوفهولك ادخلي طب يا حبيبتي.
ردت عليها رافضة بخفوت شديد ونبرة ضعيفة مجهدة عن المعتاد منها
لأ يا طنط متشكرة لحضرتك مش هينفع ادخل عشان مستجعلة ياريت بس العنوان بسرعة لأني مش فاضية وبعتذر لحضرتك لو هتعبك معايا.
ردت عليها بهدوء وهي تسير صوب الداخل تبحث عن تلك الورقة التي تريدها التي يوجد بها العنوان الجديد لوالديها
لا يا حبيبتي تعب إيه مفيش تعب ولا حاجة.
غابت في الداخل لبضع دقائق ثم عادت تحمل ورقة صغيرة أعطتها إياها بابتسامة واسعة تزين ثغرها
اتفضلي يا جبيبتي اهي لقيتهالك.
أخذتها منها وفتحتها تقرأ العنوان الذي يوجد بها وجدته عنوان في منطقة راقية بشدة أغمضت عينيها تحاول أن تخفي ما تشعر به تمتمت بخفوت تشكر تلك السيدة التي ساعدتها باحترام شديد
شكرا لحضرتك يا طنط بجد مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه.
سارت متوجهة إلى اسفل ثم بدأت تسأل بعض الناس المتواجدة في الشارع عن كيفية ذهابها إلى ذلك العنوان المدون في الورقة التي معها نجحت في النهاية في الوصول.
وقفت أمام الباب تشعر بالحيرة والتردد قبل أن تدق الباب لا تعلم صحة ما يدور داخل عقلها حسمت أمرها ودقت فوق الباب دقات هادئة.
وجدت والدتها
 

انت في الصفحة 6 من 122 صفحات