الإثنين 25 نوفمبر 2024

خطايا بريئه

انت في الصفحة 22 من 227 صفحات

موقع أيام نيوز


عليه 
مش قصدي والله انا باكله عادي وداده محبة تعملهولي علطول بس متعودتش أكله من برة وخصوصا من على عربية يعني
جعد حاجبيه الكثيفين وأخبرها بحماس وبنبرة مشاكسة بعض الشيء كي يحفذها 
لأ لعلمك بقى من على العربية بيكون ليه طعم تاني ويا سلام بقى لو معاه بصلتين كده يااااااه والله جوعتيني قال أخر جملة وهو يضغط على شفاه السفلية 

فكانت تعبير وجهه المنعكسة بالمرآة ونبرته تلك كافية لتجعلها تبتسم دون وعي مما جعله يأخذها أشارة لموافقتها ويؤكد وهو يسحب عدة محارم ورقية وناولها لها دون أن يلتفت كي لا يخجلها 
لو في دموع تانية أجليها للبصل الله يخليك إلا العربية هتغرق بينا
اتسعت بسمتها وتناولت منه المحارم تمسح وجهها قائلة 
ماشي بس على ضمانتك
أجابها هو ببسمة مشاكسة 
متقلقيش لو حصلك ټسمم غسيل المعدة عليا
نظرت نظرة مترددة إلى الطعام الموضوع أمامها وهي تراه يأكل بشهية غريبة ويلوك الطعام باستمتاع جعلها تتساءل هل حقا شهي لذلك الحد تنهدت وهي تستند على مقعدها الخشبي الذي يتوسط الرصيف أمام عربة الطعام وهي تنوي تذوقه والتأكد بذاتها وإن كادت تشرع بالأكل فانتفضت مذعورة من صوت مذياع أحد البائعين المتجولين وهو يصيح 
روبابيكيا
ابتسم وهو يبتلع ما بفمه وقال كي يطمئنها
مټخافيش يا آنسة دي ناس على باب الله وبتسعى على أكل عيشها
هزت رأسها وهي تتمعن بذلك البائع وما تحويه عربته الخشبية من قطع متهالكة وإن صح القول خردة بالية لا نفع منها عقدت حاجبيها مستغربة وهي تلحظ وجه الرجل الذي لفحته الشمس ويبدو عليه الأرهاق الشديد ورغم ذلك لن ييأس ويظل يهتف بتلك الكلمة الغريبة على مسامعها بتفاني غريب جعل نظراتها تتبع عربته الخشبية إلى ان اختفى عن ناظريها وحل محله هؤلاء الأطفال بالجانب الآخر من الشارع فكانوا يمررون الطابة لبعضهم والحماس جلي على وجههم لتبتسم بسمة عابرة على سعادتهم وحماسهم البادي عليهم في حين هتف أحد الصبية على زميله بتعصب
تعال العب معانا هيغلبونا
رد الآخر عليه وهو يركض نحو فرن الخبز القريب 
هجيب عيش لأمي الأول استنوني يا عيال
كانت تتبع الصبي بعيناها 
حين وجدته يحشر وسط حشد من الناس يقفون بصفوف غير منتظمة ويجاهدون وهم ينتظروا دورهم في الحصول على ذلك الخبز الذي هو من وجه نظرها لا يستحق العناء للحصول عليه 
لاحظ هو شرودها وتتبع نظراتها قائلا 
متركزيش يا انسه ويلا مدي
ايدك علشان هنتأخر على جامعتك
تعلقت عيناها به وتسألت من وجهة نظرها السطحية للأمور 
هما ليه پيتعذبوا كده في الشمس ومتحملين الأنتظار ما يقدرو يشترو عيش من السوبر ماركت ومن غير تعب عادي
قهقه هو بقوة حتى بانت غمازته مما جعل نظراتها تحتد وهي تشعر انه ېهينها بسخريته بينما هو أجابها مبرر بعدما تهادت ضحكاته 
الناس دي غلابة يا انسة وهما هنا علشان الدولة مدعمة العيش ليهم علشان يسد جوعهم ده في منهم بياكلوه حاف من غير غموص و بيباتوا حامدين شاكرين
اشرأبت برأسها وسألت بتلقائية لم تتعمدها 
ليه هو طعمه حلو اوي كده !
كبت ضحكته بصعوبة وأجابها متهكما وهو


________________________________________

يرفع حاجبيه ساخرا 
أمال ايه ده مليان فيتامين
هزت رأسها مرة أخرى واستندت على ظهر مقعدها وهي تشرع بلأكل حين قال بنبرة راضية مفعمة بالكبرياء 
على فكرة انا واحد من الناس الغلابة دي وعلشان كده بقولك أن اللقمة اللي بتيجي بعد تعب و جوع بيبقى ليها طعم مختلف محدش يعرفه غير اللي عارفين قيمة الصبر والرضا
أبتسمت من تحليله البسيط للأمور و تلقائيته معها وقالت وهي تغمس طرف المعلقة بطبق الفول وتدسها بفمها 
هو انا اكيد مجربتش اللي بتقول عليه ده بس طعمه حلو
هز رأسه وأخبرها مشاكسا 
لا انت فاهمة غلط انا مش عازمك عند الخواجة كنتاكي انت لازم تواكبي المكان
عقدت حاجبيها غير مستوعبة شيء من حديثه بينما هو كان يقطع لقمة كبيرة من رغيفه قائلا بحماس ادهشها 
بصي لازم تعملي مركبة كبيرة وتغطسيها في الطبق زي كده هتحسي بطعمه احلى
قالها وهو يدس لقمته بفمه ويحسها بعينه أن تجرب مما جعلها بالفعل تقلده وهي تبتسم بسمة واسعة لا تعرف كيف تسربت من كآبتها المعتادة .
كانت الأجواء هادئة بينهم بعد آخر مشادة فهي تتصنع الڠضب وهو يتجاهلها حتى انه ينفرد بغرفته طوال الوقت كي لا يتصادم معها وتخرجه عن طوره كعادتها خرج من شروده على صوت والدته التي انتهت مكالمتها مع رهف لتوها 
رهف صوتها مش عاجبني .......
انتبه لحديثها وسألها 
ليه يا أمي بتقولي كده!! هي قالتلك حاجة 
أجابته بفطنة 
يظهر أن حسن مزعلها 
وهي انا عارفاها طول عمرها كتومة وعمرها ما هتشتكي
اجابها بحسرة على حال صديقه 
حسن غبي وبيستغل ان رهف ملهاش حد غيره ومش هتقدر تسيبه
لتؤيده ثريا بحزن على حال تلك المسكينة 
بس ليها طاقة وبني أدمة لازم يراعيها ويحترم نفسه ده لو لف الدنيا ميلقيش حد زيها
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 227 صفحات