حكايه قريه الامۏات
كان الوقت ليلاً والظلام دامساً عندما كنت أقود سيارتي على إحدى الطرقات القديمة ، وفجأة هبت عاصفة رملية لم أعد أرى شيئا وكنت مضطرا للقيادة ولم أعد أرى شيئا أمامي حتى المصابيح لم أكد أراها ولم تكن هناك محطات وقود أو استراحات على طول المسار الذي سلكته، وبعد عدة ساعات من القيادة على ذلك الطريق الموحش وانقشاع العاصفة رأيت أنواراً تضيء على بعد لا بأس به من الخط، انعطفت نحوها وتوجهت إليها لعلي أجد هناك متجراً أخذ منه بعض الحاجات، وعندما وصلت تبين أنه احتفال في قرية منعزلة لم أكن أعرفها سابقاً أو أسمع عنها من قبل حتى ال GPS لم يكن عليه أية علامة وتبدو الخريطة صحراء قاحلة واختفى موقعي ، كانت هناك ولائم تقدم للضيوف وهناك شبان وشابات يرقصون على إيقاع الطبول، أكلت الطعام مع القوم، رغم أن اللحم لم يكن مذاقه مألوفاً إلا أنني من شدة الجوع قد أسرفت في أكله. بعد الوليمة شكرت القوم وهممت بالرحيل، إلا أنهم أصروا على البيات عندهم حتى الصباح بعد أن نصحوني بعدم الرحيل لخطۏرة الطريق، انصعت لنصحهم وأخذوني لإحدى الغرف حيث أعدوا لي الفراش وخلدت إلى النوم.
انصعت لنصحهم وأخذوني لإحدى الغرف حيث أعدوا لي الفراش وخلدت إلى النوم.
عندما أفقت في الصباح وجدت نفسي نائماً على التراب في بيت قديم متهالك وحولي چثث مترامية قد تيبست من طول الزمن الذي مر عليها، نهضت فزعاً وخرجت من ذلك البيت وركبت سيارتي، وعندما كنت أقود بين البيوت القديمة شاهدت الكثير من الچثث المتناثرة في طرقات القرية وأمام أبواب البيوت، لم تكن تلك الچثث من عهد قريب، فيتبين من شكلها المتيبس أنها قديمة جداً، بعد أن غادرت القرية وجدت في طريقي راعي غنم فسألته ما الذي جرى في تلك البلدة، فقال لي: هل دخلتها؟ فقلت نعم. نظر إلي بدهشة وقال: لا يجب أن تدخلها فهذه القرية محجورة منذ زمن بعيد، حتى الحيوانات لا تدخلها. فحسب ما سمعنا من كبار السن أنه كلما ماټ مېت في هذه القرية احتفل أهلها وطبخوا لحم ميتهم وأكلوه. فنزل عليهم مرض بليل لم يأت صباحه إلا وكلهم قد ماتوا.