الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم شيماء نعمان

انت في الصفحة 8 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

العربية بكره واخرجى أنتى ودعاء ولا يهمك من حد ولا من كلام حد
_ يعنى إيه يا محمود
انتبه لصوت زوجته المتذمرة فنظر إليها نظرة يطالبها السكوت ولكنها تجاهلته مكملة أنت إزاى عاوزاها تخرج لوحدها
هي وصاحبتها يتفسحوا وبالعربية كمان
نظر
لابنته التي عادت وانكمشت على حالها لينظر لزوجته بسخط أيوه يا ليلى تخرج وتتفسح وتعمل اللى هي عاوزاه بنتى مش عيبة ولا ارتكبت چريمة عشان تتدارى بنتى غالية وهتفضل غالية
نظرت ليلى لتويا مؤكدة طبعا غالية وغالية أوى كمان بس الناس مش بترحم هيقولوا إيه
مطلقة وداخلة وخارجة براحتها
صاح فيها حتى كاد ېصرخ يا ست يا أم دماغ متركبة شمال سيبك من الناس ومن كلامهم لو بنتى عملت غلط هعاقبها بس أنا بنتى صح وأبوها في ضهرها تخاف من إيه ولا تعمل حساب لمين
_ يا محمود محدش مقوى البت دى غيرك انت أنا بعقلها وانت بتقويها
ابتسم وهو ينظر لتويا قائلا وأقويها كمان وكمان ولو مكنتش قوية بأبوها تبقى قوية يمين
تويا بكره تأخدى العربية وتخرجى وتتفسحى واعملى اللى أنتى عاوزاه ما دام أنتى صح مټخافيش سمعانى
قامت بسرعة تحتضنه وتبكى تتشبث به يضمها لصدره ينظر لليلى التي ابتسمت وربتت على ظهرها بحنو
ابتعدت تويا عن أبيها تمتلك الشجاعة لتفاتحه في أمر شغلها الفترة الأخيرة
بابا هو أنا ممكن أطلب طلب
_ اطلبى يا قلب بابا
_ عاوزة اشتغل
اختفت ابتسامة ليلى لتعود وتقول مستنكرة تشتغلى ليه يا تويا هو انتى محتاجة حاجة ولا عاوزة الناس تقول إيه
صړخ بها محمود تتحرق الناس بنتى مش بتعمل حاجة غلط
نظر لتويا باصرار قوى تويا عاوزة تشتغلى اشتغلى ولا يهمك من حد
صاحت ليلى يا راجل أنت بطل دلعك ده
تركهم وهو يصيح مستنكرا متتدخليش بينا راجل وبنته خليكى انتى بعيد
أسرعت خلفه لتلحق به ماهى بنتى يا محمود
_ يبقى تسكتى كفاية اللى هي فيه
أنا نازل المحل وخليكى جنبها هي محتاجالك
أنت مچنون
صړخ محمد وهو ينظر لصديقه الذى يجلس أمامه ببرود
_مجنون ليه هو أنا قلت حاجة غلط
_اللى بتفكر فيه هو الجنان بعينه
_ لا مش جنان ولا حاجة يا محمد حقى وهرجعه
_ عمك مش سهل يا ليث ده ممكن يوديك في داهية أنت مش عارف شره ده حتى ابنه مش معتوق من إيده هيرحمك أنت
ضړب ليث بيده بقوة على المنضدة والله ما هسيب حقى ولا حق أبويا وهجيبه حتى لو كان آخر يوم في عمرى
_ طيب هتروح إمتى
_ لما ارتب كل حاجة بس هكون لوحدى مفيش حد هيكون معايا ولا حتى انت ومش عاوز كلام كتير الأمر منتهى
يوم كانت تحتاجه بشدة خروج من قوقعتها التي صنعتها لنفسها بعيدا عن كل ألم عن كل نظرة شماتة تمقتها وكل نظرة حسرة تكرهها
اليوم أحست أن تخلصت من قيودها حتى ولو ليوم واحد
صحبة دعاء كانت لذيذة كعادتها شقية روحها نقية دائما كانا يشبهان بعضهما إلا أنها الأن تعانى من آثار ما مرت بها طوال الفترة الماضية
تجول في أحد المولات الكبرى
تناول الآيس كريم كان له بهجة خاصة عندها مهما كانت بساطتها ولكنها سعيدة وراضية
وإصرار دعاء على تناول البيتزا جعلها توافقها الرأي لتستمتع بيومها كما تريد
أوقف سيارته في شارع بعيدا عن منزل
عمه أسدل غطاء وجهه ليغطى ملامحه يمشى كفيه في جيبه ينظر حوله يدرس كل شيء حتى اقترب من بيت عمه ليدخل في شارع جانبي متجها نحو الباب الخلفى للبيت أو الفيلا الصغيرة التي تحيطها حراسة بسيطة مكونة من حارسين فقط وهذا يكفيه ولا يوجد غير

حارس واحد أما الآخر
فينتظره كما اتفقا ناحية الباب الخلفى
دار بعينيه حوله للمرة الأخيرة قبل أن يتجه الراجل الذى ينتظره بجوار الباب ليسرع نحوه حين وجده ليدخل من الباب ويغلقه بسرعة وهو يتنفس بقوة ويحاول استعادة السيطرة على حاله
نظر للرجل بابتسامة بسيطة ازيك يا عم شكرى
ابتسم له الرجل بطيبة أنا بخير يا ابنى المهم الحاج حسين عامل ايه وازى صحته
نظر حوله يراقب كل شيء ثم عاد إليه قائلا الحمد لله بخير أنا عارف أنك بتجازف بشغلك هنا بس صدقني أنا مجرد ما هاخد الورق وكل حاجة ترجع زى ما كانت أنت مكانك موجود في الشركة زى الأول واحسن
يا ابنى أنا مش عاوز حاجة الحاج حسين خيره مغرقنى
نظر حوله بريبة ثم عاد إليه قائلا أنا عرفتك فين المحولات بتاعت الكهرباء مفيش أودامك كتير قبل الحارس اللى معايا ما ياخد باله ويفوق من المخدر اللى شربه في الشاي اتحرك بسرعة وخد الورق وامشى من هنا
ربت على ذراعه ممتنا متخافش يا عم
شكرى أنا مش هطول أنا هاخد الورق اللى محتاجه وهمشى على طول
بس أنت متأكد أن مفيش حد
هنا
_ اه طبعا عمك وعيلته كلهم خرجوا عندهم فرح ومش هيرجعوا قبل ساعة على الأقل الحق خد الورق وامشى بسرعة
أحكم ارتداء حقيبة ظهره وابتعد بسرعة ليدخل البيت متجها نحو المحولات ليغلقها جميعا ليغرق البيت في ظلام دامس
أخرج هو مصباح يحمله

انت في الصفحة 8 من 36 صفحات