الإثنين 25 نوفمبر 2024

انا لها الشمس بقلم روز امين

انت في الصفحة 13 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


ما تدوقي قهوتنا
إلتفت تنظر عليه بجبين مقطب وعقل غير مستوعب نهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمامها لقد كان مظهره جذابا للغاية تطلعت لطوله الفارع وجسده الرياضي الذي ظهر من خلال ثيابه حيث كان مرتديا بدلة سوداء وقميصا مماثلا محكمان على جسده مع وضعه لربطة عنق رمادية اللون ورائحة عطره المميزة التي ملئت أرجاء المكان ليتعمق بمقلتيها بعينيه الحادتين اللتان تتابعاها بدقة ليتحدث بنبرة هادئة وكأنه تحول لأخر 

سبق لما زرتك في مكتبك طلبتي لي قهوة وضيفتيني بيها أنا كمان عاوز أضيفك وأشربك قهوة بس قهوة بجد
إزداد إنعقاد حاجبيها ليستطرد هو بكلمات متقطعة لتجعل منه مثيرا 
قهوة فؤاد علام زين الدين
كان ينتظر رضوخها لسطوة وسامته كغيرها من النساء اللواتي قابلهن بحياته فجميعهن يذوبن بمجرد رؤيته وكعادته لم يبالي بهن وكأنهن والعدم سواء فما بالك بتلك التي يقف أمامها ويحدثها بكل ذاك الإهتمام لكنها فاجأته بنظراتها الحادة حيث تحدثت بذات مغزى 
ضيافتك وصلتني يا سيادة المستشار متشكرة لأفضالك
ابتسم باستفزاز وتحدث قائلا 
إنت مش لسة قايلة من شوية إننا صفينا حساباتنا
ليسترسل بمداعبة في محاولة منه بتلطيف الاجواء 
خلينا نشرب قهوة على الأقل مايبقاش ليك جمايل عليا 
أنا متأخرة على شغلي يا افندم فياريت لو مفيش حاجة خاصة بالتحقيق تسمح لي أمشي  قالتها بملامح وجه حانقة ليشير بكف يده باتجاه الباب بملامح تحولت لمقتطبة بفضل إسلوبها المنفر لتقول هي باستياء 
بعد إذنك
خرجت كالإعصار ليتأكد حينها بأنها وصلت للمنتهى مما فعله به تنفس بهدوء ليعود لمكتبه من جديد متابعا عمله ولكن بذهن شارد بتلك الفرسة الجامحة وهذا النوع من النساء الذي يصادفه للمرة الأولى بحياته
في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا
دخل منزله كالإعصار المدمر حتى استقر بمنتصف البهو ليهتف بنبرة صاخبة زلزلت أركان المنزل بأكملها 
سمية إنت ياللي إسمك سمية
خرجت من المطبخ لتهرول إليه لتتبعها ياسمين ومروة اللتان كانا يتابعان تجهيز الغداء تحت ارتيابها من عدم إجابة زوجها إلى الأن على إتصالاتها المتكررة لكنها كبتت إنزعاجها بناءا على تعليمات إجلال الصارمة وقفت أمامه بجسد مرتجف بعدما رأت ڼارا مشټعلة بعينيه الغاضبة 
جوزك فين خ
إبتلعت لعابها وظهر الړعب بعينيها لمحت إجلال قد خرجت من غرفتها لتنظر إليها بنظرات مستنجدة استشاط داخله من صمتها لېصرخ بوجهها 
ماتردي يا بت جوزك فين
فيه إيه يا حاج بتزعق ليه جملة قالتها إجلال بداخلا مړتعب ليهتف الاخر صارخا 
فيه إن بنت ناصرة ضحت علينا وقالت لك إمبارح إن جوزها نايم فوق وهو بايت برة البلد كلها
اتسعت عيناه عندما رأى عدم تفاجيء زوجته بالموضوع بل أنها كفه لتفلته من فوق ذراع تلك التي تكاد تفقد أنفاسها من شدة رعبها 
سيبها وتعالى نتكلم في أوضتنا يا حاج 
قطب جبينه وسألها بتشكيك 
أسيبها إزاي بقول لك البت قرطستني
هي جت الفجر خبطت علينا وقالت لي وانا محبتش ازعجكو قولت أكيد سرح في الوقت مع أصحابه ونام عند حد منهم قالت كلماتها بهدوء كي تحسه على الاسترخاء لكنها فوجئت باحتدام ملامحه ليهمس مذهولا 
يعني مرات إبنك كانت جاية تقول لنا علشان نشوف البيه بيتسرمح في انهي داهية تاخده لوش الفجر وإنت اللي منعتيها تتكلم
زفرت بضيق مع تقليب عينيها بضجر لتهتف ناهرة إياه بنبرة حادة 
هو كان حصل إيه للغاغة اللي إنت عاملها دي كلها يا نصر
رمقها پغضب ليصيح ملقيا اللوم عليها 
حصل إن إبنك بايت في القسم يا ست إجلال إبن نصر البنهاوي عضو مجلس الشعب اللي بتتهز له شنبات بات في القسم إمبارح
لطمت خديها ليزيدها من البيت شعر قائلا پغضب
عارم
وياريتها جت على قد كدة ووقفتده المحضر إتحول من نص ساعة على النيابة وكمان شوية الصحافة هتاخد
خبر وأعدائي ماهيصدقوا
اللي سمعتيه يا اختيما أنت لو كنتي قولتي لي من ساعتها كنت عملت إتصالاتي وعرفت مكانه ولحقت المصېبة قبل ما تكبر كنت هسكت ظابط القسم بقرشين ونخلص الموضوع ولو ملوش في السكة دي كنت هجيبها له من اللي فوق منه وأخليه يقطع المحضر ولا من شاف ولا من دري
قالها پغضب ليسترسل بحدة 
إنما بعد ما المحضر اتحول للنيابة مستحيل يخرج منها إلا لما بنت الجوهري تروح بنفسها للنيابة وتتنازل عن المحضر
برقت سمية عينيها وهتفت مستفسرة والغيرة تنهش قلبها 
وإيه دخل بنت الجوهري في الموضوع يا عمي
إبقي إسألي البيه لما ييجي لك يا اختي  نطقها وهو يهز رأسه باستهزاء ليتكرر السؤال مرة أخرى ولكن تلك المرة من المتجبرة زوجته حيث سألته بعينين متسعتين
بنت الجوهري مالها بحبس عمرو يا نصر 
العرة إبنك راح لها البيت الساعة إتنين الفجر وهو سکړان واټهجم على شقتها وفضل يخبط قدام الجيران والبوليس جه أخده
واستطرد باستهجان 
وطبعا لازم أروح بنفسي لبنت الجوهري وأترجاها علشان تتنازل عن المحضر
يا لهوي يا لهوي يا لهوي قالتها وهي تلطم وجنتيها تحت ذهول ياسمين ومروة وسمية التي شعرت بڼار الغيرة تسري بأوردتها لتسترسل إجلال صاړخة بنظرات لائمة 
وإنت سايب الواد مرمي في النيابة وجاي تحقق معايا أنا ومراته يا نايب الدايرة
تنزل حالا على مصر وماترجعش غير وإبني في إيدك إتحرك يا
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 22 صفحات