ميراس
داليا بصوت عالى وثوره عارمه جعلتنى اسمع حديثها بوضوح وانا امام شقتى
يعنى انا الغلطانه دلوقتى مش كفايه انى وافقت على المهزله دى وكمان بتغلطونى انا فعلا غلطانه بس غلطانه انى وافقت من الاول
فتحت شقتى ودخلت واغلقت الباب خلفى فلا اريد سماع المزيد ولا اريد سماع ما يؤلمنى وېمزق قلبى فأغلقت كافه النوافذ حتى لا يصلنى منهم اى صوت وفتحت التلفاز ورفعت صوته وشغلت نفسى بالتغيير لتميم حتى رن هاتفى برقم غريب ومحادثه غريبه
دق هاتفى برقم غريب لم يكن مسجل ضمن قائمه الاتصالات لدى تجاهلته ولم ألق له بالا وعدت لاستكمال ماكنت افعل ولكنه دق مره أخرى فى اصرار وكأنه لم ينفك يرن حتى أجيب كان من طبعى ألا أجيب على أى رقم غريب فقد كانت الردود على الهاتف بمعايير فى منزلنا وكان أبى يستاء عندما يجدنى اتحدث لوقت طويل ولكنى الان احتاج لمحادثه أى شئ يؤنسنى ويطوى ذلك الوقت الذى لا يمر شعرت انها ربما تكون صديقتى همسه صديقتى الصدوق منذ أيام المدرسه الأبتدائيه مرورا بالأعداديه ثم الدبلوم الفنى التجارى ولكنى احفظ رقمها جيدا ترددت قليلا ثم قررت أن أجيب وليكن ما يكن اجبت بصوت جعلته صارما بألا يكون هناك غريب
أتانى صوتا ذكوريا يجيب بلهفه
عليكم السلام ورحمه الله اخيرا رديتى
سئلته باقتضاب
مين معايا
اجاب بصوت ساخر وضحكه خافته
نسيتى صوت ابن خالتك
صفي أبن خالتى رباب الأصغر أمى من أسمته صفي ليتشابه اسميهما فهيا صفوانه وهوا صفي تحبه وكأنه أبنها الثالث الفارق بيننا شهور قليله فعندما ولدت أنا كان هوا أبن السته أشهر لحقت به فى جميع سنوات الدراسه ولكنه استكمل تعليمه الثانوى والتحق بكليه التجارة أما أنا بأنهيت تعليمى الفنى ومكثت فى المنزل تعجبت عندما سمعت صوته فمنذ التحق بالجامعه فى القاهره وترك بلدتنا السلمانيه بالدقهليه لم أره وحتى لم يحضر زواجى على عابد او حتى على عمر ولم يهاتفنى قط من قبل لذلك عندما وجدته هوا المتصل ارتجف قلبى خوفا على أمى خشيه ان يكون أصابها شئ فأجبته وانا أرتعد
اجاب بهدوء
ايوه كويسه الحمد لله انتى قلقانه ليه كدا
اخذت شهيقا طويلا وحمدت الله ثم استدركت انه مازال على الهاتف فسئلته بضيق
طيب بتتصل بيا ليه
صمت قليلا ثم أجاب وقد تبدلت نبرته وظهر الحرج جليا على صوته
معليش يابنت خالتى لو كنت ضايقتك انا اسف
أنبتنى نفسى على تلك الطريقه الجافه التى أحدثه بها وتابعت حديثى بنبره أهدء
استكمل حديثه الذى لم يخلو من مسحه الحزن به
كلنا كويسين ياميراس لكن ياترى انتى كويسه
صمت
قليلا لا ادرى بما اجيب هل سأظل اكذب على نفسي وعلى من حولى وارسم الابتسامه على شفتاى الذابلتين ام أؤثر الانسحاب وترك هذا العالم والعوده لعالمى السابق الذى لم يخلوا هوا الاخر من
ايوه كويسه جدا الحمد
احتد صوت صفي واكمل حديثه الذي هاتفنى من أجله
انا عرفت كل حاجه ياميراس
انعقدا حاجبى
وعلت دقات قلبى وسئلته بخفوت
يعنى ايه عرفت كل حاجه وحاجه ايه دى اللى عرفتها
استكمل حديثه بنفس النبره الحاده
عرفت اللى قولتيه لخالتى واللى طبعا قالتله لامى وسمعتها وهيا بتحكى لها على كل حاجه
وازاى تسمح لنفسك تتدخل فى حاجه ملكش علاقه بيها وانا هعرف شغلى مع ماما اللى خلت سيرتى على كل لسان
قاطعنى واستكمل حديثه
انا ابن خالتك ياميراس واكتر واحد بېخاف عليكى وعايزك تكونى سعيده فى حياتك
اجبته بصوت ارتفع أكثر ونبره أكثر حده
ومين قال لسيادتك انى مش سعيده ولو سمحت مش هقولك تانى متتدخلش فى حاجه ملكش علاقه بيها ومع السلامه علشان ابنى بيعيط
اغلقت الهاتف قبل ان يجيب فكان الشرر يتطاير من عينى ودقات قلبى تكاد توقفه من شدتها
وكأننى على وشك السقوط مغشيا على من شده الڠضب فتحت هاتفى وانا ارتعد من الڠضب وطلبت رقم أمى وانتظرت ان تجيب
الو
لم امهلها لحظات حتى بادرتها بسؤالى الحاد وصوتى الجهورى
ازاى تروحى تقولى لخالتى على حاجه قولتهالك دا انا يادوب لسه طالعه شقتى مقدرتيش تستحملى حتى كام يوم وروحتى قولتيلها فى نفس اللحظه انا محلفاكى ياماما
اجابت امى