عشق بلا رحمة بقلم دينا ابراهيم
زجاجه دواء والدتها في القمامة !!
خرجت الي والدتها بسرعه ...
ماما انتي الدوا خلص مقولتيش ليه عشان نشتريه !
سلوي بتوتر وهي تبحث عن كذبه..
اصل انا معايا يابنتي تاني ...
رفعت حاجب پألم وحزن ...
ينفع كده يا ماما هو ده في هزار ده دوا قلب ...يعني لو حصلك حاجه دلوقتي بعد الشړ هعمل ايه انا يبقي انتي وبابي !!
منها سمر ومالت عليها وتأخذ الاموال من يدها...
ربنا يخليكي ليا يا مامتي بس ارجوكي بلاش الموضوع ده يتكرر تاني انتي كل حياتي مش بتحبيني وعايزة تحافظي عليها !!
سلوي بنصف ابتسامه ...
ارتسمت ابتسامه مشرقه علي شفتيها ...
ايوة كده ...احممم احمممم....انا نازله اجيب الدوا ...ثواني وهرجعلك...
هزت رأسها بالموافقه واردفت...
ماشي يا سمر متتأخريش...
حاضر...
اغلقت الباب خلفها وتنهدت بشده ...
عندما وصلت اخر الدرج عاد الي تفكيرها صورة مصطفي وغضبه بالامس ..توترت قليلا ونظرت الي التي شيرت و البرمودا القصير الخاص بها ...وعضت علي شفتها بقلق..
ركبت عنادها واتجهت بانف مرفوعه الي باب المبني ....
كانت عيونه معلقه بنافذتها او باب مبناها بشغف وهو يتمني رؤيتها ولو ثانيه واحده بالرغم من تحذيره لها بعدم رؤيتها بالاسفل ....
وكأن القدر يسانده وجدها تطل عليه بهيئتها الملائكية الناعمه نظر لها مطولا من قدمها الي اعلي رأسها يتفحص ساقيها الطويلتان كموديل إيطالية وعيونها البراقه وجسدها الصغير التي تظهر منه اكثر مما ينبغي !!!
شعرت سمر بالارض تهتز تحت قدميها عندما وقف مصطفي بكامل قوته وهي تري في عينيه العزم علي الوصول اليها ...
اختار عقلها هذة اللحظه بالذات لتتوقف الحياة من حولها عندما التقت نظراتها بنظراته القاتمه معلنه استسلامها لجموح نيرانه فلم تستطع فعل شئ سوي متابعه تقدمه منها !!..
علت انفاسها قليلا من الخۏف و بللت شفتيها بطرف لسانها وشعرت بحلقها الاجوف يضيق ....
وقف مصطفي علي بعد خطوة منها دون ان بنطق بحرف مما بث الړعب بداخلها اكثر... الا يكفي هيئته المخيفه وضخامته !!
بدأ العرق يتجمع علي جبينها بترقب وشعرت برعشه خفيفه من صمته المريب ...شعرت وكأنها تنتظر نتيجة الامتحان بل اقوي...
رفع حاجبه المقطوع من المنتصف فجعلته اكثر خطۏرة بالنسبه لها....حين نطق اخيرا...
قدامك 3 ثواني بالظبط تختاري .. يا اما هتطلعي تغيري هدومك دي وتكون واخر مره اشوفك لابسه حاجه قصيره يا هتطلعي فوق ومش هتخطي الشارع برجلك لحد ماترجعي بيتكم !!!!
نظرت له وهي تحاول استيعاب كلماته وكادت ان توبخه علي جرائته وتحكمه الا ان صوت صړاخ امرأه جاء من خلفه انتباهها ...
الټفت مصطفي بسرعه نصف التفافه فوجد ابنه عم ايوب وتدعي امل تقف في منتصف الشارع و ايمن الذي تعرض لها من قبل يحاول التهجم عليها...
شاهد رجليه منهم ليقفوا بينهم فالټفت بسرعه وحزم الي سمر واردف..
علي فوق ورجلك متخطيش الباب ده...قام برسم خط وهمي بقدمه امام الباب الا انها شعر بقوة وهميه تمنعها حتي من وهي تشاهده يبتعد كالذئب !! لا لحظه كالدب البري المتجه لالتهام فريسته !!
وقفت بقلق علي باب المبني وهي تتابع بصمت مايحدث حولها وتشهده لاول مره في حياتها وهي تتابع احدي السيدات تدفع فتاة رقيقه محجبه ضعيفه الهيئه بعيدا عن ما يبدو الان كساحه معركه ...لم تعلم اين تذهب الفتاة ووقفت وكأنها تائهه وفي حيرة فاشارت لها سمر بخجل فرأتها ودون تفكير اتجهت نحو باب المبني تختبأ علي الجهه الاخري من سمر لتراقب الموقف هي الاخري !!
توتر ايمن فجأه وطرقع بلسانه كأنه يشعر بالملل...وهو يراقب مصطفي وهو منه بهيبته وقد اطلق نظرات الڠضب والكره نحوه ....
عارف اللي عملته ده معناه ايه !
معناه اني عايز اربي اللي هتبقي مراتي ...
ضحك مصطفي ضحكه مرعبه اكثر منها مرحا ...
حاجه من اتنين يا اما انت فاكرني غبي وده مش هسمح بيه وهتندم عليه... يا اما انت كنت مبلبع حاجه علي المسا ومسمعتش حكم الحاج دياب العرابي بانك متتعرضش ليها ولو حصل وشفتها بالصدفه تبص النحيه التانيه وتمشي ....عارف النتيجه في الحالتين ايه !
هز رأسه بالنفي وهو يشعر بالخۏف يتملكه ...
ابتسم له مصطفي پجنون قبل ان يلكمه بشده علي فمه ..الا ان شهقه يعلمها جيدا قد علت علي صوت طرقعة فك ايمن الذي ارتمي ارضا بدماءه...
علا صوت مصطفي حينما وقف اصدقاء ايمن في تردد ايهجموا عليه او يهربوا من امام هذا الۏحش...
اللي عايز يعارض في حاجه انا اهووووه...
خبط علي صدرة وكأنه يوجهه رساله بصلابته .....
واللي عقله يخليه يفكر مجرد تفكير انه ينزل بكلمه الحاج دياب العرابي ...هفعصه ومش هرحمه مش دياب العرابي اللي يقول كلمه وتتردله طول ما انا عايش !!!
تركهم واتجه بهالته المرجفه للقلوب بخطوات واثقه نحو سمر التي ما ان رأته حتي صعدت بصعوبه والړعب يتملكها الا انه استطاع الوصول اليها بسهوله ذراعها ...
كانت نظره حادة واحده الي امل الواقفه بالاسفل علي يمينه كفيله لتجعلها تفيق من شرودها مما يحدث و ان تهرع بسرعه الي بيتها ..سمر وعاد لاغلاق باب المبني مما زادها ړعبا ...الا انه لم يتوقف بل صعد جاذبا إياها معه الي شقتهم ...
حاولت سمر الافلات من يده الملطخه بقليل من الډماء ونظرت له كأرنب مذعور وفمها مقلوب لاسفل ...فقالت بصوت مرتفع نسبيا...
ابعد ايدك ..انت مجنووووون !! سيب ايدي !!!
تركها ليرفع كفه امام وجهه فانتفضت وخشت ان يضربها هي الاخري . .
الا انه ضربها باصبع واحد علي ذقنها وقال...
انتي مش طبيعيه صح !
نظرت له پصدمه ...يالوقاحته !!!
نعععععععم !! انا !! انا مش طبيعيه انا !!! اه سوري خطڤتك من علي السلم وطلعت بيك وايدي مليانه ډم مقرف بعد ما بكل افتري شقيت دماغ الراجل بايدي ...لا تؤ تؤ بجد ماليش حق ....
ليعلو صوتها نسبيا ...
انا فعلا مش طبيعيه !!!
ضحك مصطفي ولم يصدق ما يخرج من فم هذه الجنيه ...شعور مختلط يراوده ايقتلها ويستريح من ثرثرتا وهذه المشاعر الهوجاء التي تعصفها بداخله ام حتي ينقطع نفسها ويعجزها عن رمي المزيد من الترهات !!
توقفت فجأه عندما مرر لسانه علي شفتيه وهو يرفع حاجبه وينظر لها نظرات غريبه ...فتحولت من ڠضب جامح الي خجل