الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه جميله صوت المنزل كاملة

انت في الصفحة 24 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


جمالها الهاديء المميز الذي يفتنه كلما وقعت عليه عيناه يفقده عقله أم الذي الجمود الذي يحيطها ويريد أن يذيبه بعناق حاد أو قبلة ساخنة من تلك الشفتين اللتان يجعلاه يهيم في التهامهما كلما نظر إليهما أم أن ذلك الوقت تحديدا لأنه يريد أن يستقر وينجح في حياته بعد كل تلك المحاولات الفاشلة ويريد من تشاركه وتدعمه ليستقر ويبعد عن حياة الخمر والسفور التي يغرق فيها كلما فشل وهاهو الآن ومنذ مساء الأمس و بعد ذلك الموقف يجاهد ألا يذهب إلى ذلك المكان الفاحش ليشرب حتى ينسى ذلك الحرج ويلقى بنفسه بين أحضان عاهرة حتى يستطيع نسيانها...كما يفعل دائما كلما فشل في عمل أو هزمته الحياة.

فاق من تلك دوامة الأفكار الذي أغرقته ليلا بأكمله على طرقات الباب ثم فتحه لتدخل منه أمه الذي لم تتغير منذ سنوات لم يتغير منها سوي شعرها الذي كساه بعض الخصلات البيضاء وهي تداوم كل فترة على صبغه حتى تظل كما هي جميلة وقوية رغم أن قوتها الذي عهدها الجميع قد ضعفت منذ سنوات طويلة عندما تركها زوجها وانفصل عنها وسافر خارج البلاد ولم يعد وترك لها أربعة أبناء أصغرهم يمني خمس سنوات ومنذ ذلك الحين وهي قد انكسر شىء بداخلها لم تصلحه كل هذه السنوات هي تعترف لنفسها أنها لم تكن تلك الأم المثالية في حياة أبنائها فقد انشغلت عنهم كثيرا في عملها التي لم تتركه سوي منذ عشر سنوات وعلاقاتها الإجتماعية الكثيرة التي مازالت تحتفظ بها حتى الآن كانت تريد دائما الظهور في جميع المناسبات وهي في أبهى صورها حتى تظهر للجميع أنها المرأة القوية الجميلة الذي خسر من تركها وهذا التحدي الذي كانت تسعي من أجله اخذ منها الكثير والكثير وأهمها هو القرب من أبنائها الذين سلك منهم الطرق الصحيحة في الإعتماد على أنفسهم وبناء حياة بعيدا عن ذلك الإنفصال المشوه بين أمهم وأبيهم كياسمين وياسر ومنهم من عاش يتخبط في ظلمات الحياة كآسر ويمني تلك الفتاة الهشة التي لم تأخذ درسا سوي من الحياة ولم تقوي إلا من صفعاتها.
نظرت له أمه بغموض ثم سعلت عندما وصلها الدخان الذي عبأ الغرفة لليلة كاملة فقالت من بين سعالها افتحي ياآسر الشباك ده وأنت إزاي قاعد في الأوضة كده
بالفعل نفذ ماطلبت واقترب من الشباك يفتحه سمعها يقول ممكن أفهم يا آسر انت ويمني مالكم امبارح من وقت مارجعتم وانتوا قاعدين في اوضكم وقافلين على نفسكم
تنهد والټفت لها يتصنع الإبتسامة وقال يمازحها قولي بس ياقمر إنك محتاجاني اقعد معاكي وأنا كنت جيت لك جري
نظرت له بنصف عين فهي تفهمه جيدا تعلم أن ذلك المزاح يخفى وراءه قلق وتوتر وحزن عميق ولكنها هي الأخرى مثلت أنها صدقته وقالت عايزاك تيجي تفطر معايا لأن اختك لسه نايمة وتتفضل تفضي أوضتك عشان الست اللي بتيجي للتنضيف كل أسبوع جاية النهاردة
رد عليها بهدوء افطري أنتي ياحبيبتي وأنا هستني يزيد ويزن عشان واعدهم اخرجهم بعد ماافك الجبس وهقضي اليوم معاهم بره
تنهدت بإستسلام والټفت تقول حاضر هفطر لوحدي زي ماأنا عشت عمري كله لوحدي 
إنتبه لرنين هاتفه الذي يصدح في الغرفة فذهب ليري من المتصل فوجدها ياسمين أجابها صباح الخير يا سمسم 
ردت عليه على الجانب الآخر صباح الخير ياآسرممكن تجيلي البيت فورا 
شعر بالقلق عليها فأراد طمأنتها حالا ياحبيبتي بس طمنيني فيه حاجة 
أجابته كل خير ياآسر بس محتاجاك معايا ف حاجة كدا
رد عليها بإطمئنان طب الحمد لله بس ممكن نص ساعة بس عشان مستني ولاد ياسر وأجيبهم معايا
ردت عليه لا ياحبيبي أنا كلمت ياسر لأني محتاجاه ضروري وهو هيجي عندي وهو الولاد تعالي أنت لأني محتاجة منك شوية حاجات تعملها 
أجابها تمام مسافة السكة وهكون عندك
رفض النوم أن يزورها ساعات راحتها التي تنامها قبل أن

تذهب لعملها المسائي قسۏتها التي تعيشها لم تكتسبها سوي من مرارة الغدر والخذلان جعلوا منها فتاة قاسېة لم تعد تبالي للحياة ولا تنتظر منها سعادة تيقنت أنها لن تفلح فيها سوي بهذه القسۏة وهذا الجحود متيقنة أن لا أحد يستحق التعاطف معه مهما كان وقاعدتها في الحياة أنك يجب أن تتعلم فنون القسۏة وتمتلك قلبا من حجر كي تعيش على هذا الكوكب وبالفعل اكتسبت ذلك لعدة سنوات ولم يلن ذلك القلب سوي مرتين يوم ۏفاة أمها شعرت حقا بالإنكسار وذلك الشرخ الذي لازم قلبها وهي تحاول جاهدة أن تخفيه وليلة أمس وهي تكسر ذلك الوسيم بكلماتها بعد أن طلبها للزواج لأنها على الرغم من عدم ثقتها في الجميع لكنها اليوم رأت في عينيه الرماديتين طفلا يغرق ويريد من ينقذه ويتشبث به ومرت الساعات ومهما حاولت تناسي ذلك تطاردها تلك العينين في كل مكان.
نهضت من فراشها تزفر يائسة من النوم اليوم وذهبت لتعد كوبا من الشاي فوجدت عمتها تجلس في الصالة
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 118 صفحات