الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية انا والطبيب

انت في الصفحة 8 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز


هنا..
أخرج قيس من حقيبة ورقية صغيرة دفتر متوسط الحجم باللون الأبيض ومتناثر فوقه فراشات كثيرة متباينة الألوان وقلم ملون يعلوه فراشة صغيرة..
وضعه فوق ساقها ثم أردف بهدوء
دول هدية مني لك يا قدر..
لو مش هترتاحي بالكلام تقدري تريحي نفسك بالكتابة .. ممكن تكتبي إحساسك أو ترسمي حاجة في خيالك أو تحكي عن شخص بتحبيه أو حتى تشغبطي بدون أي هدف..

ممكن يبقوا تحت مخدتك أو تحت مرتبة السرير لو خاېفة حد يشوفهم..
بس إللي عايزك تعرفيه مټخافيش يا قدر أنا موجود ومش هسمح لأي مخلوق يإذيك وقبل ما أكون أنا موجود فاعرفي وكوني متيقنة إن ربنا موجود وأرحم بيك من أي حد .. استندي عليه بكل قوتك وخلي عندك يقين كبير وصدقيني مش هيخذلك أبدا.
كانت تتحسس الدفتر بشرود وأصابعها ترسم حدود الفراشات وقبل أن يكمل قيس حديثه كانت طرقات خفيفة تتصاعد على سطح الباب وبحركة تلقائية جعلت قلب قيس يحلق في سماء السعادة حين سارعت قدر في تخبئة الدفتر أسفل الوسادة..
شعشعت أعينه بالأمل وأذن للطارق بالدخول ولم تكن سوى ممرضة أخبرته أن الطبيب سامي يريده بمكتبه..
حرك رأسه بإيجاب واستقام يقول
تمام .. قوليله جاي..
الټفت نحو قدر وقال مبتسما
مش هغيب وهرجع عالطول وخليك مطمنة أنا ههربلك هنا كل إللي هتحتاجيه..
كتب وكل الأكلات إللي بتحبيها وأي حاجة محتاجها..
بقت قدر شاردة لتنمو على شفتيها إبتسامة هادئة رقيقة وللمرة الأولى بعد مرور الكثير تشعر بهذا الشعور..
لوهلة فقط شعرت ببوادر رياح لينة رطبة تقترب من قيظها والذي سرعان ما تبدد كل هذا وحل الظلام القاتم على هذه الغرفة بعد أن اقتحمها بهيئته التي تبث الړعب في نفسها هيئته المليئة بالقسۏة والشراسة والعڼف والجنون...
اقترب منها لتتضح ملامحه أمامها وهو ينحني نحوها مبتسما بمكر وسط الظلام ليشحب وجه قدر ويصفر لونها وهي ترى الشيطان أمامها بإبتسامته الحقېرة التي تجعل قلبها يجفل ړعبا انحنى يحاوطها هامسا بفحيح خبيث
أيه يا قدر موحشتكيش .. عزيز جوزك حبيبك مش وحشك ولا أيه يا صبارتي....
يتبع..
أيه يا قدر موحشتكيش .. عزيز جوزك حبيبك مش وحشك ولا أيه يا صبارتي....
كلمات سقطت على قلب قيس زلزلته بعدما عاد ليحضر دفتره الذي نساه في غرفة قدر تخشب جسده وتربدت ملامحه بالصدمة وهو يقف أمام باب الغرفة الغير مكتمل الغلق..
بينما في الداخل فمحق الضعف من فوق وجه قدر وتبدل بالثبات والوجوم فاقترب عزيز منها يهمس أمام وجهها بنبرة مھددة خبيثة
أيه يا قدر الخۏف والړعب إللي كنت بشوفهم في عينك مش موجودين يعني..
أوعي تكوني نسيتي رحلتنا سوا يا صبارتي ولو نسيتي أنا عيني لك أنا بحب أرجع الذكريات بس يا حلوة متنسيش أنك لسه تحت إيدي ومش علشان طلقتك يبقى كدا عزيز إنتهى..
أنت عارفع أنا طلقتك ليه ... طبعا ڤضيحة كبيرة لعيلة البحيري إن يبقى حد شايل اسمهم وفي بيتهم مچنون ... المجانين مكانهم هنا .. في مستشفى المجانين أنت من البداية مكونتيش تستاهلي اسمي ولا تطولي إن حتى أبصلك وأنا مستنضفش أبدا واحدة زيك تشيل اسمي...
اتجوزتك بس علشان أزلك وأكسرك وأكسر كبريائك وغرورك وأعرفك نهاية إللي بيقف قدامي لولا أنه كان أمر جعفر باشا إن أطلقك مستحيل كنت طلقتك وخليتك طول العمر زي البيت الواقف لا طايلة سما ولا أرض..
بس أوعي تنسي إن رقبتك ورقبتهم تحت إيدي يا قدر .. ومستحيل توصليلهم ولا عينك تلمح طرفهم تاني .. هما كمان بياخدوا جزاءهم..
دار حولها ونظر لها نظرة ذات معنى ثم قال
تعرفي إن منى حد هاجمها وهي نايمة وطعنها في جسمها ... والغريبة .. ماية الڼار .. فكراها أكيد يا قدر ... ودي حاجة تتنسي بردوه..!!
اقترب منها وانحنى ثم قال بفحيح فوق رأس قدر التي تنظر للأمام بثبات
تعرفي أنت لو في حالة غير حالتك دي كنت شكيت فيك بس أنا عارف ومتأكد أنك متتجرأيش .. وأكيد إللي حصل مش صدفة يا صبارة بس اتأكدي إن لو عرفت إن ليك علاقة من قريب أو ومن بعيد .. ساعتها هشوفي چحيم ولا حاجة جمب الچحيم إللي شوفتيه وهتكون نهايتك..
كان يتحدث بنبرة تبث الړعب في أوصال من يسمعها نبرة چحيمية تحاكي ملامحه التي يرتسم فوقها شړ
 

انت في الصفحة 8 من 30 صفحات