روايه جميله صوت المنزل كاملة
جمالها الهاديء المميز الذي يفتنه كلما وقعت عليه عيناه يفقده عقله أم الذي الجمود الذي يحيطها ويريد أن يذيبه بعناق حاد أو قبلة ساخنة من تلك الشفتين اللتان يجعلاه يهيم في التهامهما كلما نظر إليهما أم أن ذلك الوقت تحديدا لأنه يريد أن يستقر وينجح في حياته بعد كل تلك المحاولات الفاشلة ويريد من تشاركه وتدعمه ليستقر ويبعد عن حياة الخمر والسفور التي يغرق فيها كلما فشل وهاهو الآن ومنذ مساء الأمس و بعد ذلك الموقف يجاهد ألا يذهب إلى ذلك المكان الفاحش ليشرب حتى ينسى ذلك الحرج ويلقى بنفسه بين أحضان عاهرة حتى يستطيع نسيانها...كما يفعل دائما كلما فشل في عمل أو هزمته الحياة.
بالفعل نفذ ماطلبت واقترب من الشباك يفتحه سمعها يقول ممكن أفهم يا آسر انت ويمني مالكم امبارح من وقت مارجعتم وانتوا قاعدين في اوضكم وقافلين على نفسكم
نظرت له بنصف عين فهي تفهمه جيدا تعلم أن ذلك المزاح يخفى وراءه قلق وتوتر وحزن عميق ولكنها هي الأخرى مثلت أنها صدقته وقالت عايزاك تيجي تفطر معايا لأن اختك لسه نايمة وتتفضل تفضي أوضتك عشان الست اللي بتيجي للتنضيف كل أسبوع جاية النهاردة
تنهدت بإستسلام والټفت تقول حاضر هفطر لوحدي زي ماأنا عشت عمري كله لوحدي
إنتبه لرنين هاتفه الذي يصدح في الغرفة فذهب ليري من المتصل فوجدها ياسمين أجابها صباح الخير يا سمسم
شعر بالقلق عليها فأراد طمأنتها حالا ياحبيبتي بس طمنيني فيه حاجة
أجابته كل خير ياآسر بس محتاجاك معايا ف حاجة كدا
رد عليها بإطمئنان طب الحمد لله بس ممكن نص ساعة بس عشان مستني ولاد ياسر وأجيبهم معايا
ردت عليه لا ياحبيبي أنا كلمت ياسر لأني محتاجاه ضروري وهو هيجي عندي وهو الولاد تعالي أنت لأني محتاجة منك شوية حاجات تعملها
رفض النوم أن يزورها ساعات راحتها التي تنامها قبل أن
تذهب لعملها المسائي قسۏتها التي تعيشها لم تكتسبها سوي من مرارة الغدر والخذلان جعلوا منها فتاة قاسېة لم تعد تبالي للحياة ولا تنتظر منها سعادة تيقنت أنها لن تفلح فيها سوي بهذه القسۏة وهذا الجحود متيقنة أن لا أحد يستحق التعاطف معه مهما كان وقاعدتها في الحياة أنك يجب أن تتعلم فنون القسۏة وتمتلك قلبا من حجر كي تعيش على هذا الكوكب وبالفعل اكتسبت ذلك لعدة سنوات ولم يلن ذلك القلب سوي مرتين يوم ۏفاة أمها شعرت حقا بالإنكسار وذلك الشرخ الذي لازم قلبها وهي تحاول جاهدة أن تخفيه وليلة أمس وهي تكسر ذلك الوسيم بكلماتها بعد أن طلبها للزواج لأنها على الرغم من عدم ثقتها في الجميع لكنها اليوم رأت في عينيه الرماديتين طفلا يغرق ويريد من ينقذه ويتشبث به ومرت الساعات ومهما حاولت تناسي ذلك تطاردها تلك العينين في كل مكان.
نهضت من فراشها تزفر يائسة من النوم اليوم وذهبت لتعد كوبا من الشاي فوجدت عمتها تجلس في الصالة