دروب العشق
لها وتجمدت ملامح وجهه لثوان ثم استقام فورا ومد يده مصافحا إياها بلباقة مع ابتسامة مرحبة
_ وعليكم السلام أهلا وسهلا يا أنسة رفيف .. اخبارك إيه
ردت عليه بنفس ابتسامتها السابقة وصوتها اللطيف
_ الحمدلله بخير .. أنا شوفتك بالصدفة وقولت اسلم عليك
_ طيب اتفضلي اقعدي ولا إنتي مستنية حد
_ آه صحبتي جاية في الطريقة بس مفيش مشكلة ممكن اقعد لغاية ما تاجي
أماء لها بابتسامة صافية ثم جلست على المقعد المقابل له وهو على مقعده فبدأت هي الحديث بنبرة تحمل الاعتذار
_ طيب بمناسبة اللي حصل المرة اللي فاتت تسمحلي اعزمك على حاجة كعتذار مني
_ أنا خفت تكون اتضايقت جامد عشان القميص وكدا يعني !
أصدر ضحكة صامتة وغمغم برقة تليق بصوته الرجولي
_ لا والله عادي خالص وبعدين أنا معايا غيره كتير مش هتفرق معايا القميص ده يعني على العموم لو حابة تعزميني معنديش مانع مع إن أنا اللي المفروض اعزمك بس مش هكسفك
نقل نظره بين الكتاب وبينها وغمغم بخفوت باسما
_ آه أنا !
قالت بعفوية في سعادة غامرة وتشوق
_ إنت بتكتب روايات بجد !! .. أنا بحب اقراها جدا ممكن اغلس عليك واطلب منك الكتاب اقراه وهرجعه تاني والله بعد يومين
انطلقت منه ضحكة تلقائية مرتفعة على طريقتها وكلامها وغمغم بخفة وبساطة
_ لا لا هرجعه طبعا أو هدفع تمنه !
_ أنا بكسب متابع فده مصلحة ليا برضوا !
ضحكت بخفة على مشاكسته وقالت باسمة
_ لا اعتبر المتابع كسبته من دلوقتي ! بس برضوا هقراه وهرجعه والله
تنهد بعدم حيلة ورسم الابتسامة العذبة على ثغره وأردف
_ طيب اقريه الأول وبعدين نشوف موضوع ترجعيه ده
_ إن شاء الله هرجعهولك في خطوبة زين وملاذ ده لو مخلصتهوش قبل كدا
أماء لها مبتسما فبادلته الإماءة كتحية وداع واتجهت نحو طاولتها التي كانت بعيدة عنه وجعل ينظر لها مبتسما بعد أن بدأت مشاعره تتخبط داخل قلبه وأحس هو الآخر بأن هناك شيء مجهول يجذبه لها !! ولكن حين نظر لقدمه العاجزة ولعكازه المسنود على المقعد المجاور له ابتسم ساخرا ووبخ نفسه بشدة ولام مشاعره السخيفة فليس هناك من ستقبل به وهو عاجز وضعيف ! .
ظلام كاحل ! وسماء صافية تزينها النجوم الساهرة مع ضوء قمر شارد ويزيد من جمال الأجواء الهادئة نسيم الهواء البارد وهو يلفح بشرته وشعره وعدم اكتراث منه للأجواء الباردة فكان يتأمل السماء بشرود تارة يعيد ذكرياته مع زوجته وتارة مع صديقه الذي لم يمر على ۏفاته أسبوع ! أحس
پألم ممېت يأكل في صدره وبالأخص في قلبه .. يأكل الأخضر واليابس وعلى وشك جعله أرض يباب لا حياة فيها .. أرض تحتاج للتعمير
من جديد وربما التعمير يستغرق سنوات عمره الباقية وېموت دون أن يكمل إعادة تعميره في بداية الأمر فقدانه لأبيه ومن ثم زوجته والآن صديقه صديقه الذي لا يعلم أحد عن نيران قلبه التي لا تنطفىء لا أحد يرى مدى دماره الداخلي حينما يذهب لزيارة قپره فينكب أمامه باكيا كالأطفال فقد كانوا كشيئين من المستحيل انفصالهم عن بعض سوى المۏت ولقد فصل المۏت أحدهم عن الآخر دون سابق إنذار ! .
اقتحم حسن
خلوته مع أحزانه وجلس بجواره مداعبا
_ نزل عليك الإلهام ولا لسا
نظر له ورفع حاجبه هاتفا ببرود كشيء من المشاكسة بينهم
_ اهااا وبيسلم عليك ياخفة !
لم يعلق حسن على ماقاله ولكنه قال ساخرا
_ عيني عليك البت حنين جاية بكرا يابني قولي لو حابب مساعدة والله اخليها تصرف نظر عنك خالص بدل ما إنت في المرار ده
_ كان القرد نفع نفسه !
قالها وهو يبتسم بمكر فالتزم الصمت للحظات حتى قال وقد تبدلت ملامح وجهه للحقد
_ لا يسر دي عايزة حاجة تظبطها بجد
_ إن جيت للحق أنا اتخنقت من حنين ومبقتش عارف اعملها إيه دي لزقة ياعم دي نافص تدخل ورايا الحمام مكان ما اروح الاقيها في ديلي !
قهقه بصوته المرتفع وغمغم بمكر
_ ما أنت غلبان وعلى قد نياتك وهي عارفة إنك بتتكثف ومش هتكسفها بس أنا صايع سيبهالي بكرا وأنا هظبطهالك
ابدا كرم الجدية