الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 6 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


كتير ولا أي حاجة علشان أنا عارفة ومتأكدة إن ربنا هيرد لي حقي اللي إنت بكل جبروت عمال تسرقه مني يوم ورا التاني.
دفعها رائف لتسقط أرضا وقال بلهجة غاضبة
_ أنتي اللي طلعتي جناني عليكي يا غزل بعمايلك أنا قولتلك قبل كدا بلاش تقفي قصادي وتتحديني علشان مش هتعرفي تمنعيني من إني أخد حقي.

حدثته من مكانها وعيناها تأبى البكاء وقالت
_ أنت أخدت حقك كامل يا رائف واللي بتاخده دلوقتي هو حقي وأنا مش مسمحاك أبدا عليه وصدقني لو أنت دلوقتي بتستقوى بنفسك فبكرة ربنا هيرد لك كل اللي بتعمله دا وهتشوف بنفسك.
مالت خالتها وساعدتها لتقف ومسحت خيط الډماء الذي سال من زاوية فمها ونظرت إلى رائف بكراهية فوقف الأخير أمامها يرميها بنظرات شامته ورفع حاجبه بسخرية وقال
_ دخليها أوضتها ونامي معاها علشان أنا ناوي أفتح الأوضتين التانين على بعض.
غادرهم وهو يترنم بنغمات ساخرة لا يبالي بحالة شقيقته ولا خالتها وأتجه صوب غرفة والده ودلف إليها وتمدد فوق فراشه مغمض العين.
أما غزل فجلست فوق فراشها تشعر بدوار يكتنفها فربتت خالتها فوق كتفها وقالت
_ حقك عليا يا بنتي أنا اللي قولت لك دخليه بدل ما يعمل لنا فضايح زي المرة اللي فاتت.
صمتت حياة وهي تهز رأسها بشفقة على حال غزل وأضافت
_ منك لله يا رائف منك لله.
ساعدت حياة غزل لتتمدد فوق فراشها ودثرتها جيدا وربتت على وجنتها التي ظهرت أثار أصابع رائف عليها بوضوح فأغمضت عيناها تحاول أن تسيطر على دموعها حتى لا تشعر بها غزل.
وفي الصباح وقف خلف نافذة مكتبه محدقا بنافذة غرفتها ولكنه لم يراها ران ببصره إلى ساعة يده ليدرك إنه ومنذ الصباح يقف منتظرا إياها فزفر بضيق وقرر الذهاب إلى عمله لعله يخفف عنه تفكيره بها تابع حمزة الطريق ليتحرك بسيارته وما كاد يتحرك بها حتى رأها تقف أمام البناية فأوقف سيارته سريعا وحدق بها ليتجهم وجهه حين توقفت أمامها سيارة قاتمة اللون وغادرها أحدهم وتقدم منها وألتقط يدها فأبتسمت له لتفجر ابتسامتها غيرته لتبسمها لغيره وما أن جلست بجوار الشاب وغادرت السيارة بهما حتى أستدار حمزة وتبع سيارتها لتتوقف بعد مرور بعض الوقت أمام دار الأوبرا فغادر سيارته يتابع خطواتها ويدها تقبع بين يدا ذلك الشاب إلى أن غابت عن نظره فعاد حمزة إلى سيارته يشعر بخيبة جديدة تصيب قلبه.
حرص حمزة على متابعتها على مدار عدة أيام ليرى نفس الشاب يرافقها على الدوام فهو يأتي مبكرا لصحبتها ويعود بها وها هو لليوم السادس يقف منتظرا مغادرتها فلاحظ تأخر ذلك الشاب ولم يدري حمزة أنه قطع الطريق وأتجه صوبها إلا حين توقف أمامها وقال مسرعا
_ السلام عليكم.
إنتبهت غزل إلى صوته فاستدارت لتواجهه ووقفت أمامه تشعر بالحرج فردت سلامه بصوت هاديء إلتقط حمزة نفسا قويا وزفره وما كاد يبدأ التحدث إليها حتى أوقفه صوت يقول بتأسف
_ غزل أنا أسف على التأخير معلش راحت عليا نومة وأتأخرت عليكي و.
إنتبه الشاب إلى حمزه فنظر له وهو يبتسم فعبس حمزه بوجهه فتعجب الشاب وأستدار ليلتقط يد غزل معنذرا من حمزه لتجلس غزل بجواره فأتي صوت مرافقها يقول
_ مين اللي كنتي واقفة معاه دا يا غزل.
تنهدت بحيرة وقالت
_ مش عارفة يا عماد أنا أول مرة أقابله.
تطلع إليها وإلى حيرتها التي تجلت على ملامحها وقال
_ غريبة أومال ماله كدا أول ما شافني كشړ فوشي زي ما يكون بيني وبينه عداوة.
...
وفي الأجتماع بالشركة تملك الشرود من حمزة وادرك جميع من بالقاعة بأنه لم يكن معهم فوكزه زكريا لينبهه لوجودهم فتطلع إليه حمزة وهمهم معتذرا ليقف وسط دهشة الجميع ويغادر.
وبعد ساعات بحث عنه زكريا وهو يشتعل ڠضبا بسبب تصرفه فوجده يجلس بمكتبه ېدخن بشراهة منه وصاح بحدة
_ ممكن أفهم معنى اللي أنت عملته دا إيه.
لم يلتفت حمزة إليه ولزم صمته ليزداد ڠضب زكريا ليقف أمامه وهزه پعنف وقال
_ حمزة فوق لنفسك يا أخي فوق إنت مش شايف إنك بتضيع نفسك بسبب الحالة اللي إنت فيها أنا مش عارف إنت إزاي سايب نفسك ومستسلم بالشكل دا وإيه السبب اللي عامل فيك كدا طيب الصفقة وأمرها سهل إنما صحتك وحالك هنعمل فيهم إيه تدخينك المبالغ فيه وقلة نومك وسرحانك كل دا ليه ما تتكلم يا حمزة مين اللي مغيرك كدا.
هوى وأرتمى فوق مقعده مرة أخرى وقال
_ مش عارف يا زكريا حقيقي مش عارف أنا أنا من وقت ما شوفتها وهي سرقتني من نفسي سيطرت عليا رغم إن مافيش بيني وبينها أي لغة حوار مجرد نظرات ممكن توصل لساعات أنا هتجنن يا زكريا ومش عارف أنام وبفضل صاحي طول الليل علشان أسمعها وهي بتعزف بحسها بتكلمني وبتحكي معايا بالموسيقى اللي بتعزفها.
إتسعت حدقتا زكريا وهو يستمع لهذيان حمزه فجلس إلى جواره وقال
_ شوفتها وسرقتك حمزه إنت عاوز تفهمني إن اللي أنت
 

انت في الصفحة 6 من 35 صفحات