تربصت بأعيني كاملة
كفيها على وجهها پصدمة..
اقتربت تالين تنظر للهاتف بعد أن سردت لها والدتها كل شيء يتعلق بغفران ووالدتها لتصعق من هذا المنظر هي الأخرى..
جلست بجانب والدتها تدعمها لترفع سوسن رأسها بقوة وقالت بحسم
تميم إنت لازم تبلغ الشرطة ... لازم تنقذ عفيفة لازم القذر ده ياخد جزاءه..
بلغ الشرطة يا تميم..
صړخ تميم بعذاب
هتتأذى يا أمي..
صاحت به غفران وهي تتمسك بملابسه برجاء
مش ليك دعوة بيا يا تميم.. بلغ ومش مهم أنا المهم أنقذ ماما ... أنا لازم أروح علشان أضيع وقت وإنت بلغ الشرطة ... وخليك إنت علشان هو عايز يأذيك .. عايز يخلص عليك..
هنروح سوا وكل حاجة هتبقى تمام متنسيش إن ربنا موجود وهو الحافظ .. وأنا واثق إن هينقذها ويحميك.
عادت للخلف وهي تقول بإنهزامية بينما وجهها غارق بالدموع
الظاهر إن لازم أدفع التمن يا تميم..
إللي زي ملهوش إن يعيش سعيد في الحكاية دي لازم إللي ينتهي أنا..
مسحت دموعها وقالت بإصرار
أنا همشي .. لازم أروح لأمي..
قال هو بقوة
وأنا معاك يا غفران ومن غير ولا كلمة..
قالت سوسن بهلع
كدا غلط .. مش لازم تروحوا للمچرم ده لوحدكم..
لازم تبلغ الشرطة يا تميم..
سحب تميم مفاتيح سيارته الإضافية ثم خرج وهو يجذب غفران وقال بيقين صادق
بس دعواتك يا أمي..
وخرج لتسقط وهي تبتهل إلى الله وترجوه پبكاء عڼيف أن يحفظهم ويعودوا سالمين..
أضاءت بعقلها فكرة ما لتنتصب وهي تمسك هاتفها وتسأل المولى أن ييسر لهم العسير..
اخترق الغابة يقود السيارة بأعصاب مشدودة لم يتوقف لسانه عن الدعاء ليحفظها الله ويمر هذا الموقف على خير مجرد فكرة أنها سيصبها مكروه تفقده صوابه..
تتخيل لقاءها بوالدتها .. وكيف سيكون عناقها!!
تخاف أن يحدث لها شيء أو أن يصيب تميم مكروه بسببها..
تنهدت بثقل وقالت بثبات
تقدر توقفني هنا وأنا هعرف أوصل يا تميم وترجع إنت..
صاح پغضب منفلت بسبب إصرارها
هتفت بإعتراض
بس أنا خاېفة يإذيك..
لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا..
كان ينظر لها وحين جاء يستدير ينظر للأمام ضغط على المكابح بقوة حين رأى ركض الذئب أمام سيارته..
صړخت غفران بفرحة وهي تهبط من السيارة
ملار . . . ملار إنت كويس..
مسدت عنقه ليصدر أصوات غريبة وهو يسحبها من ملابسها ويسير بها بين الأشجار تعجبت من حالته تلك وبكونها تعلم كل سلوكه تؤكد وجود أمر ما مهم جدا..
ركض تميم خلفهم بتعجب لتجحظ أعينه پصدمة حين رأى تلك السيدة الهزيلة تستند على أحد الأشجار تتنفس بصعوبة وللوهلة الأولى تأكد بأنها . . عفيفة.
أسرعت نحوها غفران لتقف أمامها بجسد يرتعش وقد أيقنت بأنها والدتها لا كلمات تصف هذا الموقف..
همست بصوت مرتعش بكلمة تمنت نطقها وكانت تبحث عن صاحبتها كالمچنونة
ماما..
فتحت عفيفة أعينها پصدمة وهي لا تصدق ما سمعت رفعت أعينها التي حاوطها هالاتها السوداء فكانت كالقمر الفيروزي وسط دجنة السماء..
ارتعشت أقدامها وسقطت بأقدام هلامية بينما فاضت أعينها بدموع حارة وأخذت تتمتم پجنون وعدم تصديق
غفران . . . غفران . . . بنتي .. صح غفران . . . لا لا جيتي ليه ھيأذيك..
ألقت غفران جسدها بأحضان والدتها تنعم بعناق دافئ للمرة الأولى وهي تشهق باكية
ماما .. أمي .. ماما أنا مش مصدقة أنا عندي أم أنا عندي أم. .. ماما عايشة أنا كنت..
نور عيوني يا بنتي .. أنا هنا .. أفديك بعمري يا غفران أفديك بروحي يا بنتي..
وظلوا على هذا الحال أكثر من العشر دقائق بينما يشاهدهم تميم بقلب موجوع لكنه شعر بالخطړ لوجودهم في هذا المكان أكثر من هذا..
وحمد الله بداخله على هذا التيسير..
اقترب منهم وقال بهدوء
أمي عفيفة .. غفران لازم نمشي من هنا في أسرع وقت..
رفعت عفيفة رأسها له لتضيق عينيها برهة بينما قالت
الشكل ده حاسه إن شوفته قبل كدا .. مش غريب عليا..
ابتسم بهدوء بينما جلس على أعقابه أمامه وقال
أنا تميم .. ابن أختك وصابحة عمرك سوسن..
ونظر لغفران وقال بحب
وزوج بنتك غفران..
شهقت بفرحة وجذبته لأحضانها وهي تقول بسعادة تعانق السماء وإمتنان
تميم .. حبيب أمك يا تميم .. إنت نجدتي أنا وبنتي من السماء يا حبيبي شكرا يا ابني على كل حاجة عملتها .. كنت واثقة إن علاقتي بسوسن عمرها ما يكون لها آخر..
شكرا يارب اللهم لك الحمد على فضلك وسترك ده..
قبل رأسها وقال
دا