شوق مهران
نرى ماذا تخبئ لها الأيام ...
أفاقت من شرودها على جرس هاتفها .. ابتسمت وهى ترد
السلام عليكم .. سماح ازيك
أتاها صوت سماح عبر الهاتف وعلامات الحزن باديه عليه
وعليكم السلام .. ازيك انتى يا ياسمين
ايه يا بنتى مال صوتك فى حاجة حصلت
عايزة أتكلم معاكى
خير قلقتيني .. انتى كويسة .. و طنط وعمو كويسين
طيب اتكلمى سمعاكى
لا مش هينفع فى التليفون .. يا تجيليى يا أجيلك .. بصراحة أفضل انى أجيلك عشان أعرف أتكلم معاكى براحتى
انتى بتستأذنى يا سماح .. طبعا تعالى يا بنتى ده بيتك
تسلمى يا حبيبتى .. طيب يناسبك بكرة الساعة 5 كده
لا خليها الضهر عشان نتغدا سوا
قالت ياسمين بإصرار هستناكى الضهر .. ما تأوحيش
قالت سماح فى استسلام حاضر .. أشوفك بكرة ان شاء الله
ان شاء الله يا حبيبتى .. منتظراكى
سلام
سلام
أغلقت باسمين وهى تحاول أن تخمن ما هو هذا الموضوع الذى يخص سماح وتريد أن تحدثها فيه !
نادت نادين خادمتها وسألتها قائلة
فين نانسي
قالت الخادمة فوق حضرتك لسه مصحتش
صعدت نادين لحجرة نانسي ونادتها قائلة
نانسي .. نانسي .. قومى عايزاكى بسرعة
لم تجد استجابة منها .. من فراشها وهزتها بيدها
نانسي قومى .. نانسي
تململت نانسي فى فراشها وهى لا تستطيع فتحعينيها وانزاح الغطاء عنها قليلا فرأت نادين فستان السهرة الذى مازالت ترتديه
قالت وهى تجد صعوبة فى ابقاء عينيها مفتوحتين
آه خرجت
خرجتى روحتى فين .. خرجتى مع عمر
ضحكت نانسي بشدة قائلة
وانتى متصوره ان عمر ممكن يسبنى أخرج بالفستان ده .. انتى مش عارفه خطيب بنتك ولا ايه
أمال خرجتى فين
قالت وهى تجلس بصعوبة على السرير
شعرت نادين بالڠضب صړخت فى وجهها قائله
ديسكو .. ديسكو يا نانسي .. افرضى عمر شافك .. افرضى حد شافك وقاله .. انتى مش عارفه انه منعك تماما انك تروحى المكان ده
أزاحت نانسي الغطاء عنها وهبت واقفة
أوف أوف .. كل شوية عمر قال .. عمر عاد .. أنا اتخنقت أنا مش متعودة على كدة .. متعودة أعمل اللى أنا عايزاه وفى الوقت اللى أنا عايزاه
امتقع وجه نانسي بشدة .. كانت تعلم الظروف التى يمرون بها لكنها لم تتوقع أن تتدهور أمورهم الى هذه الدرجة وبهذه السرعة ظلت واجمة لا تنطق بشئ .. منها نادين قائله
فهمتى بأه ان الموضوع جد مش هزار .. وإن عمر هو آخر أمل لينا وان الوضع مش متحمل أبدا استهتارك ودلعك ده .. أنا كنت جايه أصحيكي عشان أقولك ان حماتك المستقبليه كلمتنى وعزمتنا كلنا بعد بكرة وهيكون موجود عمة عمر وولادها كمان .. مش عايزة غلطة يا نانسي خلى الموضوع يتم على خير .. انتى سامعه
قالت ذلك وتركتها وخرجت ...
أثناء انهماك ياسمين فى مساعدة والدتها فى تحضير طعام الغذاء سمعت باب الشقة يفتح ثم يغلق .. التفتت لوالدتها قائله
دى أكيد ريهام .. بابا لسه نازل من شوية
نادتها قائلة
ريهام ..ريهام
سمعت باب حجرتما يغلق بقوة .. فقالت لنفسه مالها دى
تركت ما بيدها وذهبت لترى أختها .. صدمت ياسمين عندما فتحت باب الغرفة ووجدت ريهام مڼهارة من البكاء .. أغلقت الباب بشرعة وتوجهت اليها قائله بلوعه
ريهام مالك فى ايه .. ايه اللى حصل .. قوليلى
كانت ريهام ترتجف من شدة البكاء فجلست ياسمين بجوارها وأخذتها فى قائله
بس يا حبيبتى .. بس متعيطيش .. فى ايه مالك .. طمنيني وقعتى قلبي
أزاحتها قليلا لتنظر اليها ومسحت ما تساقط على وجهها من دمعات ثم قالت
حبيبتى استعيذى بالله من الشيطان الرجيم واحكيلى اللى حصل
استعاذت ريهام بالله وروت لأختها ما حدث بالتفصيل .. قم أردفت
اتفضحت يا ياسمين .. متخيلة الكلام اللى قالهولى يوحي بإيه .. والمصېبة ان صحابي كانوا واقفين .. ومش بس صحابي ده كمان زمايلي فى الدفعة .. هيقولوا عليا ايه دلوقتى
قالت ذلك ثم اڼفجرت فى البكاء مرة أخرى .. فقالت لها ياسمين
حسبي الله ونعم الوكيل .. بني آدم معندوش ريحة الضمير .. كويس انه ربنا كشفه بدرى عشان تعرفيه على حقيقته
أنا خلاص معدتش راحه الكلية دي تانى .. معدش ينفع أورى وشى لحد
قالت لها ياسمين بصرامة
بتهرجى .. صح .. انتى ما غلطتيش عشان تستخبي من الناس .. هو اللى غلط وهو اللى المفروض يتكسف يورى وشه للناس .. اوعى تخلى واحد زى ده يكسرك .. انتى لسه صغيره وياما هتشوفى فى حياتك .. مينفعش تسمحى لحد انه يدوس عليكي بالشكل ده .. اوعى تدى لحد فرصة انه يجرحك أو يهينك .. انتى هتروحى الكلية بكرة وانتى رافعة راسك لأنك مغلطتيش وربنا عارف انك مغلطتيش وأكيد هيجبلك حقك منه .. لأنك مرضتيش تغضبى ربنا وعملتى الصح فأكيد ربنا مش هيسيبك وهيكون جمبك
اوعى تقولى حاجة لبابا يا ياسمين لو بابا واجهه معرفش الولد ده ممكن يتبلى عليا ويقول ايه وانتى عارفه بابا صعب أد ايه وممكن يصدقه
مټخافيش بابا مش هيعرف .. بس الولد ده لازم يتربي .. لان لو محدش وقفله هيسوق ويتمادى فيها .. لما سألوا فرعون وقالوله ايه اللى فرعنك قال ملقتش حد يلمنى
ازاى يعني هتعملى ايه
اسمها هنعمل مش هتعملى .. بكرة هتشوفى
فى اليوم التالى وفى مكتب سكرتيرة عميد كلية التجارة بجامعة عين شمس وقفت ياسمين مع ريهام فى انتظار السماح لهما بالدخول خرجت السكرتيرة من حجرة العميد ونظرت الى الفتاتان قائله
اتفضلوا
شعرت ريهام بالتوتر وكادت أن تتراجع ياسمين من يدها ودخلوا الى داخل الغرفة قالت ياسمين
السلام عليكم يا دكتور
قال العميد وعليكم السلام .. اتفضلوا
جلست كل منهما على مقعد مواجهه للمكتب .. نظر اليهما العميد قائلا
اتفضلوا .. ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه
روت له ياسمين تفاصيل ما حدث من معتز واهانته ل ريهام أمام زملائها .. ثم أردفت قائله
أنا بعد اللى حصل فكرت نيجي ونتكلم مع حضرتك لأنك المسؤل الأول عن الكلية