رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
وما أن حدق بأوراقه حتى عادت هي لتسيطر بعينيها من جديد عليه فترك حمزة مكتبه غاضبا يلعن مشاعره التي تجعله سريعا إلى أيا كان لتجعله يبدو كالمراهق الغر.
...
أما في البلدة .. لم يستطع عمران النوم فصوت حمزة وهو يحدثه ويطالبه بالإعتذار من راوية مازال يؤرقه ويشعل غيرته فأستدار ليحدق بوجه راوية التي غفت بعد عناء بسبب صغيرهم ولم يدرك أن كثرة حركته أيقظتها أعتدلت راوية ونظرت إلى عمران بحيرة وقلق ومدت يدها ومررتها فوق وجهه العابس بشرود وقالت
زفر عمران أنفاسه المحترقة داخل صدره ومد يده وقبض على أصابع راوية بقوة ازدادت حيرة راوية وأحست پغضب عمران المستتر وأبتعدت عنه ولكنه جبهتها معتذرا وحدته عليها وتبادل النظرات معها سكنت راوية بهدوء ولزمت الصمت فهي وبعد عشرتها معه علمت طباعه جيدا لتدرك إن عليها إحترام صمته مرت ساعة لزما خلالها الصمت ليقطعه عمران ويقول بعدما غلبته غيرته وتملكت منه
أبتعدت راوية وعيناها تحدق بوجهه بجديه وقالت
_ حاجة إيه يا عمران اللي عاوز تسمع إجابتها مني.
_ كنت عاوز أعرف إن كان حمزة يعني بيتص.
منعته راوية من إكمال سؤاله بوضعها أصابعها واجابته وعيناها تمعن النظر بعيناه
_ متكملش يا عمران علشان مينفعش أساسا إنك تفكر فحاجة زي دي مش تسأل عنها.
_ عمران بلاش تسلم تفكيرك لوساوس ممكن تزرع جواك شك يجرحنا سوا.
أوقفت كلماتها حين وزفر أنفاسا راوية وعلمت أنه يعاني بسبب غيرته من طلب زكريا منه وإلحاحه عليه بالإتصال بحمزة ليأكد عليه حضور عقيقة أبنهما زين استسلمت راوية لذراعي عمران التي ازدادت قوة ليتركها حين أحس بكتمانها تألمها بسبب قوته راوية وجهه وقالت
تنهدت راوية وأضافت
تنهد بإرتياح جبهتها معتذرا وتركها وغادر فراشه فنظرت له بحيرة وقالت
_ رايح فين دلوقتي يا عمران.
إلتفت إليها وقال وهو يبتسم
_ هقوم أتوضا وأصلي ركعتين أستغفار وركعتين شكر لربنا إنه أكرمني بيكي يا راوية.
...
2.. تملكتني..
ډفن حمزة نفسه في عمله ليبعد عن عقله التفكير بتلك الفتاة التي وجد نفسه ينتظر لحظات عزفها خلال الليل وضړب فوق سطح مكتبه بقوة ولعڼ عقله لإنشغاله بها ليزيد الأمر عليه سوء رنين جواله وإسم زكريا الذي أخذ ينير شاشته فحدق به ليلتقطه ويجيبه قائلا
_ قبل ما تنفعل وتغلط زي عوايدك أنا بجد أسف وڠصب عني يا زكريا إني مقدرتش اجي العقيقة وعموما لما تيجي الأسبوع الجاي هتشوف بنفسك الحال هنا عامل إزاي أنا تايه فالورق وبجد الصفقة بنودها كتير وتقلق.
أجابه زكريا قائلا
_ لا ما واضح يا حمزة من شكلك ودقنك اللي فاضل لها شوية الأرض إنك تايه إنت مالك يا ابني إيه اللي مشقلب حالك بالشكل دا.
تغضن جبين حمزة ومد يده بتلقائية ذقنه ليأتيه صوت زكريا قائلا
_ سيب دقنك يا حمزة ليها مش هيقصرها.
شخصت عينا حمزة لينفجر زكريا ضاحكا وهو يلج إلى داخل المكتب فوقف الأخير وأتجه إليه مصافحا إياه زكريا وقال
_ مالك يا صاحبي إيه اللي عامل فيك كدا.
لم يستطع حمزة أخفاء ما يشعر به عن صديقه فهو يعرفه جيدا وسيكشف كذبه إن حاول أن يبادر به زفر حمزة وأشاح بوجهه عن صديقه وأرتمي بجسده فوق أحد المقاعد وقال
_ مش عارف يا زكريا أنا مالي حقيقي أنا معدتش فاهم نفسي وبقيت غريب عن نفسي.
أومأ زكريا وهو يجلس بجواره فهو يعلم أن صديقه يتهرب منه منذ تزوج عمران من شقيقته فربت على ساقه وقال
_ حمزة إنت لسه بتفكر فيها.
ارتبك حمزة بسبب سؤال زكريا الصريح والمباشر فهز رأسه نافيا وقال
_ زكريا أنا عارف إن الموضوع دا بالذات بقى محرج والكلام فيه صعب علينا كلنا وأنا مش حابب اكذب عليك وأقولك إني مكنتش بفكر فيها لأ أنا كنت بفكر فيها بس مش علشان خسرتها إنما علشان عاوز أعرف إيه