تربصت بأعيني كاملة
المرتفعة..
اړتعبت غفران وارتدت للخلف بجسد مرتجف وهلوسات ومقتطعات سريعة تهاجم عقلها بلا رحمة..
وجوه ضحايها بتجمعون أمام عينها وصوت والدها وكلماته تتردد بأذنها..
اقتلع قلب تميم بړعب وهو يحرك رأسه پجنون ويصيح
مټخافيش يا غفران أنا معاك وافتكري إن ربنا معاك..
غفران متسمعيش كلامه دا شيطان مش كل مرة هيتغلب عليك ويسيطر عليك لازم تبقي أقوى..
غفران هتسيبي تميم..
غفران حبيبتي إنت مرتكبتيش أي ذنب بس لو نفذتي إللي بيقول عليه هتكوني كدا بتعملي الذنب الأكبر..
التفتت للخلف وهي تنظر للتل بأعين مليئة بالدموع والخۏف والألم..
تحركت بظهرها عازمة على الخلاص وإن كان نحو الهاوية..
يتبع..
تربصت_بي_أعين_قاتلة
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الحادي عشر ١١
تيبست بأرضها وقد تملكها دوار فتاك..
في ظل تيهاتها وتربص محروس سارع تميم نحوها ثم جذبها بشدة نحو أحد الأنفاق المظللة بالأشجار..
يلا يا غفران مش هسيبك أبدا..
وركض تحت صړاخ محروس الذي بدأ في الركض خلفهم في تلك المتاهة..
غفران اقفي يا غفران مش هسيبك مسيرك ترجعيلي يا غفران علشان أنا إللي مسيطر عليك
روحي روحي معاه بس هو مش هيستحمل جنانك..
فقد أثرهما وسط الضباب وكثافة الأشجار ليعود للفندق وهو يتوعد لعفيفة بالويلات..
بينما تميم لم يكف عن الركض بعزيمة وإصرار حتى ابتعد مسافة جيدة ممسكا بكف غفران بشدة..
توقف لاهثا عكس غفران التي لم تكن مثله وذلك لإعتيادها الركض بمشاركة ملار..
تربدت ملامحها بالحزن وغامت عينيها الجميلتان بدموع صافية شفافة زادتها جمالا وفتنة..
أصبحت بلا أحد .. وهل كانت من قبل تنتمي لأحد..!
بلا أب ولا أم .. لا كنية ولا هوية..
مجرد قاټلة مچرمة .. مچنونة كما ينعتها والدها..
رفع رأسه يحدثها ليجدها بتلك الحالة تألم قلبه لأجلها يعلم أن القادم ليس بجيد لكن ما يهمه حاليا سلامتها.
همس لها بحب ممزوج بالغزل كانت الطريقة المثالية ليخرجها من كهف أفكارها السلبية
عيونك يا غفران..
رفعت عينيها نحوه متسائلة برقة فطرية
فيهم فتنة غير طبيعية بحبهم أووي وواقع في غرامهم على فكرا بيكونوا حلوين أووي وإنت پتبكي..
آآه بجد .. بيكونوا صافين وبيكونوا زي الزجاج ولونهم بيبقى بلون السما..
حقيقي عيونك غريبة أووي..
وقعت في حيرة عينيك وأضحيت أتسائل..
هل هم بلون الموج الثائر..
أم بلون السماء الصافية
أم بلون حجر فيروزي عتيق.
لكن في النهاية لا جدوى!
فقد وقعت في أسرهم وانتهى الأمر..
لقد تربصت بي تلك الأعين حتى لقيت مصرعي وأصبحت شهيد الحب..
ضاعت وضاع حزنها من تلك الكلمات التي تسمعها لأول مرة وكان
لها سلطان على قلب حيا داخل أنفاق القسۏة حتى بات يعلم أن الحب وجه من وجوه القسۏة لا أكثر.
آنست منه الحنان والدفء فراحت تتسائل ببراءة ممزوجة بالألم
بجد يا تميم .. يعني أنا مش وحش زي ما بابا بيقول..
وإن إنت مش هتستحملني وهبقى تقيلة عليك..
يعني أنا مش قاټلة يا تميم ولا مچنونة ولا شريرة..
يعني ممكن ربنا يغفرلي..
أنا أتحب صح .. مش إنت بتحب غفران .. يعني أنا حلوة كدا..
انشق قلبه مما تعانيه من ألم وضياع..
إنت أطهر وأنقى بنوتة شافتها عيني إنت حبيبتي ومراتي وبنوتي ونور عيوني..
تستحقي كل الحب بس مني بس..
أنا بس إللي من حقي أحبك وأدوب فيك .. ليا وبس..
طوقت عنقه بتعب وهي تتشرب من حنانه وتنعم بدفئه ابتسمت براحة وبعض آلامها تبرح عنها..
ابتعدت عنه قليلا وهي تقول بلهفة بينما
يلا بسرعة نمشي من هنا قبل ما يلحقنا..
نظر لقدميها الحافية والتي ټنزف مليئة بالچروح نتيجة للعطوب التي تملئ المكان..
غفران استني..
التفتت له قائلة
نعم في أيه..
انحنى وحملها برفق ثم قال
الچروح ماليه رجلك..
قالت باعتراض
تميم .. لا كدا تقيل عليك والطريق كله منحنيات..
أنا كويسة نزلتي متعودة على كدا..
هتف وهو يسير حاملها
مش عايز أسمع إعتراض يا غفران خلص الكلام..
كان ېحطم كل ما تطوله يداه يجأر بصوت مرتفع هز الأرجاء فنكمشت وهي تتيقن أنها ربما تكون النهاية..
بنتك هربت يا عفيفة مهما حاولت معاها جيناتك الۏسخة لازقة فيها نفس الهطل إللي بتسموه طيبة..
انحنى نحوها يجذبها من شعرها وهو يكمل بشړ
بس تعرفي هجيبها وهخلص عليها لو مش هتبقى تحت طوعي مش هتعيش يا عفيفة..
إنت الورقة الرابحة الأخيرة إللي معايا..
لازم تعرف إنك عايشة .. هرجعها وأخلص عليكم إنتوا الاتنين كفاية عليكم كدا..
تعرفي يا عفيفة أنا غلطان إن مخلصتش عليك وإنت حامل فيها بس أعمل أيه في قلبي الغبي إللي بيحبك ومهووس بيك...
زاد نحيبها رغم سعادتها من تمكن ابنتها من الهرب..
ابنتها التي لا تعلم بوجودها غفران صغيرتها التي لم تراها منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات رغم وجودهما في نفس المكان..
أي عڈاب هذا.!
لا يا شهاب .. سيبها في طريقها حرام عليك دي بنتك أنا موجودة أعمل إللي إنت عايزه فيا بس بلاش غفران..
شهاب .. ياااااه مسمعتش أسمي من زمان منك أووي يا عفيفة بعد ما عشت عشرين سنة باسم محروس..
حاسس