بائعة الرمان
إنصرف ولم ينطق ببنت شفة بينما مارتا كانت مندهشة من تصرفة وكم نادته من خلفه عندما لاحظت إنزعاجه ظاهرا في وجهه إن كان هناك امرا يزعجه لكن لم تتلقى ردا منه حتى غاب عن الانظار.
ومن ذلك اليوم لم يظهر كارل مجددا حتى بعد يومين هاتف بيدروا الذي كان قلقا عليه كثيرا واعلمه انه مسافر حاليا وان لايقلقا عليه فهو لايعلم متى يعود من سفره وعليهم في هذه الفترة ان يعتنوا بإبنه ميموا..
بائعة الرمان. 10
عندما علمت مارتا بسفر كارل المفاجيء إستاءت كثيرا من تصرفه. وانعتته بالمستهتر وعديم المسؤولية. ووصفته باقبح الصفات مما تعجب بيدروا وزوجته من رد فعلها.. فالامر كان لايستدعي لكل هذه الجلبة..
فهداها بيدروا واخبرها عليهم ان يدعوا له فرصة ان يجلس مع نفسه كي يقرر بهدوء..
فاستغربت مارتا من كلام بيدروا عن اي قرار ليأخذه كارل..!. فتلعثم بيدروا ولم يقل لها سوى انه يجب عليه ان يضع اسسا مستقبلية بإتجاه مصيره هو وإبنه.. وبالرغم انها لم تفهم عليه إلا انها مررتها واردفت قائلة ان كارل لن يتعلم
مرت الايام بسلاسة وكل واحد يعمل عمله المترتب عليه ويعود في اخر اليوم إلى غرفته ليرتاح.. حتى انهم نسوا توترهم من ناحية كارل واعتادوا على غيابه خاصة انهم إطمأنوا عليه انه بخير وهو في ضيافة صديق له من ايام الدراسة..
وبالفعل ماهي دقائق معدودات حتى نقلت مارتا إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف التي طلبتها زوجة بيدروا حتى يسعفوها خوفا ان يتفاقم عليها الۏجع اثناء الطريق.
ادخلوا المسعفين مارتا إلى غرفة الإستعجالات لتفحص من قبل الاطباء المختصين ماسبب ۏجعها لهذا الحد.. فبقي بيدروا يذهب ويجيء في الردهة ينتظر خارج الغرفة. وهو ينتابه القلق على مارتا خاصة ان الممرضون يدخلون ويخرجون من باب الغرفة ولا احد طمنه او ذكر له مالذي تشتكي منه بالضبط مارتا..
وماهي إلا ساعتين حتى انهت مارتا العملية وبقيت في العناية المركزة حتى مرت 24 ساعة ثم نقلت بعدها عندما زاح الخطړ عنها إلى غرفة خاصة حتى تمتثل قليلا للشفاء بإعطائها الدواء المنتظم. الخاص بها.
وبسبب المخذر وادوية الۏجع جعلت من مارتا نائمة طيلة ساعات.. وفي الوقت التي فتحت فيه عيونها رأت كارل واقف بجانب سريرها ينظر إليها مبتسما وهو ينادي بإسمها ويمرر يده على وجنتيها فظنت مارتا انها تحلم فأغلقت عيونها ثانية وغطت في النوم وهي تردد إسمه..كارل..
يتبع
بائعة الرمان 11الاخيرة
في اليوم الموالي الذي إستأصلت فيه مارتا المرارة بعد ان إنتابها الالم الشديد في تلك الليلة المفاجأة.. إذ تحسنت حالتها قليلا واجتاز عنها الخطړ نهائيا فلم يبقى سوى بعض الالام الناتجة عن چرح العملية الجراحية.. في تلك الاوقات لم يدعها بيدروا وزوجته بمفردها بل وقفا معها في محنتها. وكم شكرتهم كثيرا بدورها على وقوفهما المستمر معها ولم
يدعاها بمفردها وخاصة انها لم تزل وحيدة في