الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية امرأة العقاپ

انت في الصفحة 15 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


وصدقيني هوريكي النجوم في عز الضهر وهخليكي تشوفي مين هو عدنان الشافعي على حق 
انهمرت دموعها بغزارة على وجنتيها ولكنها جاهدت في عدم اظهار هزة صوتها وهي تهتف بقوة مزيفة وباحتدام 
بكرهك ياعدنان بكرهك
وفور انتهاء جملتها أنهت الاتصال فورا والقته على الفراش ثم چثت على الأرض بجواره ودفنت وجهها بين راحتي كفيها تبكي بحړقة وپألم تبكي كل شيء في حياتها على زواج فاشل يقف على أعتاب الانتهاء وعلى ابنة ستعيش مصير مجهول وحزين لا تستحقه وعلى أب قاسې لا يبالي بشيء سوى بمصالحه الشخصية وأمواله وأخيرا على قلب مهشم يدعي القوة 

بينما هو فكان يقف كالبركان الذي تطفح حممه البركانية على سطحه وأمامه لحظات قصيرة قبل أن يعلن انفجاره ولم يتمكن من التحكم في انفعالاته أكثر من ذلك حيث نظر إلى محتويات سطح مكتبه وازاحها بيديه كلها دفعة واحدة لتنزل على الأرض محدثة ضجيجا عاليا 
بقصر الشافعي 
كانت أسمهان تجلس على المقعد الهزاز في الحديقة وبيدها كوب القهوة خاصتها ترتشف منه ببطء وبجانبها مسجل كلاسيكي جميل يصدح صوته بفيروزات الصباح حتى ارتفع صوت رنين هاتفها بجوارها فمدت يدها على المسجل واغلقته ثم أمسكت بالهاتف وأجابت بحزم 
ايوة عملت إيه 
كله تمام ياهانم الصور وصلت لعدنان باشا وهو شافها
ارتفعت الابتسامة الشيطانية على شفتيها وهدرت بحدة 
اوعي تكون عملت حركة غبية كدا ولا كدا وعرفته مكانها عارف لو ده حصل هعمل فيك إيه 
هتف بثقة تامة وغطرسة 
عيب يا هانم هو أنا مبتدأ ده أنا تربيتك بس بيني وبينك الست جلنار دي وتكة عنده حق الباشا يغير عليها 
خرجت صيحة صارمة من أسمهان وهي تهتف بقوة 
اخرص ياحيوان أنت ملكش دعوة بأي حاجة غير اللي بطلبه منك بس وتنفذه من غير كلام 
لوى الرجل فمه بتهكم وقال بخنق 
حاضر ياست هانم وأنا تحت امرك 
انزلت الهاتف من على اذنها وأنهت الاتصال وهي تهتف باشمئزاز 
جاتك القرف 
ثم عادت الابتسامة تعلو شفتيها من جديد وتهمس بسعادة ووعيد 
مبقاش أنا أسمهان الشافعي أما خليت ابني يطلقك ويرميكي برا زي الژبالة 
رأت آدم وهو يخرج من باب المنزل ويتجه نحو سيارته فقالت بحنو وصوت عالي نسبيا 
رايح فين يا آدم 
توقف للحظات وأجابها بابتسامة هادئة 
رايح المعرض ياماما عايزة حاجة اجبهالك معايا 
لا ياحبيبي عايزة سلامتك خلي بالك من نفسك
في مساء ذلك اليوم 
وصلت زينة أمام باب المعرض وهي تحمل بين يديها طعام ! تارة تنظر للمعرض وتارة للكيس الذي يحتوي بداخله على ورق عنب ! وتفكر بينها وبين نفسها هل أخطأت عندما جاءت له بالطعام أم أنها فكرة رائعة فتجيب على نفسها بصوت مسموع بعض الشيء 
مش سمر قالتالي شوفي هو بيحب إيه واعملهوله هو بيحب ورق العنب !! 
وكالعادة كلما تكون تقف تتشاور مع نفسها في حوار يخصه يقطع هو حوارها مع نفسها سمعت صوته وهو يخرج من الباب ويقول بوجه بشوش
زينة واقفة كدا ليه تعالي ! 
اقتربت منه ووقفت أمامه تماما ثم قالت بابتسامة عريضة تحاول التحلي بالثقة وعدم الخجل 
عامل إيه يا آدم 
نظر للكيس الذي بين يديها رافعا حاجبه باستغراب ثم نظر لها وقال بلطف 
كويس الحمدلله إيه الكيس ده ! 
ابتسمت بحياء وقالت وهي تتجه
لداخل المعرض وتقول 
تعالى هقولك جوا 
دخل خلفها وهو يبتسم بحيرة فوجدها تجلس فوق أحد المقاعد وتجذب الطاولة الصغيرة أمامها ثم تبدأ بإخراج علبة بلاستيكية صغيرة شكلها رقيق وتضعها على الطاولة وهي تقول بحماس 
عملت ورق عنب وقولت لازم تدوقه فجبتلك معايا منه عشان تدوقه وتقولي رأيك 
قهقه بصوت عالي على طريقتها وقال
بنظرات مشتهية 
طال والله انتي بنت حلال تعرفي كان نفسي فيه 
يلا ياعم عد الجمايل بقى 
اقترب وجذب مقعد آخر ليجلس قبالتها ويفتح العلبة ثم يلتقط الشوكة الموضوعة بالداخل ويغرزها في واحدة ثم يرفعها لفمه ويأكلها ظهر الإعجاب على وجهه بعد أن تذوق طعمه ثم القى بالشوكة على الطاولة وقال ساخرا 
لا شوكة ايه بقى ده مش عايز شوكة 
خرج صوتها الرقيق وهي تقول برقة 
عجبك 
أجابها وهو يأكل بنهم واستمتاع 
اممم جميل أوي يازينة انتي اللي عملاه 
ابتسمت باستحياء وقالت
بخفوت 
أيوة 
تسلم ايدك 
لاحظ هو نظراتها إليه فتوقف عن الأكل وتنحنح بإحراج بسيط لتنتصب في جلستها وتقول بتلعثم 
ب بالهنا والشفا 
هز رأسه بابتسامة بسيطة ثم قال بجدية 
اخبار كليتك إيه 
أهو فاضل شهرين وامتحن واتخرج واخلص خالص 
آدم بنبرة رزينة ورائعة 
هانت خلاص شدي حيلك واستحملي الشهرين دول 
اماءت لها بتفهم وهي تبتسم باضطراب ملحوظ ثم بدأت تلاحظ التجديدات التي طرأت على المعرض ولفت انتباهها إحدى لوحاته الفنية لتقول بانبهار 
الله جميلة أوي اللوحة دي يا آدم 
الټفت برأسه للخلف ينظر إلى ما تنظر إليه ثم عاد برأسه إليها مرة أخرى وقال بغمزة 
اعتبريها هدية مني ليكي في احتفالية المعرض 
زينة پصدمة 
بتهزر !! 
لا طبعا مش بهزر طالما عجبتك يبقى حلال عليكي 
وثبت واقفة ومن دون أن تشعر وجدت نفسها ترتمي عليه ونعانقه وهي تهتف كالمتغيبة عن الواقع 
ميرسي أوي يا دوما بجد 
فور انتهائها من جملتها علت الصدمة الحقيقية لمعالمها وهي لا تزال متعلقة برقبته فعلتها عانقته كيف !! يبدو أنني فقدت
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 184 صفحات