رواية لهيب الهوي
هنا بمراحل عمرية مختلفة . عقدت حاجبيها حين وجدت ذلك العقد الذي انتزعه
عمها من رقبتها فهو يخص أمها كيف وصل إلى هنا !!! نظرت إلى الورقة بجانبه ثم التقطتها باندهاش لتجد خط يد شهاب كاتبا أنه استرده بأمواله من أجلها وكان سوف يهاديها به بعيد مولدها.. ابتسمت بحزن ظلت تنتقل بين الارفف طالما حكي لها شهاب كم يعشقها منذ زمن لكنها لم تتوقع ذلك.. أغلقت الخزانة بحزن ودموعها تهبط بصمت .. تبكي پقهر لما وصلت إليه تعاني وحدها تدافع عن نفسها أمام الجميع وهي ضحيتهم جميعا
جلس بمكتب سيف يتناقش معه بإحدى الصفقات لكن عقله أصبح معها تماما.. لاحظ تغيرها الواضح مع الجميع ابتعادها عنه عن عمد أسلوبها بملابسها لم يتغير وكأنها لا تخشاه أصرت على خروج عربية شهاب ليأتي لها بالجديدة فلم ټلمسها.. تذهب وتعود سواء معه أو مع سيف هي لاتبالي لقد مل ذلك الوضع معها..أفاق على طرقة أصابع أخيه أمام عينيه وهو يقول
نظر له لحظات ثم إلى ساعته يقول
هي رنيم مجاتش ليه لحد دلوقت !!
عقد سيف حاجبيه يقول
فعلا كان المفروض ترجعلنا من بدري.. هقوم أشوفها !!
وقف أيهم على الفور يقول
لا خليك انت أنا كده كده همر على الأقسام !!.
ثم أسرع بخطواته من أمامه ليبتسم سيف مكملا مايفعل وهو يتنهد متمتما بضحكه قصيره
طرق الباب ثم دلف بعد أن استمع إلى صوتها..فتح الباب ثم دلف إليها ليجدها تمضي بعض الأوراق تقف أمامها تلك الفتاة التي تدير أعمالها بصمت تام..لم تكلف نفسها بالنظر إليه بل أغلقت الملف تعطيه للفتاة قائلة
روحي إنتي وماتنسيش تجيبلي النسخة أتأكد منها بنفسي قبل ماسيف ياخدها !!
حدق بها ببلاهة.. هل أتى إليها لذلك فقط.. هاهي أعطته إجابته وتنتظر خروجه ليقول بهدوء
تحبي أساعدك في الورق ده !!
رفعت أنظارها عن الأوراق ثم قالت ببرود
آه عايز تراجع ورايا.. معنديش مشاكل تعالى شوفه أنا كده كده لسه في فترة تدريبي !!!
سار نحوها بخطوات صارمة ثم استند إلى المكتب بإحدى يديه يطل عليها بهيئته المهيبة قائلا
هبت واقفة غير مبالية بالمسافة التي أصبحت إنشات بينهم تقول پغضب
انت متقدرش تقومني من هنا ده مش بمزاجك..انت بتدربني مش أكتر !!
زمجر بها قائلا بعد أن تعالت أنفاسه من فرط كتمان غضبه منها وقال هادرا پعنف
افتكري إني لو قولت إنك متنفعيش يبقى هتقعدي معايا أكتر !!
ابتسمت بسخرية تقول
لا انت مش هتقول كده.. انت مستني اليوم اللي تخلص فيه مني بفارغ الصبر!!
نظر إليها بصمت تام.. لكنها غير محقة.. لم تعد لديه رغبة التخلص منها . بل أصبح الأمر على النقيض تماما معها فصمتها الدائم يشعره بالندم على أفعاله البربرية معها لم ير ابتسامتها منذ ذلك اليوم.. سوى الوقت الذي تجلسه مع طفليها.. ليسترق النظرات إليها كالسارق تماما لانت نظراته تجاهها لا شعوريا منه هبط برماديتيه يمسح تفاصيل جسدها بتأني تام لاحظت هي نظراته لتعود إلى الخلف جالسه فوق كرسيها تقول بتوتر طفيف
كلها شهر ونص وهترتاح تماما مني !!
تنهد ثم قال بعد أن جلس نصف جلسة أعلى مكتبها ولم يحيد بنظراته عنها يقول بهدوء
رنيم أيه رأيك في هدنة بينا !!
عقدت حاجبيها تنظر بعدم فهم ليميل عليها ممسكا كرسيها جاذبا إياه إليه لتصبح علي مقربة منه أنفاسه الحاره تلفح بشرتها الحلبيبة يقول بهدوء
يعني بعد نص ساعة بالظبط اليوم هينتهي.. نتعشي سوا النهارده !!
رفعت إحدى حاجبيها تقول ببرود
وده أمر !!
اقترب أكثر منها هامسا لها
لا ده عرض بس غير قابل للرفض !!
أشاحت بوجهها عنه تعيد رأسها للخلف تقول
ده مفهومك عن الهدنة !!! علي العموم أنا هرفض فعلا.. أنا مابصدق أروح لولادي آخر اليوم يعني مش فاضية للكلام الفارغ ده !!
رفع إصبعه ممسكا ذقنها يقول
يبقي جهزي الولاد معاكي !!
ثم استقام بوقفته يقول
لو خلصتي ورقك يلا عشان سيف مستنينا من بدري !!
أغلقت الملف أمامها ثم لملمت أشيائها تتجه معه إلى الخارج انتهى اجتماعهم الصغير بوقت قياسي..لاحظ سيف به نظرات أيهم الدائمة لها.. ورغم رزانته بالأمور إلا أنه لم يكف عن مديح صنيعها بالأيام السالفة .. شعرت رنيم بالراحة بعض الشيء لكنها فضلت الصمت فلم يبد على ملامحها أي تأثر بأقواله أو أفعاله..استقلت السيارة بجانبه بهدوء تام كعادتها معه.. ليقول كاسرا حاجز الصمت
تحبي تختاري المكان !!
نظرت إليه لحظات ثم قالت بسخرية
تعرف إن دي أول مرة تسألني أحب أيه !! عادي اختاره انت !!
لم يعلق علي حديثها لكنه قال
هتجيبي الولاد آخر كلام.. مش هتسيبهم لسالي المربية !!
نظرت تجاه النافذة تقول..
الجو بدأ يبرد.. شكلي هسيبهم.. عمر بيتعب بسرعة !!
أوقف السيارة داخل القصر لتترجل منها وهو خلفها.. صعدت إلى الأعلى وما هي إلا ساعة وكانت أنهت زينتها الهادئة حيث ارتدت فستان كحلي اللون بأكمام تصل إلى ما بعد كوعيها بعدة سنتيمترات طويل يغطي جسدها كاشفا عن انحناءات جسدها الفاتنة ثم ارتدت حذاء ذهبي اللون ذي كعب عالي واضعة القليل من مساحيق التجميل لتغطي إرهاقها وشحوب وجهها..
كان قد ترك لها غرفة الملابس وقف أمام المرآه يتأمل ذلك القميص الأسود الضيق حيث أبرز عضلات جسده فاتحا أول أزراره ثم صفف خصلاته الحريرية لينهي تجهيزاته بعطره المميز الذي وصل إلى أنفها فور أن فتحت الباب الذي يفصل بينهما
استدار لها وهو يرتدي سترته الرمادية ليتوقف عن الحركة مفصلا إياها بنظراته الجرئية.. أقلقها حضوره الطاغي هكذا وقلقت أكثر حين اقترب منها مزيحا خصلاتها خلف أذنها مقتربا بشفتيه يهمس بأذنها قائلا
إنتي إزاي حلوة كده !!
اضطربت أنفاسها من فعلته لتعض على شفتيها بتوتر واضح شعرت بأنفاسه تهبط إلى رقبتها.. اقشعر بدنها مما يفعله لترتد إلى الخلف مسرعة تقول
مش يلا !! اتأخرنا !!!
ابتسم لها رافعا ذراعه لها لتتأبطه باندهاش واضح من معاملته الغريبة لها ماذا يريد منها ظل عقلها يعمل ويدور إلى أن وصلا إلى ذلك المطعم الراقي.. اتجهت معه إلى الداخل فاجأها باحتضان ذراعه لخصرها عابثا بهاتفه وكأنه لم يفعل شيء وصلا إلى طاولتهم والتي كانت بعيدة عن الأنظار تماما وكأنه يتعمد الاختلاء بها حتي إن كان مكان عام
جذب الكرسي لها لتجلس