رواية لهيب الروح
يغلي بداخله متذكرا فعلة ابنته
ومش هتخرج خالص من البيت كمان إيه قولك بقى وكلامي يتسمع يا جليلة.
التقطت أنفاسها بعدم انتظام وردت عليه متلعثمة بعدم رضا متسائلة حتى تفهم ما الأمر
ط.. طب هو في ايه هي عملت ايه لكل دة! ومهما عملت من امتى وانت بتعامل سما كدة مش كفاية جواد وعلاقتكم اللي متوترة دي.
صاح بها پعنف وحدة أخرستها ضاربا الخزانة بقوة فاقد سيطرته على ذاته وانفعالاته
عادت إلى الخلف عدة خطوات مبتعدة عنه خوفا من غضبه الشديد الذي بدا عليه تمتمت ترد عليه بضعف
أنا مقولتش حاجة يا فاروق أنا بس بفهم في إيه عشان مش متعودة عليك تعمل معاها كدة وايه اللي بتقوله دة جواد معملش حاجة ولا متدلع والله هو بس تفكيره مختلف
لم يعط لحديثها أهمية بل دفعها بقوة إلى الخلف وسار بخطى واسعة غاضبة وجسد متشنج متمتما بضيق حاد
كل شوية كلام كلام ملوش فايدة هو في إيه مش معقول كل ما اجي اكلم حد الاقيكي بتدخلي مش عيالي هما كمان زيك.
طالعته بصمت لم تعقب على حديثه بل فقط تنظر إليه وإلى غضبه الشديد لكنها أسرعت تلاحقه عندما وجدته يخرج من الغرفة تاركا إياها معد ذاته على الذهاب كانت تصيح باسمه بحزن
وقف وعاد إلى الخلف متطلع نحوها مردفا پغضب حاد وعصبية مفرطة غير واع لما يتفوهه
مش عاوز حاجة منك ولا فطار ولا حاجة خليكي انتي بس دلعي فيهم دة اللي بتعرفي تعمليه.
تطلعت بحرج وحزن نحو مديحة التي خرجت من غرفتها ووقفت ترى مايحدث متسائلة بذهول نع ذاتها ولما فاروق غاضب هل حقا يتشاجرون أم يتحدثون في نقاش هادئ!
معلش يا جليلة بس انتي عارفاني متضايق مش عاوز افطر هلحق امشي عشان متأخرش عالشغل.
انهى حديثه مقبلا رأسها بهدوء ابتسامة خفيفة هادئة زينت محياها لإهتمامه بها أومأت برأسها أماما ولم تتحدث كتيرا بل تمتمت بخفوت
ماشي تروح وترجع بالسلامة.
صباح الخير يامديحة..
مر من جانبها من دون أن ينتظر ردها فرمقته بعصبية والڠضب يملأها كيف له أن يتجاهلها هكذا تطلعت نحو جليلة پغضب وابتسمت ابتسامة ماكرة خبيثة تشبه نواياها الحقيقية اقتربت منها مردفة بمكر
شكل فاروق مستعجل جامد ومتعصب كمان منك سمعاه بيزعق.
لأ مش كدة هو مضغوط بس في الشغل وأنا عمالة احاول معاه عشان يفطر تعالي انتي يلا ننزل نفطر مع بعض بس شوفي أروى وأنا هشوف سما هصحيها.
تسألت بنبرة ماكرة موزعة عليها نظرات خبيثة لم تفهم جليلة معناها
هو جواد فين مش هيفطر ولا ايه
أجابتها باتزان ولازالت لم تفهم حقيقتها السيئة وطباعها الماكر
لا جواد مش هنا من بليل وراه شغل هو على طول كدة..
مصمصمت شفتيها بعدم رضا وتفوهت بحيلة مخادعة كالحية تلقي سمها في الخفاء
والله ما عارفة حوار شغله دة تعب ليه على الفاضي بس انتي السبب يا جليلة الصراحة كان زمانه دلوقتي شغال مع ابوه ومتجوز أروى من زمان حرام فاروق مضغوط لوحده بعد مۏت عصام ابني حبيبي ربنا يرحمه وياخد اللي كان السبب.
قالت جملتها الأخيرة مدعية الحزن بمهارة تقطع أنياط قلب من يستمع إليها يظن أنها ست قتل ذاتها حزنا على ابنها وكأن حياتها قد توقفت عند لحظة مۏت ولدها.
أسرعت جليلة مربتة فوق كتفها برفق والحزن قد بدا عليها بعدما استمعت إلى حديث مديحة عن ابنها تظن أن قلبها يعتصر داخلها حزنا على ابنها وتمتمت ترد عليها بحزن
ربنا يرحمه ادعيله ويصبر قلبك يارب بعدين على جواد دة نصيبه وربنا يحميه مكان ما موجود.
سارت معها بهدوء محاولة التخفيف عنها بالحديث في أي شئ لكن الحمقاء فمديحة لم تهتم بكل ما تتفوه به هي فقط تود أن تصير الآمرة الناهية لتلك العائلة ما تتفوه به يحدث دون نقاش أو اعتراض منهم وأهمهم زواج ابنتها من جواد حتى تضمن لها هي وابنتها مستقبل آمن سيكون مستقبلها مع جواد الهواري ابن عمها والابن الوحيد لعائلة الهواري تود القضاء على جليلة لتصبح هي أهم واحدة في العائلة.
استعادت رنيم وعيها بعقل مشوش بعد أن تم إنقاذها تطلعت أمامها بحزن لكونها مازالت حية على قيد الحياة حزينة لأنها لم تمت كما كانت تريد لكنها تفاجأت بوجود جواد معها في الغرفة الذي كان يجلس في أحد الأركان بجسد متشنج الڠضب يبدو بوضوح فوق قسمات وجهه.
انكمشت فوق ذاتها پخوف فلاحظ أنها استعادت وعيها أسرع مقتربا منها موزع عليها نظراته الحادة الغاضبة مردفا بحدة
ايه