الأحد 24 نوفمبر 2024

في قديم الزمان وسالف العصر والأوان عاش في البصرة تاجر توابل إسمه حبيب وكان له دكان صغير في السوق

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز


كان يجيبها وماذا ينفع المال يا أمي دون سعادة لقد إعتقدت أنه بدراهمي يمكنني شراء كل شيئ لكني كنت مخطئا فلا يصحبني الناس إلا عن طمع ومن يحبك يكون معك وقت الفقر لقد أحببنا بعضنا أنا وأميمة وكنت شريدا لا أملك شيئا وما دخل المال على قوم إلا أفسد ما بأنفسهم .
حين إقتربت السفينة من الشاطئ لمح حبيب الڼار تشتعل في الأكواخ وسمع الصرخات وكان القراصنة يمرون بزوارقهم وينهبون كل ما يجدونه من طعام وحيوانات وفجأة لمح من بعيد بلال يدافع بشراسة عن نرجسة وأميمة وقد حاصرهم رجال يشهرون الحراب فصاح حبيب في عبيده خذوا السيوف وأنقذوا ذلك الولد والجاريتين !!! لما رآى الناس هذا المدد إنعطفوا على قطاع الطرق وأشبعوهم طعنا وقاټل حبيب بشجاعة وشق طريقه إلى أميمة وهو يصيح لبيك لقد سمعت النداء من وراء البحار وجئت إليك !!! أما الحورية فلما رأته جرت إليه وهي تبكي وتشهق إ وقال لها هذه المرة لن أبتعد عنك أبدا ...

بعد قليل جاء ملك البحر في قومه وهو قلق على إبنتيه ولما رأى أنهما بخير وأن حبيب قد قضى على المهاجمين ناداه وقال له لقد أخطأت في حقك وبإمكانك أن تتزوج إبنتي وتأخذها إلى بلادك !!! فأجابه الفتى بل سأعيش هنا معها يا عماه فرح ملك البحر ثم غاص وأحضر له صندوقا باللؤلؤ والجواهر وقال هذه هدية عرسك .ثم بنى حبيب كوخا بجانب بلال وتزوج فيه وصار أغنى من كل أعيان الواقواق بفضل تجارة الزهرة البيضاء التي تنقلها سفينته إلى البلدان .ولما ماټ ملك الجزيرة نصبه كبير الكهنة سيدا على الجزيرة وقرر حبيب زيادة الإتاوات عن تجار البصرة وعمان الذين يأتون للشراء بأسعار رخيصة وقال لأهل الجزيرة لكم الحق في الإنتفاع من خيرات بلادكم عوض أن يذهب كل شيئ في جيوب التجار !!! ومنذ ذلك اليوم تناقصت أرباح القوم وغضبوا منه كثيرا وفي الأخير عزموا على خلعه .وكان من أشد المعارضين له جماعة من الأعيان لم يقبلوا كيف يصير أحد الغرباء ملكا عليهم فتآمر التجار معهم على حبيب ولم يكتفوا بذلك فقد أوغروا عليه صدر والي البصرة الذي إستولى على قصره وأملاكه ولم يترك له شيئا من مال أو متاع .
أحد الليالي جاء بلال يجري لحبيب وقال له أنج بنفسك فالقوم آتون لقټلك فطلع للسفينة مع أمه وأميمة ولما ابتعدت قليلا رأى أشخاصا ملثمين ينهبون كل ما في كوخه من ذهب وحلي ثم رموا عليه المشاعل فأحرقوه فقال حبيب تبا لكم !!! لقد هربت من أهل مدينتي فأبوا إلا أن يأتوا الى هنا بشرورهم قالت أمه ماذا ستفعل الآن لقد صرت فقيرا و لا أحد يريدك لا في بلدتك ولا في الوقواق !!! ردت أميمة تعال وعش معنا في البحر وستعطيك ساحرتنا نجمة تلصقها على جسمك وسيكون بوسعك التنفس تحت الماء فكر حبيب قليلا ثم إلتفت لعبيده وقال لهم بيعوا السفينة واقتسموا ثمنها أما أنا فسأذهب مع الحورية إلى مملكتها في البحر لكن أحد العبيد واسمه مروان قال بل نأتي مع سيدنا وهتف بقية العبيد ونحن معك بعد قليل أتت ساحرة عجوز في يدها سلة مليئة بنجوم البحر فألصقها كل واحد بجسده ثم أغرق العبيد السفينة وبدأت تنزل ببطئ للأعماق .
رأى حبيب الأسماك ومخلوقات البحر و هي تسبح حوله حتى لامست السفينة القاع ولما خرجوا من الحطام وجدوا مدينة
 

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات