السبت 30 نوفمبر 2024

قصة جديدة

انت في الصفحة 22 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز


يدها على صدرها محاولة تهدئة ضربات قلبها.
فقال إياد أنا آسف .. شكلي خضيتك.
أومأت جنه برأسها .. فتقدم إياد محضرا كوب الماء الذي وضعته على المنضده و قال اشربي شويه.
تناولت جنه كوب الماء من يده فلقد جف حلقها من شدة الفزع و قالت بعد أن شربته جرعة واحده متشكره.. ثم التزمت الصمت مره أخرى لا تدر ما تقول فقد ألجمها الحرج من الكلام و للمره الثانيه تضع نفسها في موقف محرج أمامه.

أدهشه وجودها هنا.. في بيته.. و مطبخه ..في هذه الساعه المبكره و بهذه الملابس فقد كانت ترتدي بيجامه وردية اللون كتلك التي تقتنيها نسرين !
تملكه الفضول ..أراد إعادة سؤاله ولكنه تريث قليلا.. فلقد أسره منظرها الذي لو تحدث لقال يارب الارض تنشق و تبلعني .. ابتسم و تابع تأملها رغم علمه بمدى حرجها فا هو اللون الأحمر القاني قد زحف إلى وجنتيها .. ترى هل زحف هذا اللون لباقي.... أغمض إياد عينيه لثوان صارفا عنه تلك الأفكار و ليوقف سيل التخيلات.. صحيح أن هناك شيء ما يجذبه إليها .. و لكن عليه أن يحكم عقله ليمنعه من الاسترسال و الانغماس في تلك الأفكار... فلقد اكتفي من هذا النوع من النساء العاطفيات.. و لقد حسم قراره منذ فتره و مستقبله يتضمن امرأه متزنه قويه تحكم عقلها في قراراتها و ليست ضعيفه كساره..أو كالماثله أمامه.
عاد ليقول بحزم أنا مش قصدي أحرجك.. أهلا بيكي هنا فأي وقت بس برده أنا لسه مفهمتش انتي بتعملي ايه هنا 
حاولت جنه استرجاع لسانها الذي أكلته القطه كما يقال و قصت عليه ما حدث معها و أضافت عن اذنك أنا لازم اطلع دلوقتي و إن شاء الله أول ما نسرين تفوق هاروح السكن.
لم تنتظر لتسمع ما قاله.. خرجت من المطبخ و صعدت الدرجات بسرعه.. ثم دلفت إلى غرفة نسرين لتفاجأ بازدياد الآم قدمها .. فيبدو أن حبة المسكن لم تأت بثمارها.. بل العكس أحست بدوار شديد و سقطت على الأرض محثه صوتا مدويا.. و لسبب ما لم تستطع النهوض و كأن ليلتها لم تكن حافلة بالمواقف المحرجه.
استفاقت نسرين على صوت ارتطام شديد أضاءت المصباح بجوارها و أزاحت الأغطيه ملقيه نظره على غرفتها لتفاجأ بجنه ملقاه على الأرض نزلت من فراشها و هرعت بجوار جنه.
سألت نسرين بقلق جنه..مالك..انتي سمعاني 
قالت جنه بصوت واهن مش عارفه مالي .. حاسه عنيا مزغلله و مش قادره أصلب طولي.
قالت نسرين طب هاتي ايدك و اتسندي عليا.
مدت جنه يدها لتساعدها في النهوض و بعد أن وضعتها نسرين على السرير سألت ايه اللي حصل 
قالت جنه أبدا خدت حبه مسكن من تحت و مش عارفه شكلها سببتلي دوخه باين.
قالت نسرين مسكن من بتوع جدو 
أومأت جنه برأسها لتشهق نسرين اوعي تكوني شربتي حباية السكر.. لا ده أكيد شربتيها.. عشان كده حصلك هبوط.. استني هجبلك عصير و حاجه حلوه تاكليها.
و في ثوان كانت نسرين خارج الغرفه.. لتعود بعد قليل و في يدها كوب من العصير و بعض الحلوى.
شربت جنه العصير لتحس بالتغير السريه في حالتها و قالت الحمد لله ..أنا دلوقتي أحسن.
قالت نسرين ما أنا مره خدتها بالغلط و حصلي زيك بالظبط...عموما دلوقتي ننزل نفطر سوا و لازم تاكلي كويس لان الحبايه دي اكيد خفضت السكر فجسمك.
شكرت جنه نسرين على اهتمامها بها .
و بعد حوالي الساعه نزلت جنه برفقة نسرين التي أصرت على تناولها طعام الافطار معهم قبل توصيلها للسكن و رغم تحسن حالة جنه إلا أنها لم تجد بدا سوي الموافقه فليس من اللائق أن تترك نسرين توصلها و هي لم تتناول بعد طعام الافطار.
لم تكن جنه الوحيده التي شعرت بالإحراج على مائدة الافطار فمع وجود كريم حاضرا هذا الصباح لتناول الافطار معهم كعادته .. تمنت نسرين لم لم تصغ لنصائح مايا و لكن لا فائدة الآن من الندم.
قال كريم موجها سؤاله لجنه انتي درستي هنا .
أجابت جنه لا..فجامعة القاهره.
قال كريم مش فاهم !
قال إياد بضيق هو إيه اللي مش فاهمه !
قال كريم موضحا أقصد يعني انتي من هنا و لا القاهره.
شعرت جنه بالضيق من أسئلة هذا الشاب الذي عرفته د. نوال بأنه صديق إياد و بمثابة ابن آخر لها .
أجابت القاهره .. بس استقريت هنا.
عاد كريم ليسأل من جديد مش فاهم استقريتي يعني عايشه هنا لوحدك و لا مع أهلك.
أجابت جنه بحرج أنا ساكنه في بيت الطالبات.
فقال كريم برافو عليكي أنا بحب البنت اللي تكون اندبندت .. ودلوقتي بتحضري ماجستير هنا 
تدخل إياد قائلا جنه بتشتغل فالمكتبه..أمينه المكتبه الجديده.
ثم لكز صديقه بقدمه هامسا كفايه تحقيق.. مش شايف مكسوفه ازاي!!!
ولم يكن إياد الشخص الوحيد المنزعج من أسئلة كريم فلقد كانت الغيره تعصف بقلب نسرين من هذا الاهتماما الذي أبداه كريم بجنه ..و كأنه لم يكن كافيا الاذلال الذي شعرت به ليلة رأس السنه لتأتي الغيره و تمزق كيانها..حسنا هذا يكفي ..عليها أن تداوي نفسها من هذا الداء المسمى كريم..حان الوقت لاتخاذ خطوه إلى الأمام.. و لكن بدون أن تشمله في أي من مخططاتها.
بعد تناول الافطار جلس الجميع يستمعون للجد رفعت طه و معهم جنه بعد أن أصر الجميع على بقائها .. و لم ټندم على مكوثها فقد كان حديث الجد رفعت طه شيقا جدا.. ووجدت نفسها مرات عديده و الدموع تملأ عينيها خاصه عندما حدثهم عن يوم إصابته و المكان الذي ظن أنه الجنه.
و بدون أن تعي بنفسها قالت انا كمان كنت فاكره اني مت و رحت الجنه.
أثار تعليقها استغراب الجميع .. ليسأل إياد مازحا هو انتي كمان كنتي بتحاربي مع جدو.
ردت جنه بتلعثم بعد أن رأت جميع الأنظار مصوبه نحوها أصل حصلتلي حاډثه و افتكرت يوميها اني مت و إن المكان اللي شفته هو الجنه.
صاح رفعت طه أخيرا لقيت حد زيي.. اهو يا عم إياد عشان تصدق.
قال إياد بعتاب أنا طول عمري بصدقك يا جدي.
قال رفعت طه بأسى يمكن زمان .. لكن دلوقتي مظنش.
قال كريم موجها سؤاله لجنه طب ممكن توصفيلنا المكان اللي شفتيه.
قالت نسرين بعصبيه مكان ايه ... دي اكيد كانت بتخرف.!
شعرت جنه بالحرج الشديد من طريقة نسرين في الحديث عنها .. و نهضت من مكانها لتقول أنا اتأخرت و لازم اروح دلوقتي.
قالت نسرين و قد شعرت بالخزي لاحراجها جنه ثوان هاخرج العربيه و اجي اوصلك.
قال كريم امرا لا استني...أنا كده همر عن سكن الطالبات..هاوصلها فطريقي و اروح المطعم.
قالت جنه بحزم أنا هآخد تاكسي.. مفيش داعي تتعبكو نفسكو.
قال كريم مفيش تعب ولا حاجه .. ده فطريقي.
قاطعته نسرين بحنق معلش انا وعدتها اني هوصلها...
قال إياد انا عربيتي بره هاوصلك.. قالت نسرين و انا هاجي معاكو
و في الطريق أصرت نسرين أن تدعو جنه لحضور حفل عيد ميلادها فلقد شعرت بتأنيب الضمير على معاملتها لها قبل قليل..
الفصل السادس.
 و عن تلك النظرة ....أبحث
دلفت جنه إلى الشقه
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 83 صفحات