كاملة
جدارا ولم يعودوا يساكنوهم كما قال تعالى
وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون
فافترقوا إلى ثلاث فرق فرقة عصت وصادت وكانوا نحو سبعين ألفا وفرقة نهت وتنحت وكانوا اثني عشر ألفا وفرقة تنحت ولم تنه ولم تعص وهذه الأخيرة قالت للثانية التي نهت عن الحړام لم تعظون قوما عصاة سيهلكهم الله وسيعذبهم فقال الناهون عن المنكر موعظتنا من باب التذكير لعلهم يتقون ويتراجعون.
في الليل جاء أمر الله فانتقم من الذين فسقوا ومسخ شبانهم قردة وعجائزهم خنازير فقام الذين أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر صباحا وذهبوا إلى أعمالهم ومجتمعاتهم فلم يروا أحدا من الفاسقين فاستغربوا وتساءلوا فيما بينهم وقام أحدهم ووضع سلما على الجدار فلما أشرف على القوم رأى عجبا إذ أصبح الفساق قردة لها أذناب يتعاوون ويقفزون على بعضهم وخنازير تصدر أصواتا قبيحة
ولم يبق الذين مسخوا أحياء أكثر من ثلاثة أيام لم يأكلوا خلالها ولم يشربوا ولم يخرج منهم نسل فماتوا جميعهم وهكذا كانوا عبرة لمن بعدهم من الأمم قصة أصحاب السبت
على شواطئ بلدة تسمى أيلة تقع على سواحل بحر القلزم البحر الأحمر حاليا بين مدين والطور. وقعت أحداث هذه القصة والتي ذكرها الله في كتابه يقول تعالى
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون
قال ابن عباس وغيره إن اليهود كانوا متمسكين بدين التوراة في تحريم السبت في ذلك الزمان فكانت الحيتان قد ألفت منهم السکينة في هذا اليوم وذلك أنه كان يحرم عليهم الاصطياد فيه وكذلك جميع الصنائع والتجارات والمكاسب فكانت الحيتان يكثر عددها في ذلك اليوم فتأتي ظاهرة آمنة مسترسلة فلا يهيجونها لأنهم