الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ست البنات

انت في الصفحة 14 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

المقبله ليست بالهينه ولا أريد لأى أحد ان يرى عمر بهذ الحاله أبدا طمئننا الطبيب ان مرض عمر ليس متأخرا ولكنه سيحتاج بعض جرعات العلاج الكيميائى للقضاء على المړض تماما ولذلك العلاج مضاعفات وأثار جانبيه علينا ان نتخطاها معا كنا نستمع لكلام الطبيب ويدانا لا تفارق بعضهم البعض فلقد اقسمنا الا تفترقا ابدا وان نتخطى كل ماهو قادم بوجودنا معا مرت الأيام الأولى هادئه أرى فى عينين عمر القلق والخۏف وأحاول ان اشتت انتباهه حتى يستطيع تخطى ذلك الوقت القادم أرسلت لأمى ان ترسل كتبى واوراقى لاذاكر بجوار عمر فموعد الاختبارت اقترب ولم استطيع ان استذكر اى شئ فى الوقت الماضى ولا أريد ان اخزل عمر وان يشعر انه السبب فى ذلك فكنت امكث معه طيله اليوم ألقى النكات واعتصر مخى لتذكر الاحاذير التى تشغل عقله مؤقتا فكان يستمع لى وفى عينيه نظره وله وهيام أراها حيث انا فلا تتغير تلك النظره حتى مع أشتداد المړض تلك النظره التى تهون عليا الكثير وتجعلنى اثق ان القادم لابد وان يكون أفضل بكثير وعندما تنضب
أفكارى واجده هائما منشغل التفكير كنت اطلب منه كل ماهو جنونى لجعله يبتسم 
عمر انا قررت احلقلك دقنك 
اقبلت عليه ممسكه بماكينه الحلاقه فى يدى وعلى وجهى نظر افتراس وكأنه وقع فى شړ اعماله
مابلاش ياحبيبتى انا اصلا قررت اربى دقنى
متحاولش انت خلاص وقعت تحت ايدى ومفيش مفر
وضعت الصابون على وجهه واقتربت منه أشذب له لحيته التى نمت بجلوسه فى المشفى فكنت امرر الماكينه بهدوء شديد خشيه ان اجرحه كان وجهانا متلاقين وعينيه تبعث فى عينى شعاعا من عشق وعلى وجهه ابتسامته العذبه التى يرق لها قلبى وتأسر روحى برؤيتها كان انعكاس ضوء الشمس على عينيه يعطيها بريقا وحفيف الهواء مرورا بأوراق الشجر تطرب له الأذان فاقترب هوا فارتعشت يدى وجرحته لم أدرى ما حدث فقط وجدت يدى تفقد صوابها وعقلى يذهب لمكان آخر ولم اشعر بذلك الچرح الذى سببته له الا عندما رأيت قطره الډماء تسيل منه 
انا اسفه مش عارفه ايه اللى حصل
تشنجت وابتعدت عنه ومازلت ممسكه بالماكينه فى يدى وفى عيني نظره هلع لتلك
القطره التى سالت من ذقنه فاقترب منى وامسك بيدى لأهدء
اوعى ترجعى فى كلامك انا حبيت الحلاقه أوى 
تعالت ضحكاتى فكنت كالطفله بين يديه يحملنى ويقذفنى فى الهواء فاأسقط ويسقط هوا ونظل نضحك على فعلتنا فننسى من نحن وأين نحن وماذا نفعل ونتذكر فقط اننا معا ولا شئ سيحول بيننا أبدا 
بعد أخذ الجرعه الأولى تغير عمر تماما فظهرت الأثار الجانبيه سريعا فكانت يصارع الألم وكنت أسمه تأوهاته المكتومه طيله الليل وېتمزق قلبى لها أعلم انه يتألم وانه يحارب ذلك الألم ويكتمه بقلبه حتى لأ أشعر به ولكن بعد الجلسه التاليه كانت تخور قواه بسرعه فظل طيله الليل محموما ارتفعت حرارته كثيرا وكان يتصبب عرقا ويهذى بكلمات غير مفهمومه فكنت اسمع أسمى يتردد على شفتيه
كثيرا جلست بجواره وظللت اضع الضمادات ساحبه
عامل ايه يابطل
كويس طول مانتى كويسه
انا تمام جدا خف انت بسرعه علشان نلحق نكمل حلاقه 
كانت ضحكاته تخرج متقطعه فيسعل فى كل مره يحاول الضحك وټضرب نبضاته فكان
لم تمر الليله بسلام وعندما أخذ الجرعه التاليه تحول الأمر تماما فكان يشعر ببروده شديده فى أوصاله عندما اوشكت على النوم سمعت صوت اصطكاك اسنانه ببعضها البعض نهضت فزعه وركضت نحوه فوجدته يرتعش بشده وترتطم اسنانه ببعضها احضرت له كافه الأغطيه الموجوده وحاولت ان اجعله يرتشف ولو القليل من مشروب ينظر لوجهه ويرى فيه المړض فيكتئب اكثر وكنت امنع كافه العاملين ان يمرضه احدهم فلا يريد ان يمسه سواى ولا ان
يراه احد مريضا بجواره ينظر له بتأسف وكأنه يشعر انه عبئ ثقيل بادرته بالحديث حتى لا يجعل تلك الافكار تتخلل عقله 
كنت ناويه اصحى الاول واجرى بسرعه قبل ما تشوفنى لحسن تقول عليا بمۏت فيك
فهم جيدا اننى احاول تشتيت انتباهه فمسح بيده على وجهى وابتسم
انتى مش بموتى فيا انتى عايشه فيا 
وشعرت بقطرات دموعه تنساب بصمت اعلم جيدا ما يعانيه وېتمزق له قلبى ولو كان
ايه بقى الكسل دا انت مش هتغير هدومك ولا ايه
مسح دموعه بسرعه حتى لا ألحظها وتحدث بوهن
هاخد المسكن الاول علشان اقدر اقوم
حزرنى الطبيب من كثره المسكنات لأنها ستضعف بطانه المعده وقد تتسبب فى قرحه ولكنا لا نستطيع منعه منها تماما فنحن نعلم مدى تألمه 
لا انا مش هخليك تاخد مسكن تانى 
نظر لى پتألم وحاول الابتسام فلم يستطيع
لومخدتش المسكن مش هقدر اقف
امسكت بيده لأساعده على النهوض وانا ابتسم بطفوليه مصطنعه
دى فرصتى 
نهض مټألما ص حتى استقام وظل صامتا للحظات يلتقط أنفاسه 
فرصتك ازاى 
وقفت امامه 
انت ساعدتنى قبل كدا اغير هدومى وجه دورى اردلك الجميل
ضحك كثيرا حتى ظهرت نواجزه واغرورقت عيناه بالدموع 
طيب انا كان عندى قوى خارقه 
لا دا انا عندى حاجات كتير هشرحهالك واحده واحده
امسكت بيده اساعده على النهوض فوضع يده اليسرى على كتفى وامسكت بيده اليمنى وتمشينا معا بهدوء وخطوات متثاقله وانا اتحدث كثيرا حتى لا أدع مجالا له ان يتذكر المسكن 
مضت الأيام ثقيله ومؤلمھ تتخللها اللحظات التى تنسينا مراره السابق والتالى كان قلبى يشتاق لتميم كثيرا ولا أقدر على ترك عمر فكنت اكتفى بمكالمه امى دائما والاطمئنان عليه حتى اقترب موعد اختباراتى وتوافقت مع موعد الجرعه الأخيره لعمر اتصلت بهمسه صديقتى واخبرتها اننى لن احضر الاختبار حتى وان كلفنى الامر ترك الدراسه بأكملها ولم ألحظ ان عمر يستمع لحديثى ما إن اغلقت الهاتف حتى نادانى 
ميراس
نعم ياحبيبى 
انتى ازاى بتقولى انك بتحبينى وفى نفس الوقت عايوه تتخلى عن حلم حلمناه سوا
تقصد ايه 
انا سمعتك وانتى بتتكلمى فى التليفون وعرفت انك عاوزه تسيبى الامتحانات 
مفيش حاجه اهم منك ياعمر كله يتعوض
وانا مش هبقى
كويس الا اطمن على نجاحك
مش هينفع ياعمر مش هقدر اسيبك فى ميعاد الجلسه مهما حصل
اوعدك انى هبقى
كويس علشانك واوعدينى انك هتحلى كويس وتطلعى الاولى
مش هسيبك ياعمر
طيب هقولك على حاجه 
قول
انا هكلم الدكتور يأجل ميعاد الجلسه لحد ماترجعى 
طيب بس يمكن تتعب
بالعكس انا هقعد استناكى لما ترجعى واليوم قدامنا طويل
ا وركضت اتحدث لهمسه واخبرها اننى سأحضر الأختبارات اجرى عمر اتصالا بصديق له وطلب منه ان يوفر لى سياره بسائق تقلنى فى مواعيد الاختبارات وتعيدنى الى المشفى 
ظللت طوال الليل استذكر مافاتنى وبجوارى عمر الذى رفض ان ينام حتى يظل بجوارى يشجعنى حتى نال التعب منى كثيرا وغفوت بجواره شعرت به ينهض ويتسلل خارجا ولكن من شده ارهاقى لم استطع ان افتح عيناى 
فى الصباح وجدته يوقظنى بابتسامته المعهوده ومعه اكياس كثيره مليئه بالمأكولات السريعه والحلوى التى افضلها 
جبت الحاجات دى امتى 
رشيت العامل جابهالى 
نهضت متكاسله افتح عيناى بصعوبه غسلت وجهى وعدلت هندامى الذى لم استطيع تغييره منذ ايام واستعديت للانصراف
رايحه فين 
انت نسيت ولا ايه ياعمر رايحه الامتحان 
وهتروحى بهدومك بتاعت المستشفى دى
مش مشكله ياحبيبى انا همتحن واعدى اجيب هدوم من البيت قبل مااجى
انا اشتريتلك الطقم دا تروحى بيه
اخرج من خلف ظهره طقما جديدا زاهى اللون وكأنه فصل خصيصا من اجلى 
جبته امتى دا وازاى فكرت فى كل
الحاجات دى
معندي اهم منك افكر فيه 
امسكته بفرحه عارمه وكانه طاقم العيد الذى شړاه ابى من اجلى وركضت ارتديه والفرحه ترتسم على وجهى
ايه رأيك 
انتى اللى بتحلى اى حاجه يا ست البنات 
ربنا يخليك ليا ياعمر
ويخليكى ليا ياقلب عمر
انصرفت وعلى وجهى نظره تحدى واشراقه أمل تذوب لها العقبات انهيت اختبارى وركضت للمنزل اتحرق شوقا لرؤيه تميم مكثت معه حتى اقتربت الشمس على الغروب فتركته وقلبى يعتصره الألم وركضت لألحق بعمر دخلت الغرفه اطمئنه فلم أجده اتجهت ناحيه الطبيب بسرعه جنونه 
عمر فين 
هدئنى الطبيب وطلب منى ان اطمئن 
عمر بخير اطمنى
هوا فين 
كان بياخد الجلسه وتعب شويه 
ركضت باتجاه الغرفه التى يأخذ فيها جلساته فوجدته نائما مغمض العينين تتسارع دقات قلبه ويأخذ انفاسه بصعوبه وبجواره الممرضات والطبيب المناوب اتجهت نحوه بقلب يخفق خوفا ولهفه أعلم انه
يسمعنى ويشعر بوجودى اقتربت منه ومسحت بيدى على وجهه كما يفعل معى ليطمئننى
انا عارفه انك سامعانى وحاسس بوجودى وعارفه كمان انك اقوى من اى حاجه هتحاول تهدمك وتقف فى طريقك انت وعدتنى انك عمرك ما هتسيبنى وانك هتقوينى بيك اوعى ترجع فى وعدك ياعمر
جلست بجواره طوال الليل مرت الليله طويله ومؤلمھ ظللت اصلى طوال الليل وادعو الله ان يمر من تلك المحنه بسلام وان يعيده الى سالما والا يحرمنى تلك النعمه بعد ان ذوقت حلاوه وجودها لم يخيب الله أملى ولم يرد يادى خائبتين ولم تمضي الليله الا وعينين عمر تتفتح وتعود ابتسامته ترتسم على شفتيه من جديد وسمعت أسمى من شفتيه التى لا أسأم منها أبدا
راقب الطبيب جميع علاماته الحيويه وارتسمت الابتسامه على وجهه
كدا اقدر اقولكم ان الاستاذ عمر خف نهائيا وبعد يومين بالظبط هتكون كل الاثار الجانبيه اختفت ويقدر يرجع لحياته الطبيعيه بسهوله 
عمر بسعاده لم اراها من قبل كنت اشعر انه يضم قلبى بين جوانبه وكأن قلبى ينبت بداخله اخيرا سينتهى كل ذلك الألم وسيحل بدلا منه سعاده لن تنتهى ابدا 
بعد يومان كنا نعد حقائبنا ونستعد لمغادره ذلك المشفي الذي شهد دموعنا وألامنا وضحاتنا ووجعنا ونحن نطوى تلك الصفحه التى لا نريد استعادتها ابدا 
عدنا سويا لبيتنا وسط زغاريد الجميع والفرحه التى عمت المكان كنت اشعر ان ذلك يوم زفافى على عمر وانا ارى تلك السعاده على الوجوه فكات يتلقى التهانى والمباركات ويلقي السلام على الجميع ويده ممسكه بيدى لا تبرحها ابدا حتى انتهت تلك المراسم وذهبت لأخذ تميم ولكن اقسمت امى الا تعطيه لى اليوم لتجعلنا نهنئ ببعضنا
اتجهت بخطواتى الصغيره ناحيه باب شقتنا ولكن استوقفنى عمر
انتى عروسه ولازم عريسك يشيلك 
حملنى عمر بين يديه وسط ضحكات
الواقفين فلم يعد يخجل منهم ولم يعد يخبئ حبه بعد الأن 
شاطر يا عمر هو دة ولسه التقيل اوووووي 
الحلقه السابعه عشر
لم أنم ليلتى تلك من فرط السعاده التى كنت اشعر بها هل حقا ما تمنيته وعشت طيله حياتى أحلم به تحقق أخيرا هل هذا عمر الذى ينام بجوارى مغمض العينين هادئ الأنفاس يملأ فراشى الذى طال بقائى فيه وحيده بلا خوف ولا قلق وقت ان حملنى عمر بين ذراعيه وخطى بيمينه وسط ضحكات وتصفيق الجميع ورفض ان يقتحم خلوتنا احد من الواقفين 
أغلق الباب بقدمه وسار بى حتى انزلنى على طرف سريرى كان الخجل يتملكنى والسعاده تملأ قلبى أحمرت وجنتاى وارتعشت شفتاى كعذراء لم ترى الرجال من
قبل وكان هوا كملك متوج فوق عرش قلبى أجلسنى على فراشى ونزل بركبتيه على
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 29 صفحات