انا لها الشمس بقلم روز امين
عمرو ووالده لها فاخبرها وكيل النائب العام بأن عليها الذهاب لقسم الشرطة التابعة له لتحرير المحضرخرج المحامي في الردهة ليخبر نصر بأن النيابة أمرت بحپسه أربعة أيام على ذمة التحقيق بالنسبة لمحضر السكر وإزعاج ساكني البناية الذين تقدموا بشكاوي صاح صوت نصر ليجلجل بالمكان قائلا باعتراض
سكر إيه ونيلة إيه على دماغهم هما ميعرفوش هو ابن مين
إهدى يا سيادة النائب إحنا في نيابة والكاميرات مزروعة في كل حتة لو اتسرب لك مقطع فيديو للسوشيال ميديا وإنت بتعترض على أمر النيابة هتبقى وحشة في حقك كنائب في البرلمان اللي المفروض أول ناس بتحترم القوانين وحرية القضاء
رايحة على فين يا بتإنت مش هتتحركي من هنا غير لما يفرجوا عن إبني
سيب إيدي وبطل همجية ولو فاكر إني خاېفة منك وعاملة لمنصبك حساب تبقى غلطان لأن عندي مناصب أعلى منك ألف مرة ممكن تساعدني ولو فاكر بردوا إني علشان كبرت كلمة أبويا وجيت معاك أتنازل إني هسمح لك تتطاول عليا ولا تتعدى حدودك معايا تبقى واهم ومحتاج تعيد حساباتك من جديد
رفعت رأسها بشموخ للأعلى لتقول بشجاعة تحسد عليها
مرات إبنك إيثار الغلبانة اللي بتترعب من الصوت العالي وتسمع الكلام بخنوع خلاص مبقاش ليها أثرفياريت تبقى ذكي وتتعامل معايا باحترام علشان تقدر تكسبني وتتقي شړي اتكأت على حروف كلمتها الأخيرة مع نظرة تحذيرية مغزاها عميق مما جعل نصر يضيق عينيه وهو يتعمق بمقلتيها الحادة كصقر غاضب
أظن أنا كدة عملت اللي عليا واتنازلت في حقي حق الحكومة بقى مليش فيه روح إتصرف مع الحكومة ولو لقيت لها أب خليه يضغط عليها ويخليها هي كمان تتنازل
هتف بصياح عال
والله عال يا بنت غانمجه اليوم اللي طلع لك فيه حس وواقفة تبجحي قدام نصر البنهاوي بعد ما كنتي بتقفي قدامي زي الكتكوت المبلول
ارتبك عزيز وأفلت زمام قبضته ليقف كالفرخ المبلول لترمقه إيثار باشمئزاز وتتحرك بطريقها صوب الخروجابتعدت قليلا لتتفاجأ بذاك الواقف أمام باب مكتبه وهو يتحدث إليها ساخرا
مش غريبة أشوفك مرتين ورا بعض في النيابة في نفس اليوم
أثارت سخريته السخط بداخلها مما استدعى ڠضبها في الحال لترمقه بنظرة ڼارية وهي تهم بالتحرك بطريقها الحدبل تهجم طليقها الحقېر وإرعابه لها ولصغيرها لتختم بشقيقها وتهجمه عليها ومحاولاته المستميتة بظهورها صاغرة أمام أعين نصر ونجله لينتهى بها الحال بإجبارها على التنازل عن حقها لتشعر بالذل والمهانة وكم أنها وحيدة
ضعيفة بلا سند أو مددتحركت خطوة للأمام ليوقفها صوته الأسف وهو يقول معتذرا
ماقصدتش أضايقك بكلامي على فكرة أنا كنت بحاول أخرجك من التنشنة اللي إنت فيها
تنفست بهدوء لتتوقف وهي تنظر إليه بتمعن ليسترسل متسائلا باطمئنان
فيه مساعدة أقدر أقدمها لك لو فيه مشكلة أنا ممكن أتدخل
هدأ داخلها قليلا لتقول بامتنان خرج بصرامة نتيجة ملامحها الحادة
متشكرة يا سيادة المستشار على عرض خدماتك بس أنا الحمدلله مش محتاجة مساعدة من حد
قطب جبينه مستغربا صلابتها ولف رأسه لينظر على التجمع وهو يرى صديقه مازال يلقي كلماته اللاذعة على مسامع هؤلاء المتعدون ليستطرد هو
مش محتاجة مساعدة إزاي ده أنت شكلك واقعة في موضوع كبير مع ناس شرانية
شعرت بصدرها يضيق فلقد وصلت لذروتها من الڠضب ولم تعد تحتمل المكوث أكثر من ذلك مع هؤلاء الحقراء بنفس المكان ولذا فقد تنهدت بضيق لتهتف بحنق ظهر بملامحها رغما عنها
ضيق عينيه ليقول مرددا باستغراب
طليقك! وإنت مقدمة بلاغ في طليقك ليه
علشان راجل سخيف وحاشر نفسه في حياتي جملة مقصودة نطقتها بضيق من أسالته الكثيرة التي أزعجتها لتسترسل بحدة وهي تستعد للمغادرة بعدما فاض بها الكيل منه
بعد إذن حضرتك
تحركت بالممر تحت عينيه المبتسمة من تذمرها ليقطع طريقها دخول العسكري وهو بقبضته على ذاك المقيد بالأساور الحديدية اتسعت عينيها بذهول وهي ترى وجه عمر المصبوغ باللونين الأحمر الداكن والأزرق تحت عينه الشمال المتورمة وبجانب شفته السفلى المنتفخة وبها بقايا دماء جافة مما يوحي لتعرضه لضړب مپرح وقف سريعا ليتحدث بعينين متشوقتين وكأنه لم يتعرض لكل هذا بسببها
إيثار إنت هنا يا حبيبتي
ما زالت تحملق به بعدم استيعاب ليقطع صمتها بصوته الشغوف
أنا عازرك في اللي عملتيه ومش