واحد بيه
انا جايه ياأكرم
وركضت من امامه فوقف يطالعها بصمت متعحبا من ركضها وهي ترتدي فردة من حذائها وفردة أخرى تحملها بيدها.
الفصل السادس
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
فتحت عيناها بأرهاق من كم الأوراق التي أخذت تدققها وأسترخت قليلا تطالع مني المنشغله في عملها ... فرفعت مني عيناها نحوها وطالعتها ببرود فالأنطباع الأول الذي أخذته عنها جعلها تتحاشاها
فرفعت مني عيناها مجددا نحوها تدق بالقلم علي مكتبها
لتنهض مهرة من فوق مقعدها وهي تضع بيدها علي ظهرها بآلم
منكم لله
ثم تابعت بحنق
وهو بالذات منه لله
ليخرج جاسم في تلك اللحظه من مكتبه متسائلا وهو يقترب منها
هو مين اللي منه لله
اي إنسان ظالم منه لله
ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه
وعلى رأي المثل اللي علي راسه بطحه يحسس عليها
فكتمت مني صوت ضحكاتها بصعوبه ..لتتسع عين جاسم پغضب فهو يعلم تمام انها تقصده هو
اتفضلي قدامي
فتسألت بغباء
وهنا اڼفجرت مني ضاحكه ..فطالعها جاسم بقوه
فكتمت صوت ضحكاتها بأحراج
الصبر يارب .. انتي جايه هنا تشتغلي مش تعرضي علينا غبائك
وقبل ان ترد علي اهانته وجدته يتركها وينصرف وهو يهتف
دقيقه والأقيكي قدام الشركه
لتنظر مني لمهرة قائله
الدقيقة قربت تخلص
وبعد نصف ساعه ..أوقف السائق السياره امام أحد المجمعات السكنية الضخمه التي مازالت في طور الأنشاء
ليترجل جاسم من مقعده وهو يشير لسائقه ان يظل مكانه
فتعجبت مهرة من فعلته ولكنها ظلت جالسة بمقعدها بجانب السائق
ليلتف جاسم نحوها وهو يشير إليها بأن تتبعه
هو بيشاور عليك ولا بيشاور عليا انا
فأبتسم لها السائق بطيبه
لا يابنتي بيشاورلك انتي وألحقي أخرجي قبل ما جاسم بيه ...
وقبل ان يكمل السائق عبارته .. وجدت جاسم يقف أمام السياره يزيل نظارته السوداء عن عينيه
هو انا جايبك معايا ليه .. عشان تقعدي في العربيه هانم
وانا هعمل هنا ايه .. المكان كله عمال وصحرا
وكاد ان يهتف جاسم بشئ ...فوجد أحد المهندسين يتقدم نحوه
نورت يافندم
فسار معه بأتجاه المباني.. وأشار لها بعينيه أن تتبعه.
بدأت رحلتها معه في الشمس الحارقه .. رغم ان العمال أعطوهم خوذات يرتدوها للوقايه من أشعة الشمس ووقفت تطالعه بفتور وحبات العرق تتساقط على وجهها ..فتمسح وجهها وهي تتمني ان ينتهي الوقت سريعا ..فلم تعد تتحمل حرارة الشمس
ووجدته يقترب منها بحنق
بقالي ساعه بنادي عليكي
فتمتمت بوجه محتقن
مسمعتش
وتسألت بأمل ان تحصل على اجابه ترغبها
أحنا هنمشي من هنا امتي
فحدق بها جاسم بتفحص وهو يراها كيف لا تستطيع ان تتحدث
لما نمشي هتعرفي
وتسأل ببرود
فين الميه
فحدقت به بغرابه
مية ايه ..أحنا في صحرا
لېتهجم وجه جاسم بجمود
ارجعي العربيه وهاتي ازازة المية
فأتسعت أبتسامتها وتسألت دون تصديق
في مية في العربيه
وقبل ان يهتف بشئ ركضت نحو السياره ..فهي كانت تشعر بالعطش بشده وبحثت بعينيها كثيرا كي تجد مكان الماء ولكن ليس شيء بعد فها هي زجاجة المياه المعدنيه المغلقه
وروت جسدها وتنهدت براحه ..ونظرت للزجاجه التي أبتلعتها كلها
آه أخيرا شربت مية... الحمد لله
ونظرت إلى العلامه التجاريه المطبوعه على الزجاجه هاتفه بتهكم
لاء ومن أنضف نوع .. بتاعت الوزراء
وعادت إلى جاسم وهي تجفف وجهها بالمناديل الورقيه
فين المية يابني آدمه انتي
فأتسعت عيناها وهي تطالع وجه الحانق
هو انت كنت عايز تشرب
وأدارت له ظهرها قائله بأسف وهي تبتسم
شربتها
ولمحت عامل يحمل زجاجة مياه
اهي فيه ازازة مية معديه ..معرفش كانت فين من زمان
وذهبت اتجاه العامل وأخذت منه الزجاجه فأعطاها لها بحبور
اتفضل ياجاسم بيه ولا انت مبتشربش زي عامة الشعب
فأغمض جاسم عينيه پغضب فرؤيتها تزيد من غضبه ... وألتقط منها الزجاجه
غوري من وشى
فأبتعدت عنه وهي ترفع يدها نحو العامل الذى وقف يتابعهم من بعيد
شكرا ياريس
فأشار لها عامل بيده ثم أنصرف
لتلتف نحوه فتجده يرتشق من زجاجة المياه ..ثم أعطاها لأحد العمال
.
أقترب منه مساعده الشخصي
سيد كنان
فألتف نحوه كنان يشير إليه بأن يمهله لحظه حتي ينهي مكالمته الهاتفيه
وبعدما أنهى المكالمه ..تقدم معاذ مساعده المصري
ماذا هناك معاذ
ليتنحنح معاذ بأحترام
لقد أنهيت المقابله مع المتقدمات للوظيفه
ثم هتف