كاملة
وفي هذه الفترة كان قد جمع أكثر مما ربحه من بيع الزيتون بأضعاف وظهر عليه الخير و النعمة وفي يوم من الأيام رجع عبد الرحمن إلى قريته وهو يركب حصانا من كرام الخيل وعليه ثياب غالية واعتقد أن عمه سيزوجه إبنته وكيف يرفض ذلك وقد صار من الأعيان وحين دخل دار عمه جلس على وسادة وهو فخور بنفسه ثم صفق بيده فجاء عبد وفتح صناديق التحف والهدايا النفيسة ثم تنحنح وقال أعتقد أني قد حققت شرطك يا عمي وصرت رجلا !!! ثم طلب منه يد إبنته مرة أخرى لكن الشيخ حك ذقنه وأجابه عندما تكبر وتصبح رجلا و الرجولة كما قلت لك في الصبر ضاقت الدنيا بعبد الرحمان وخرج من بيت عمه حزينا حائرا فتصدق بكل شيئ يملكه وحتى فرسه أعطاه لرجل فقير مقطوع الساق وقال سأذهب الآن إلى الصحراء وأعيش وحيدا طريدا وهكذا لن يرى عمي وجهي ثانية ويرتاح مني وسار أياما يكابد حرارة الصحراء وآلام الجوع والعطش فرأى من بعيد خيمة لأحد الأعراب فاقترب منها فإذا بقربة ماء معلقة في الظل يداعبها الهواء نادى الفتى على صاحب الخيمة لعله يبل عروقه ولو بقليل من الماء فلم يجبه أحد ولما أخذ القربة ليشرب وعندما أمسك بقربة الماء ووضعها بين شفتيه وقد شرب رشفة من الماء البارد فجأة جاءت فتاة و اختطفت القربة من بين يديه تعجب الفتى منها واحتار في أمرها أشد العجب فكيف ټخطف من فمه قربة الماء وهو يعاني من عطش الصحراء معاناة شديدة !!! وقبل أن يفتح فمه لكي يتكلم طلبت الفتاة من اليتيم أن يدخل ديوان والدها الغائب عن الخيمة وقدمت له طعاما وأحسنت ضيافته وأكرمت وفادته كأفضل ما يكرم العربي ضيفه ثم جاءت له بعد ذلك بقربة الماء وطلبت منه أن يشرب الآن كما يريد أكل اليتيم وشرب وحمد الله وشكر فضله سأل اليتيم البنت
لماذا رفعت القربة عن فمي وأنا
شديد العطش !!