رواية اسرار عائلتي
رسمته ينظر إليها قليلا قبل أن يجيب
_ آسف مبحبش أرسم الوجوه.
أخفضت رأسها بخيبة أمل هامسة
_ طيب.
تضايق من نفسه لإحراجها فإستوقفها بسرعة قبل أن تبتعد قائلا
_ بس أنا ممكن أجرب أرسمك دلوقتي عشان مرفضش طلبك يعني ..
إبتسمت بفرحة ثم عادت إليه وجلست مقابله هاتفة بطفولة
_ طب يلا أنا هقعد كده ومش هتحرك متقلقش!
_ مش محتاجة تقعدي كده انت ممكن تديلي أي صورة ليك وأنا هرسمها.
لوت شفتيها قائلة بإعتراض
_ بس أنا عايزة اجرب إحساس البنات الي بشوفهم في الأفلام لما بيبقوا قاعدين ومبيتحركوش عشان الرسام يرسمهم.
رفع حاجبيه بتعجب ثم تحدث بإبتسامة
_ حاضر.
أمسك قلمه وأحضر ورقة جديدة وهو يبتسم حين تذكر حديث خالد عنها عندما أخبره بأنها تشبهه قليلا في جل تصرفاتها ولكنها تتميز عنهبجانبها الطفولي المحبب ثم بدأ يرسم وعيناه تقع عليها تارة ثم على الورقة تارة أخرى وهي تقف كالتمثال تحاول منع إبتسامتها التي تعبرعن حماسها من الإتساع.
_ عائشة! انت فيين!
لم يجبه أي منهما فقد كان هو منهمكا في رسمها وكانت هي ثابتة ترفض الحراك ظهر أمامهما فجأة قبل أن يفتح فمه پصدمة من المنظرالذي يراه. إقترب من ياسين الذي تجاهله تماما وحدق به بنفس الصدمة وهو ينظر بتركيز إلى شفتي أخته ليرسمها على الورق. حول أنظارهإلى أخته التي تجاهلته هي الأخرى حتى لا تتسبب في إفساد الرسمة.
واصل ياسين تجاهله له بينما شعرت عائشة بالإحراج من كلمات أخيها فأفرجت بين شفتيها دون قصد لتستمع لصوته الحاد يهتف
ألصقتهما ببعضهما ثانية لتعود إلى وضعيتها الأولى دون أن تنطق إغتاظ خالد منهما لكنه جلس بجانب إبن عمه ينتظره حتى ينتهي ولميعترض عن ذلك ثانية متوقعا أن عائشة هي من طلبت منه رسمها.
_ رسلان استنى!
توقف بالفعل وإستدار إليها مطالعا إياها بإستفهام فأردفت
تطلع إلى عينيها لثوان قبل أن يوليها ظهره قائلا
_ معتقدش ان في حاجة محتاجين نتكلم فيها.
_ يعني مش عايز تعرف خالي عملي ايه
قالتها بسرعة وبدون تفكير فتوقف وإلتفت إليها متسائلا وهو يرفع أحد حاجبيه
_ يعني لو وافقت نتكلم هتقوليلي
سكتت قليلا تنظر إليه بتفكير ثم أومأت موافقة فقال وهو يواصل نزول الدرج
تبعته بصمت لتجده يجلس على أريكة بقاعة الجلوس مردفا
_ بما ان مفيش حد هنا هنقدر نتكلم براحتنا تعالي اقعدي.
جلست قبالته وساد الصمت بينهم لدقائق قبل أن يقطعه قائلا
_ احكيلي عملك ايه
_ اوعدني الأول انك مش هتقول حاجة لبابا! أنا مش عايزة اتسببله في مشاكل أكتر.
إستغرب من طلبها لكنه وعدها بدون تردد
_ اوعدك.
أخذت نفسا عميقا ثم تحدث
_ انت ازاي استحملتي العيشة معاه!
_ زي مانت مستحمل حقيقة انك
قطعت كلامها بندم وهي ترى نظرته الحادة التي ظهرت بعينيه عندما علم مقصدها.
_ أنا آسفة مكنش قصدي ..
عم الصمت بينهما ثانية. هي تنظر إليه بشفقة وهو يبادلها النظرات الحادة والكارهة للشفقة التي يراها بعينيها. فركت يديها بتردد قائلة لتقطع ذلك الصمت
_ أمجد قالي انك مكنتش كده قبل ما تعرف الي والدتك عملته هو انت ليه اتغيرت
لوى جانب شفتيه بإبتسامة ساخرة فأكملت بسرعة
_ أنا عارفة ان الي عرفته عن نفسك مش سهل بس
سكتت وهي لا تعرف ما تقول فقد كان سؤالها غبيا من الأساس أجابها هو ببعض الغموض
_ أنا مكنتش بعتبرها أمي صحيح إنصدمت لما عرفت حقيقتي بس الصدمة الأكبر الي اخدتها كانت لما عرفت الست الي ربتني واعتبرتهاامي عملت ايه ..
تساءلت بحيرة
_ أمي عملت ايه
أشار إلى شخص ما خلفها