الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية امرأة العقاپ

انت في الصفحة 38 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


ومش بعيد يكون بيحب واحدة تاني عشان كدا مش ملتفت ليا خالص 
أسمهان بحزم ونبرة جادة 
وفكرك إني هقبل إنه يتجوز واحدة غيرك
زينة بابتسامة منطفئة 
أنا اللي مش هقبل لو مكنش بيحبني 
أسمهان بثقة وعينان كلها خبث 
هيحبك متقلقيش 
لم تنظر لخالتها فقط استمرت في التحديق بالفراغ أمامها في بؤس وتحاول منع الأمل من التمكن منها من جديد حتى لا تعطى لنفسها آمال واهنة مبنية على حججة وهمية ! 

رنين الهاتف لا يتوقف منذ لحظات وهو منشغل بآخر التجهيزات لافتتاح معرضه الذي سيكون بعد يومين لكن الرنين الصاخب يشتت ذهنه وبدأ يزعجه فترك ما بيدها واتجه نحوه والتقطه وكان على وشك أن يجيب على المتصل
بعصبية وانفعال لكنه هدأ فور رؤيته لاسم أخيه يصدح على الشاشة أجاب مسرعا وتمتم 
إيه الأخبار يا Boss 
عدنان بصوته الخشن 
أنا وصلت مصر وجاي في الطريق إنت فين 
آدم باندهاش بسيط 
وصلت مصر ! طيب اتصل بيا حتى وقولي على العموم أنا في المعرض 
جبت سيرة لماما ولا فريدة على حاجة 
هتف آدم ضاحكا بخفة 
عيب عليك أصلا ماما كل يوم بتسألني عليك وأنا بسببك هتحدف في ڼار جهنم من الكدب اللي بكدبه عليها 
ثم استكمل وهو يسأله بجدية واهتمام هذه المرة 
المهم طمني جلنار وهنا كويسين 
كان يقف مستندا بظهره على السيارة فالټفت برأسه للخلف حيث كانت جلنار تجلس في المقعد المجاور لمقعده الخاص بالقيادة بينما صغيرته فقد غفت بالمقعد الخلفي ونامت عاد يشيح بنظره عنهم وأجاب على آدم 
كويسين استناني في البيت عشان عايز نتكلم شوية 
آدم باقتصاب بسيط ممزوج بمرح 
لازم دلوقتي ! 
انتصب عدنان في وقفته والټفت حول السيارة ليفتح باب مقعده ويجيب على أخيه بصرامة 
دلوقتي يا آدم سلام 
اغلق الاتصال واستقل بالسيارة بجوارها وسط نظراتها الدقيقة له وهي تقول بخفوت 
آدم ده 
رد عليها دون أن ينظر لها في صوت أجش 
امممم هنروح عند ماما الأول عشان تشوف هنا وبعدين هوديكي البيت 
اشتعلت نيران
الغيظ في عيناها فهتفت في صوت حاولت خفضه 
مش هروح البيت ده أنا مامتك عايزة تشوف هنا يبقى تاجي في بيتي 
هتروحي ياجلنار أنا مش بخيرك بعدين هما كلهم كام ساعة وهتمشي 
جلنار بعصبية وتصميم 
ولا دقيقة حتى مش كفاية هستحمل مامتك كمان هستحمل فريدة وحركاتها المستفزة
عدنان ببرود تام 
خلاص يبقى اوصلك البيت واخد بنتي واروح بيها تشوف جدتها
ضحكت ساخرة وقالت بشراسة 
بنتي مش هتبعد عني لحظة واحدة أنا إيه اللي يضملي إنك تاخدها ومترجعهاش ليا تاني أو مراتك الحرباية دي تعمل حاجة في بنتي 
استقرت في عيناه نظرة متقدة حدقها بها لكنها لم تكترث وهتفت باستهزاء 
إيه لتكون اضايقت عشان غلطت في سفيرة الأفاعي بتاعت سيادتك !
أوقف السيارة جانبا وانحنى بوجهه عليها يهمس في نبرة مريبة وڠضب مكتوم 
أنا مش عايز اتعصب واعلي صوتي عشان البنت نايمة خلي يومك يعدي علي خير ويا تيجي معايا من غير كلام كتير يا تروحي على البيت وتستنينا هناك
صرت على أسنانها بغيظ تحاول تمالك أعصابها وهي تطيل النظر في وجهه وبالأخص عيناه القاسېة فبادلته نظرته القاسېة بأخرى خالية من المشاعر فقط البغض الذي يظهر بينما هو فهدأت نفسه الثائرة قليلا وقال وهو يعود وينتصب
في جلسته ليبدأ في تشغيل محرك السيارة من جديد 
أفهم من سكوتك ده إنك هتيجي خلاص
لم تجيبه فقط ظلت ټضرب بمشط قدمها على أرضية السيارة في شكل متتالي بغيظ واحتدام جعل وجنتيها البيضاء إلى حمراء واستمر اهتزاز قدمها هكذا للحظات طويلة وهو يتابعها بعيناه حتى وجدته يضع كفه على فخذها يمنعها من الحركة أكثر ويقول بحدة 
اثبتي عصبتيني !! 
دفعت يده عن جسدها ورمقته بنظرة شرسة لم تغضبه بقدر ما أعجبته وجعلته يبتسم بتلذذ وكانت صيحتها المنذرة فور نظرتها تماما 
قولتلك مليون مرة متلمسنيش 
رمقها بنظرة جانبية في ابتسامة كانت شبه باردة لكنها في الحقيقة تضمر خلفها سخط مكتوم ووعيدا لها حين ينفرد بها بمنزلهم ستكون قد حانت لحظة عقابه الحقيقي لها ! 
في مساء اليوم وفقا لفرق التوقيت بين مصر وكاليفورنيا 
كان بإحدى الحانات المشهورة يجلس على المقعد المرتفع أمام البار وبيده كأس قصير بيضاوي يمده إلى الشاب الذي يقف على البار فيملأ جزء صغير منه ليعود هو بالكأس إلى فمه
ويبتلع النبيذ كله دفعة واحدة 
لا يأتي إلى هنا إلا نادرا واليوم شعر بأنه في حاجة ليتغيب عن الواقع لساعات ويتناسى همومه وصلته الأخبار برحيلها صباح اليوم معه لم تخبره حتى ومنذ آخر مقابلة بينهم أو بالأحرى منذ عودة ذلك الشيطان لم تسأل عنه وتجاهلت وجوده تماما هل كل ما فعله من أجلها ذهب هباءا هكذا بلحظة واحدة ! لكنه هو المخطئ كان عليه أن يتفهم من البداية حنينها وعشقها الدفين للرجل الذي كان سببا في ټدمير زهرته المتفتحة هو من أوهم نفسه ومنح ذاته آمال حمقاء مثله وصدقها والآن يتسكع ويتخبط في أحزانه الساذجة كما وصفها !! 
بدأ يفقد توازنه شيئا فشيء وكذلك وعيه من فرط كمية النبيذ التي تناولها وكان على وشك أن يمد الكأس مرة أخرى حتى يملأه
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 184 صفحات