رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
أنا مش غريب يا مدام حتى أسئلي أبو نسب.
وصدحت ضحكة رائف حين أعتدلت جومانة وألتفتت تحدق بحمزة بحدة لتبتعد عن مقعده فبدت أمام رائف كمن بوغتت بخېانة حبيبها لتسئل حمزة بإنفعال قائلة
_ هو أنت متجوز يا حمزة.
_ رائف أنت جاي ليه.
غمزه رائف بعيناه وقال وهو يزيد من إستفزازه لحمزة
وقف رائف كما جلس وأردف
_ عموما أنا مش هعطلك أكتر من كدا عن شغلك وهمشي أشوف اللي ورايا ومتقلقش سرك فبير واللي شوفته بيحصل بينك وبين المدام مش هبلغ غزل بيه.
_ مدام جومانة ياريت حضرتك تتفضلي فالمكتب التاني وأنا هخلي مدام منال تجيب لحضرتك القهوة هناك.
_ أنا بقول نأجل توقيع العقود ليوم تاني علشان أفتكرت إن ورايا ميعاد مهم ومش هينفع أتأخر عنه عموما يا أستاذ حمزة أنا هبقى أخلي المحامي بتاعي يتصل ويحدد ميعاد تاني عن أذنك.
وما أن ولج حمزة إلى شقته مساء حتى أشارت له حياة بأنها تريد محادثته بمفردهم فأتجه حمزة صوب الشرفة لتتبعه حياة قائلة بصوت خفيض
أوقفت حياة كلماتها وهي تشعر بالحرج فهي قد عزمت على أخبار حمزة بإتصال رائف بغزل بعدما ثارت أعصابها حنقا وصاحت بوجه رائف تطلب منه ان يدعها وشأنها وحين أسرعت حياة إليها أخبرتها غزل بأتصال رائف ليتشدق أمامها بعلاقة حمزة بأخرى.
لعنه حمزة وهو يغمض عيناه فسرد على سمع حياة حقيقة ما حدث لتربت حياة فوق كتفه وهي تقول
_ يا حمزة أنا مش محتاجة إنك تقولي إنك بريء لكن غزل بصراحة أنا حاسة إن كلام رائف معاها زود حالة الرفض اللي جواها ليك بعد ما فهمت إنك عندك علاقات مع ستات كتير غير اللي كنت معاها النهاردة.
خلل حمزة خصلات شعره بأنامله ونظر إلى حياة يطلب منها العون لتزفر حياة وتقول
_ مافيش غير الصراحة يا حمزة حتى لو غزل مصدقتش كلامك دلوقتي فهي لما هتفكر فيه هتفهمه وهتعرف إنك ملكش أي علاقة مع أي واحدة غيرها.
أومأ حمزة وهو يعود إلى الداخل وعيناه تبحث عنها لتربت حياة فوق كتفه وتقول
_ من وقت ما رائف كلمها وهي فأوضتها لا عاوزة تاكل ولا تخرج تقعد معايا.
تنهد حمزة بحزن لتوقفه حياة وتقول فجأة
_ حمزة أنا مش عارفة إزاي نسيت الموضوع دا بس أنا دلوقتي عرفت إنت هتخلي غزل تقعد تسمعك وتتكلم معاك وتصدقك إزاي.
...
6.. هدنة..
إنتبهت غزل فجأة لصوت موسيقي شاذ يعلو فأعتدلت بجلستها وهي تنصت بأهتمام لتسمع صوت الأوتار من جديد فوقفت وهي تشعر بالرجفة حين أنبأها عقلها بأن في المنزل ألة موسيقية فخطت غزل صوب باب غرفتها وأستندت برأسها فوقه ليصل إليها صوت ضحكة خالتها وهي تقول
_ لا دا أنت طلعت عازف فاشل يا حمزة ومحتاج حد يديلك دروس فالموسيقى أقولك أبقى أطلب من غزل تعلمك تعزف إزاي بدل الصوت النشاذ اللي خليت الألة تصرخ بيه.
سيطر فضول غزل عليها وأرغمها على مغادرة الغرفة لتتسع إبتسامة حياة وهي تشير لحمزة بأن خطتها نجحت بتحقيق هدفها فأتجهت حياة صوب غزل تساعدها للوصول إلى أقرب مقعد وهي تقول
_ عارفة يا غزل حمزة طلع بيحب الموسيقى زيك عارفة إنه أشتري تشيلو مخصوص وألة كمان وجيتار بس للأسف مبيعرفش يعزف على أي حاجة فيهم بقولك إيه ما تبقى تعلميه يعزف يا غزل وأهو تكسبي فيه ثواب بدل الصداع اللي ۏجع بيه دماغي دا وبيقول عليه عزف وموسيقى.
إضطربت ملامح غزل فشبكت كفيها معا وقالت
_ أنا أنا معنديش وقت علشان أعلم حد يعزف وبعدين ما إنتي عارفة يا خالتو إن ورايا تمرين هيبدأ من بكرة فالأوبرا علشان الحفلة خلاص مفضلش عليها كتير عموما هو لو عاوز يتعلم أنا ممكن أكلم له عماد يجي ويعلم .
أوقفت غزل كلماتها حين سمعت صوتي سقوط التشيلو وصوت حمزة الذي ناداها پغضب فشهقت ووقفت پخوف ونادت على خالتها لينتبه حمزة إلى غضبه الذي تملكه بسبب ذكر غزل لأسم عماد فألتقط أنفاسه وهو يميل أرضا يحمل الألة ويطمئن لسلامتها وقال
_ غزل أنا مش نبهتك