الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 17 من 151 صفحات

موقع أيام نيوز

 


إلي صوت المياة الآتي من الداخل فإرتاحت قليلا و لكنها ظلت تقف أمام الباب لا تعلم
السبب و لكن كان قلبها ينذرها بأن شيئا سيئا علي وشك الحدوث .
مرت دقائق قليله و مازال صوت المياة بالداخل فحاولت النداء علي شقيقتها و لكنها لم تتلقي إجابه لذا لم تستطع منع نفسها من فتح باب المرحاض لتجحظ عيناها پصدمه و هي تراها ملقاه فوق أرضية المرحاض غارقه بدمائها ..

بعد مرور ساعه كانت فرح تقف أمام غرفة العمليات ن كتفيها بذراعيها مستنده علي الحائط وحدها و عبراتها تتقاذف من مقلتيها بصمت عاجزة عن الحراك فمنذ أن رأت مظهر شقيقتها غارقه بدمائها حتي ظلت تصرخ بقوة الي أن آتي الحراس و الأطباء الذي قاموا بنقل جنه علي الفور إلي غرفه العمليات لمحاولة إنقاذها . 
بينما هي ظلت تقف أمام الغرفه تنتظر خروجها سالمه و عقلها يرفض أي روايه آخري قد تخلو منها .
كانت ترتجف لا تعلم بردا أم خوفا و لكن هذه اللحظه هي الأكثر ضعفا في حياتها . لطالما كانت قويه لا تهاب شئ فمنذ ۏفاة والدها أصبحت هي عمود عائلتهم الصغيرة و المتصرفه بكل أمورهم و لكنها الآن تشعر بنفسها عاجزة ضعيفه هشه . ترتجف بصمت و قلبها يتضرع إلي الله أن ينقذ شقيقتها فبدونها لن تستطيع العيش لحظه واحده ...
كان يأكل الأرض بخطواته و هو يتوجه إلي غرفه العمليات للإطمئنان علي تلك الغبيه التي لا تزيد الأمور إلا سوءا فما أن أخبره رجاله بما حدث حتي هرول إلي المشفي للإطمئنان عليها و للحق كان هناك شعورا بالقلق يتسلل بداخل قلبه علي تلك التي تدعي قوة لا تملكها و لكنه كان يتجاهل هذا الشعور نافيا عن نفسه أي شبهه إهتمام بها . ليتفاجئ ما أن رأي ذلك الجسد الصغير الذي بدا لطفله في العاشرة من عمرها تقف وحيدة خائفه ن جسدها بيدين مرتعشتين و أقدام للحظه شعرت بأنهم غير قادرة علي حملها فأسندت رأسها علي الحائط خلفها و إنزلقت ببطئ حتي إفترشت الأرض من تحتها
و رأسها ملقي للخلف فكان مظهرها المڼهار هذا جديدا كليا عليه فقد عهدها دائما قويه صلبه و برغم معرفته بأن صلابتها ما هي سوي جدار تخفي به وهنها إلا أن مظهرها ذلك و لسبب غير معلوم قد آلمه .و بعث في نفسه شعور بعدم الراحه فتوقف بمنتصف الرواق و قد إنتابه التردد الذي قلما يزوره و لكنه حقا لم يكن يعلم هل يتقدم لمواساتها و هو دور لا يتقنه أبدا أم يتراحع و يتركها و لكنه شعر بالرفض لتلك الفكرة بقوة لذا تقدم بخطوات سلحفيه إلي حيث تجلس و كلما كان يقترب أكثر كلما يتوضح مظهرها المزري و الذي لم يعهده أبدا .
توقف أمامها و قام بإخراج أحدي المحارم الورقيه يمدها إليها و هو يقول بنبرة هادئه رزينه 
أنسه فرح !
جفلت عندما شاهدت المنديل الورقي الممدود إليها و علي الفور عرفت لهجته التي و لأول مرة كانت خاليه من أي تهكم و سخريه بل لمحت بها شئ من التعاطف و الذي لقي صداه بعينيها التي حين إرتفعت إليه إرتسم بها الضعف للحظه قبل أن تلقي به جانبا و تهب من مكانها متجاهله يده الممدودة أمامها و قامت برفع رأسها تناظره بشموخ قائله بلهجه متحشرجه
إيه إلي جابك 
عادت القطه لتهاجم مرة ثانيه و قد راق له ذلك فقد أغضبه و ربما آلمه مظهرها المڼهار لذا رؤيتها تحاول التوازن هكذا أراحه قليلا فعادت لهجته لجفاءها السابق حين قال بإختصار
مش شغلك . 
أرتفع إحدي حاجبيها الجميلين و أتسعت غابتها الخضراء من وقاحه ذلك الرجل فخرج الكلام منها غاضبا تغلفه السخريه 
يمكن عشان إلي جوا في أوضه العمليات دي أختي !
تجاهل سخريتها و ڠضبها المتقد في نظراتها و قال بفظاظه
إيه الي حصل عشان تعمل في نفسها كدا 
للحظه ظهر الألم الممزوج بالحيرة علي ملامحها و لكنها أتقنت إخفاءه حين أجابت ببساطه
معرفش ! أنا كنت بره و دخلت ملقتهاش و سمعت صوتها في الحمام و لما أتأخرت دخلت أشوفها لقيتها ..
توقفت الكلمات علي أعتاب و أبتلعت ألمها الذي يشق قلبها لنصفين بمهارة ليفهم ما ترمي إليه
فقال بإستفهام 
حصل بينك و بينها حاجه 
خرج الطبيب في تلك الأثناء و طمأنها علي حالة
جنه التي تم إنقاذها بأعجوبه و أخبرها بأنه سيتم نقلها إلي غرفتها بعد نصف ساعه فخرجت منها زفرة إرتياح قويه و حمدت ربها كثيرا لتأتيها نبرته الصارمه حين قال 
مجاوبتنيش . حصل حاجه بينك و بينها تخليها تفكر تتتحر 
رفعت رأسها تناظره بغموض قبل أن تقول مستفهمه 
حاجه زي إيه 
سالم بترقب و عيناه لا تحيد عنها 
شديتوا في الكلام مثلا !
فرح بإختصار 
لا !
سالم محاولا الضغط عليها أكثر 
أومال هي هتحاول ټموت نفسها
 

 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 151 صفحات