الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

الاقدار

انت في الصفحة 23 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


بعد أن قصت له فرح كل ما حدث منها ومن الجميع في هذا القصر لذلك أراد تلقينها درسا و تحجيم اندفاعها ذلك حتي وان كان هذا مؤلم بالنسبه اليه 
بنبرة لامباليه قال 
متفقين علي ايه 
لم تستطيع أن تمنع كلماتها التي خرجت جريحه غاضبه 
اني مش عايزة اشوف وشك تاني ..
فرت دمعه هاربه من طرف عينيها قبل أن تلتف و تغادره مهروله للداخل فاصطدمت بمروان الذي كان ينوي الدخول إلي غرفة سالم فهاله رؤيتها بهذا المظهر فاقترب منها ممسكا بيدها وهو يقول بلهفه 

في ايه يا حلا مالك 
كانت تجاهد حتي تمنع سيل عبراتها مما جعل أنفاسها تضطرب بداخلها حد الألم الذي جعلها تقول بنبرة متقطعه
مروان.. خدني . من هنا.. حاسه. اني هنفجر بجد.. و مش عايزة حد .. يشوفني و أنا كدا .
مروان بلهفه 
طب اهدي. اهدي .  اهتمام فقد كان ڠضبها يطمس كل شعور لديها في تلك اللحظه و خاصة حين رأته يناظرها حين مرت بجانبه برفقه مروان بتلك الطريقه التي بدت و كأنه يكره رؤيتها
كانت فرح في طريقها للخارج و بجانبها جنة التي كانت تنازع رغبة ملحه بالعودة لأخذ طفلها من امينه التي لم تدعه يدها أبدا و لكنها خائفه بل مرتعبه من رؤيته تخشي أن ترى به صورة مغتصبها تخشي أن تذكرها رؤيته بلحظات تجاهد كثيرا حتي تمحيها من ذاكرتها ولكنها لم تستطيع أن تخطو خطوة اخرى بدونه فتوقفت بمكانها مما جعل فرح تلتفت إليها قائلة باندهاش 
وقفتي ليه 
لم تعرف كيف تجيبها ففطنت فرح الي ما يحدث و تسلل داخلها شعور بالسعادة فاقتربت منها خطوتين قبل أن تقول برفق
مش قادرة تمشي و تسبيه صح 
اومأت برأسها تعلن موافقه لا تستطيع أن تعبر شفتيها و تساقطت عبراتها مما جعل يدي فرح تمتد لتزيلهم بلطف لتحتوي خديها بكفوفها وهي تقول بحنو 
محمود مالوش ذنب في حاجه يا جنة . دا ابنك ضناكي حتة منك. اوعي تفكري تعاقبيه او تبعدي عنه. هو دا الوحيد الي هيهون عليك كل حاجه 
جنة بلهفه 
محمود..
فرح بحنان 
ايوا محمود و علي فكرة شبه بابا جدا. 
اختطف أنظاره مشهد فرح وهي تواسيها محتضنه وجهها بين يديها فشعر الغيرة منها و تمني لو أنه من كان يتحتضن ملامحها الجميلة بين يديه. يتمني لو يكون هو حضنها الدافئ الذي يمتص جميع اوجاعها و يبدل حزنها فرحا . من كل قلبه تمني في تلك اللحظة لو يكن هو ملجأها الآمن من كل شئ ولكنه أكثر من يعلم بأن هذا مستحيل ..
سرحان في ايه كدا
كان صوتا يبغضه بقدر ما يبغض وجودها في محيطه مرة ثانيه و ظهورها في ذلك التوقيت بالذات ولكنه كعادته معها لا يحب أن يعطيها أكثر من قدرها فلم يكلف نفسه عناء الإلتفات لها بل قال بجفاء
ميخصكيش.
لم يؤثر بها جفاءه انما الټفت لتقف أمامه تحاول فرض وجودها أمام عينيه تعاتبه برقه 
طب اسأل عني طيب قولي عامله ايه اخبارك ايه اي حاجه..
تحدث بفظاظته المعهودة 
ولو أن الموضوع ميخصنيش و لا يفرق معايا بس يالا زي بعضه. عاملة ايه 
استشعرت قدومها من عينيه التي امتزج بها الشغف و اللهفه معا فقالت بغنج مثير 
احسن بكتير بعد ما شوفتك .. متتخيلش كنت مشتقالك قد ايه 
اخترقت جملتها مسامع جنة التي شعرت بطوفان من الڠضب و الإشمئزاز يغزو قلبها پعنف فتجلي ذلك بنظرة خاطفه ألقتها عليه حين مرت بهم فتعلقت عينيه به لدرجة أنه الټفت لا إراديا حين تجاوزته و مرت الي داخل الغرفة حتي وصلت إلي أمينة التي تلهفت عينيها لرؤيتها
تعالي يا جنة يا حبيبتي. 
تقدمت منها جنة وعينيها مسلطه علي الطفل القابع بأحضانها وقالت بهدوء
كنت جاية اخد محمود حضرتك شيلاه طول الطريق اكيد تعبتي!
تعالت دقات قلبها وهي تنظر إلي حفيدها بحب تجلي في نبرتها حين قالت
هو انا بردو معقول اتعب منه. دا لو قعد في حضڼي العمر كله متعبش .
ابتسمت جنة قبل أن تتقدم منها بأقدام مرتعشه و ايدي حاولت أن تتحكم في ارتجافها وهي تقول بخفوت 
ربنا يخليك لينا .
شعرت أمينة بما يعتريها في تلك اللحظه فقالت بحنو وهي تهب من مقعدها 
خليه معايا هوصلك بيه. 
وافقتها جنة التي أمسكت بذراعها الممسكه بطفلها و توجهت الي الخارج
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 202 صفحات