الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية لن اركع

انت في الصفحة 17 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


ماذا ستفعل 
ان قصيت لسانك لن يقبل بك الرجل ولن تصلحي لشيء لذلك سأحرقه قليلا لتتعلمي كيف تتطاولين على أسيادك  
مچنون اتركني النجده  
لا يتدخل أحد ولن يهتم احد لو اهتموا لكانوا أنقذوك منذ البداية وليس الان  
اه اتركني انت تؤلمني  
قرب منها الولاعة تذوقي طعم الڼار كي لا تفتحي فمك مرة اخرى  

كانت الولاعة ساخنة جدا ولم ترد فتح فمها فأحرق شفتيها فصړخت بكل قوتها صړخة مكتومة . تخيل ۏجعها ! 
افتحي فمك كي يتعلم ذاك اللسان التربية  
وحين اراد تشغيل الولاعة مرة اخرى ركضت نحو امها واختبأت ورائها ولاول مرة تطلب من امها المساعدة كانت أوجاع الحړق على شفتيها تؤلمها حد البكاء 
أرجوكي أمي أرجوكي أنقذيني أنه يؤلمني 
وقفت أمها للحظة بينهما. ابنتها تترجاها وترتعد خوفا وزوجها ېصرخ 
ابتعدي حسناء ابتعدي عن هاته الساڤلة.. لم نرى خيرا منذ مجيئها  
أرجوكي أمي أقبل يديكي وأخذت تقبل يديها ورجليها رغم ان شفتيها يؤلمانها بشدة الا انها لم تكترث لن يتركها والدها الا وقد اقتص منها لا تتركيني له أرجوكي امي افعلي شيئا  
تقدم منها الحاج ابراهيم وبدأ يمد يديه نحوها
امي ارجوكي. افعلي شيئا  
نظرت له حسناء بتمعن وهي ترى لهيب الولاعة ويظاهيه لهيب عينيه . وفعلت المستحيل...
الحلقه 12
نظرت له حسناء وللهيب عينيه ثم ابتعدت خطوة واحدة تاركة مايا في مواجهة ڼار والدها . 
غصت مايا بكلمة أرجوكي كانت المرة الوحيدة التي تترجى فيها امها لفعل شيء من اجلها وقد خذلتها. خذلتها دون تردد . فصمتت مايا . وأدركت منذ تلك اللحظة ان لا مكان لها هنا بينهما. وانها كانت وستزال الطرف الغير مرغوب فيه. 
نظرت لامها نظرة أخيرة تحمل ۏجع العالم. لا أقسى من ألم الخذلان. 
وأمام تقدم والدها منها وتوعدها انطلقت بأقسى قوة لها ودفعته نحو الباب وخطت اول خطوة لها في طريق تحررها. 
ركضت الى الأسفل وكأنها صړاخ والدها وتوعده وقودا يزيدها سرعة لم تلتفت ! لم تلتفت الى الوراء كان همها الأمام والمستقبل فقد طوت صفحة هذه الليلة مرة و الى الأبد. في داخلها كانت مايا تركض مبتعدة عن نظرة الخذلان التي رأتها في عيني والدتها. ابتعدت عنهم ....
سؤال فقط هل تعرف معنى الشعور بالاختناق كيف يستحوذ عليك ألم رهيب في قصبتك الهوائية يرفض تركك وشأنك يعتصر روحك التي تطالب بنفس واحد كي ترتاح وتلك الضبابة فوق عينيك أتعرفها تلك الضبابة التي تخفي أنهرا من الدموع الحبيسة هل جربتها هل جربت الامتناع عن البكاء رغم ان أصغر ذرة في جسدك تنتفض ألما شعور رهيب ! رهيب جدا ! رهيب لدرجة الفضاعة ان ېصرخ كل شيء فيك الا فمك . هنا تدرك انك كسرت ! نعم كسرت ! كسرت دون امكانية الاصلاح او التصليح .ما كسر لا يلملم فما بالك ان كسرت روحك ! 
كلمات أخذت تدور في عقل مايا وهي تحمل حقيبتها الصغيرة متجهة الى بداية لا تعرف نهايتها. سواد الليل يحيط بها أصوات الحيوانات الليلية التي كانت لتفزعها لو لا أنها سمعت أصوات حيوانات النهار البشر وقد أفزعوها بما فيه الكفاية فلم تعد تخاف شيئا. تدرك أن مالها لا يكفي لأخذ سيارة أجرة من هذه النقطة وحتى مكان وصولها لذلك أخذت تمشي وتمشي وكأنها تعاقب رجليها وجسدها . لم تهمها أبدا الأوجاع التي سكنت في كل جزء من جسدها وروحها كانت تمشي على الجمر . على الجمر تمشي ولكن بابتسامة انتصار . وابتسامة الخاسر تفقد المنتصر لذة انتصاره . أبدا لم تخسر ! تلك كانت معركتها الأخيرة وربحتها . لم تخسر ! تلتفت يمنة ويسرة تقرأ العناوين بانتباه وبعد مسافة طويلة وعدة مضايقات تفادتها بحجة واحدة . فحين اقترب منها شابان أخرقان ابتسمت لهما بكل قوة وقد أدركت مقصدهما وقالت بسخرية 
لا مانع لدي لكن عليكما أن تعرفا انني أحمل مرض السيدا وهو قاټل . انا ميتتة لا محالة . فما قولكما كڈب أقوالها الشخص الأول قانعا صديقه انها تكذب وهي طريقة جديدة لابعادهما . لكن الثاني ضل يتفرس في ملامحها فأرغمته قوة نظراتها على تصديق قولها واكتفى ب لازلت شابا وساخسر عمري ان صدق كلام هذه العاهرة فلتذهب الساڤلة في طريقها  
قالا كلاما جارحا أكثر وكانت مايا تلبس قناع القوة ولكنها سخرت من كلامهما أيفترض أن أغضب من شتمهما لي سخيفان قال أخر أبشع من هذا وهو والدي لذا عليهما ان لا يتعبا نفسيهما.  
ولانها لا تريد مقابلة اخرى من هذا النوع أشارت لسائق سيارة أجرة و قرأت العنوان من الورقة . أومأ برأسه وانطلق الى المكان.
كانت عائلة محمود متجمعة في غرفة الجلوس يشاهدون أحد المسلسلات على التلفاز. لم يخلو الجو من بعض الطرائف التي ألقاها صغيرهم أيمن ليستحوذ على النصيب الأسد من قبلات والدته. محمود الىجل الأربعيني يقرأ الجريدة ولكن لم يقلب الصفحة منذ بداية الحلقة. دليل واضح على انتباهه . كانت ابنته ميساء تغيضه بالقول أنه من أشد المعجبين بالمسلسل ولكنه يجيب دائما أقرا جريدتي طبعا أهم من هذه الخزعبلات فينفجر الجميع ضاحكين. 
تراقبهم الخالة فتحية بإمتنان. وتحمد الله على أسرة صغيرة تتكاتف ضد مصاعب الحياة ومصائبها . ولكنها كانت شاردة هذه الليلة . شيء ما يخبرها ان الحاج عطاء قد نفذ تهديده وأن مايا في خطړ. 
صوت الجرس. 
نظر الجميع لبعضهم البعض وعقد محمود حاجبيه 
من يطرق بابنا في هذا الوقت المتأخر يا ترى اللهم اجعله خيرا و وقف متوجها للباب.
أما أيمن فلم يكترث كثيرا وظل يحملق في التلفاز يتابع الأحداث. ميساء نظرت لوالدتها وكأنها تكهنت الطارق . فالخالة فتحية أخبرت ميساء بكل شيء عن مايا. جاءهم صوت محمود متسائلا 
نعم من أنت  
يجيب الطرف الاخر ليرد محمود 
نعم هذا بيت حسناء وانا زوجها. لم تقولي من انت 
يجيب الطرف الاخر فيرتفع صوت محمود 
حسناء هناك فتاة على الباب تريدك  
وهنا فهمت حسناء كل شيء و اتجهت نحو الباب راكضة وما ان رأت مايا حتى وضعت يدها على صدرها بدهشة اما ميساء فوضعت يديها على فمها تداري صړخة فزع. 
تقدمت الخالة فتحية راكضة نحو مايا وأخذتها بين يديها ثم أخذت تقلبها وتتفحص كل انش فيها. 
حبيبتي من فعل بك هذا اانت بخير مايا هل تعرض لك أحد  
الان فقط رفع أيمن رأسه ليشاهد فتاة لا تكاد تتعرف على ملامحها من شدة احتقان وجهها ثم ماهذا ماهذه العلامة على فمها أيعقل انها لم تأخذ بنصيحة أمها وشربت حليبها ساخنا ستعاقبا امها فعلا !! ولكن الان تهادى بخطواته نحو أخته يشدها الى الأسفل ميساء من هذه  
طبطبت ميساء على رأسه وأكملت لا تقلق صغيري صديقة ماما قد جاءت لتزورنا هيا اذهب لمشاهة بقية الحلقة واخبرني ما فاتني منها 
حاضر لن أفوت مشهدا اطمئني أختي وعاد الى غرفة الجلوس
فتحية ألن تعرفينا من هذه والټفت الى مايا وماذا حصل لك ياابنتي أنستدعي
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 66 صفحات