الإثنين 25 نوفمبر 2024

عن العشق والهوي

انت في الصفحة 21 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


تساعد سهيلة في تجهيز العشاء وبينما كانت تقطع الخضار شعرت بالأعياء فجأة لذا ركضت الى الحمام بسرعة وبدأت تتقيء في المرحاض الامر الذي جعل سهيلة تستغرب من امرها ولحقت بها ثم وقفت امام باب الحمام واخذت تطرقه قائلة مريم.. انتي كويسه يا بنتي !
سحبت مريم السيفون ونهضت ثم قالت بصوت مرتجف ايوا يا طنت بس معدتي ۏجعاني شوية .

سهيلة اكيد اكلتي حاجة مش كويسه... هروح اعملك كباية عصير برتقان جايز تخفي بعد ما تشرييها.
قالت ذلك ثم غادرت اما مريم فغسلت وجهها وبعدها نظرت إلى نفسها في المرآة ثم احنت رأسها قليلا ونظرت إلى بطنها ووضعت يدها عليه قائلة معقول انا... حامل !
يتبع... الفصل السابع 
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع 
دخل ادهم إلى غرفة امه في المستشفى بعد ان كان يجري مكالمة هاتفية في الشرفة ثم امسك سترته التي كان يضعها على الأريكة وارتداها قائلا انا عندي شغل مهم دلوقتي ولازم امشي... مش عايز اوصيك في ماما يا معاذ.
فنهض معاذ من جانب زوجته وقال متشغلش بالك اساسا هي هتخرج بكرا بأن الله.
اما السيدة كوثر فانتهت من تناول الحساء من يد ابنتها رغد وقالت في حاجة يا ادهم انت شكلك متعصب اوي.
فاقترب ادهم منها وقبل جبينها قائلا متشغليش بالك بالحاجات دي يا ست الكل...انتي بس خفي بسرعة علشان ترجعي وتنوري البيت زي زمان اصله وحش اوي من غيرك.
فابتسمت السيدة كوثر واردفت ربنا يخليك يا حبيبي.
ادهم خلي بالك منها يا رغد.
رغد حاضر .
ادهم ومش عايز اسمع انها زعلت من اي واحد فيكوا لان مش هيحصل طيب لو حد زعلها انتوا سامعين !
فقالت سلوى مخلاص يا ادهم... يعني حد يقدر يزعل القمر دا .
فضحكت السيدة كوثر قائلة يا حبيبتي يا سلوى... وانت يا ادهم بطل تهدد خواتك لان محدش هيزعلني.
ادهم انا مش بهددهم يا ماما وانما بنبه عليهم بس .
قال معاذ بسخرية لا مهو واضح انك بتنبه علينا... على العموم متقلقش.
فتنحنح ادهم واستطرد طيب انا همشي وجايز اتأخر في الرجعة النهاردة ...سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم غادر الغرفة فخرج من المشفى وتوجه نحو سيارته وهو يتحدث في الهاتف مع سكرتيرته سلمى قائلا عايزك تلغي كل اجتماعاتي بتاعة الاسبوع الجاي لاني مش هاجي الشركة في الفترة دي .
سلمى بس يا فندم ما
ينفعش نلغي كل الاجتماعات والا الشغل هيوقف وهنتحط في موقف محرج احنا في غنى عنه .
فتنهد ادهم وقال طيب ماشي متلغيهمش وانا هخلي كمال ينوب عني في الموضوع دا.
سلمى حاضر يا فندم.
ثم اغلق ادهم الهاتف وقال محدثا نفسه لو الامن في المطار مسمحوش لعاصم انه يجب معلومات عن مريم لان دي تعتبر انتهاك خصوصية يبقى انا اكيد هقدر اجيب المعلومات دي لانها مراتي حسب الشرع والقانون بيقول انها ما ينفعش تسافر من غير موافقتي وبكدا
اكيد هعرف هي راحت وصل سلطت الأضواء عليه كونه احد اشهر رجال الأعمال في البلاد واخذت العيون تتبعه بترقب وهو يمشي بشموخ كما لو كان اسدا عزيز النفس مرفوع الهامة بحلته السوداء الداكنة ونظارته الشمسية التي تخفي تحتها بحر من الحزن الممزوج بالحدة فتوجه نحو مكتب الاستقبال وقال للموظف بنبرة صوت واثقة انا كنت بعت واحد من الرجالة اللي بيشتغلوا عندي علشان يجيبلي شوية معلومات عن وحدة ست سافرت برا مصر من تلات اسابيع بس مع الاسف ماقدرش يعرف هي راحت فين... ممكن تقولي ليه ما اديتهوش المعلومات دي يا...
قال ذلك ثم نظر إلى بطاقة الاسم المثبتة على قميص الموظف واضاف يا تامر .
ازدرد المدعو تامر ريقه من شدة التوتر بسبب هذا الۏحش الذي اخافه حتى وهو يتحدث بهدوء فقال بتلعثم ا.. انا اسف يا فندم بس... النظام بيقول اننا مينفعش ندي اي حد معلومات عن المسافرين لان دا يعتبر انتهاك للخصوصية بس نقدر نعمل كدا في حالة وحدة بس لو كان الشخص اللي سافر برا البلد واحد من عيلة حضرتك فأكيد هقدر اساعدك.
في تلك اللحظة رسم ادهم شبح ابتسامة على زاوية شفتيه ثم رفع يده ببطء ونزع نظارته عن عيناه ونظر إلى تامر بنظرة اربكته ومن ثم قال يبقى كدا احنا هنقدر نتفاهم... انا عايز اعرف مراتي سافرت فين وعايزك تساعدني في الموضوع دا وانا هكرمك متقلقش.
رمش تامر عدة مرات محاولا استيعاب ما قاله ادهم لأنه يعرف كما تعرف البلد كلها ان ادهم عزام السيوفي لم يسبق له وان تزوج ابدا ولكن ها هو الان يطالب في معرفة اين ذهبت زوجته ...فنظر اليه بنظرات تملؤها التساؤلات وسأله بدهشة وتوتر هو حضرتك اتجوزت يا فندم !
وضع ادهم يده اليسرى 
فاخذ تامر يعدل ويقوم بتهديده من اجل اخفاء سر زواجه بها ...وما هي الا مدة وجيزة حتى نظر اليه وقال لاقيتها يا فندم.
فنظر ادهم اليه ثم اقترب منه وسأله بلهفة شديدة هي فين
تامر نيويورك .
وبعد ان سمع ادهم ذلك ابتسم ابتسامة مشرقة كما لو انه حصل على احد كنوز الأرض النادرة وقال بنبرة صوت يغلبها الحب والعشق نيويورك...هي في نيويورك دلوقتي ! 
فنظر تامر اليه بتعجب شديد واقسم في داخله ان هذا الذي امامه ليس ادهم عزام الملقب بجبل الجليد وانما عاشق ولهان يبحث عن معشوقته فقال تمام كدا يا فندم 
وفي تلك اللحظة انتبه ادهم الى انفعاله فسيطر على نفسه وعاد إلى جموده المعتاد ونظر الى تامر قائلا تمام .
قال ذلك ثم اخرج محفظته من جيبه واخرج منها رزمة نقود لم يكلف نفسه عناء النظر اليها حتى وبعدها امسك يد الشاب ووض النقود فيها ثم شد عليها قائلا بنفس لهجة الټهديد دي مكافأة صغيرة علشان ساعدتني بس خليك فاكر ...لو فتحت بؤك وقلت لأي شخص كلمة واحدة عن الموضوع دا فاعتبر انك مش هتشم هوى مصر تاني لاني هنفيك من هنا فاهمني 
ابتلع تامر ريقه وقال م... متشغلش بالك يا فندم اساسا انا مسمعتش من حضرتك اي حاجة.
فابتسم ادهم شبح ابتسامة وقال كويس... يلا سلام.
ثم اعاد وضع نظارته الشمسية وغادر تاركا خلفه تامر مړعوپا من تهديده الجدي ...وعندما خرج من المطار توجه نحو سيارته ثم وقف يحدق في الفراغ قائلا نيويورك...هي ليها حد عايش هناك ولا ايه ! 
قال ذلك ثم اخرج هاتفه من جيب سترته واتصل
على عاصم وعندما اجابه قال عاصم انا عرفت مريم راحت فين ... هي في نيويورك عايزك تجيبلي معلومات عنها ولو كان عندها قرايب عايشين هناك وعايز عنوانهم النهاردة انت سامع.
فقال عاصم حاضر يا فندم.
ثم اغلق ادهم هاتفه وصعد في سيارته الفاخرة وابتسم قائلا هلاقيكي يا مريم... هلاقيكي يا حبيبتي ومش هسيبك تبعدي عني مرة تانية ابدا .
اما عاصم فبدأ يبحث عن معلومات شاملة تخص مريم مراد عثمان والتي اصبحت شغله الشاغل في الفترة الأخيرة حيث ان ادهم اوكلة مهمة ايجادها مهما كلف الأمر .
في نيويورك..........
كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشر قبل منتصف الليل وكان جميع سكان منزل السيد عمر نيام الا هي حيث انها كانت مستلقية على ظهرها في الغرفة التي تتشاركها مع صديقة دربها الهام وكانت تفكر بعمق في موضوع اشغل بالها طوال فترة المساء بعد ان تقيئت
...فوضعت يدها على بطنها بلطف وقالت في نفسها معقول انا حامل... حامل بأبن ادهم السيوفي انا لازم اتأكد من الموضوع دا بسرعة والا مش هقدر استريح ابدا.
تسارع في الاحداث .......
حل الصباح فنهضت مريم من سريرها وهي تشعر بالخمول كالعادة وقد لاحظت ان وزنها ازداد قليلا في الآونة الاخيرة كما انها كانت ترغب بالنوم اكثر واصبحت تكره معظم الروائح وكانت تصاب بالأعياء كثيرا حيث انها كانت تتقيء كل صباح منذ ثلاثة أسابيع تقريبا وذلك ازعجها كثيرا لذا حسمت امرها وقررت ان تجري فحصا لتكتشف ان كانت حاملا بالفعل ام انها مجرد تخمينات و تكهنات ليس لها اساسا من الصحة أرتدت ثيابها وخرجت من الغرفة قبل ان تستيقظ الهام حيث انها استيقظت مبكرا لعدم قدرتها على النوم بسبب تفكيرها بهذا الموضوع... ومن ثم مشت على رؤوس أصابع قدميها لئلا يستيقظ سكان المنزل ويشعرون بخروجها في تلك الساعة المبكرة من الصباح وما هي الا ثواني حتى نزلت من الطابق العلوي وتوجهت نحو الباب الرئيسي ثم فتحته برفق وبعدها خرجت وهي ترتدي معطفها لكي يحميها من برودة الجو.
وعندما خرجت بسلام تنهدت بقوة وقالت لازم اروح المستشفى علشان اتأكد لو كنت حامل فعلا ولا لأ... بس هعمل ايه لو طلعت حامل معقول ادهم هيعرف بالموضوع دا ولو دا طلع حقيقي انا ازاي هقدر اربي البيبي لوحدي
وبعد تلك الحړب النفسية خرجت من فناء المنزل وتوجهت نحو الشارع ثم اوقفت سيارة أجرة وتحدثت مع السائق باللغة الإنجليزية وطلبت منه ان يوصلها إلى اقرب مستشفى وهي تدعو الله في سرها وتتمنى انها اخطأت في تخمينها ولكن ما زاد قلقها هو ان دورتها الشهرية قد تأخرت كثيرا بالإضافة إلى تصرفاتها التي تدل على انها حامل ولكن لا ضير من الدعاء لعل الله يسمع منها .
وبعد فترة قصيرة.....
وصلت إلى المستشفى فاخرجت بضع دولارات من حقيبتها واعطتها لسائق سيارة الأجرة ثم نزلت وتوجهت الى الداخل والى قسم النساء والولادة بالتحديد فسألتها موظفة الأستقبال كيف استيع ان اساعدك يا انسه 
مريم اريد اجارء فحص لأتأكد أن كنت حاملا ام لا.
الموظفة حسنا إملأي هذه الإستمارة من فضلك وانتظري هنا قليلا ريث ما يتم استدعائك لأجراء الفحص.
مريم حسنا شكرا لك.
ثم جلست وبدأت تملأ الإستمارة وبعد ان انتهت من فعل ذلك اخذت تنتظر ان يستدعيها الطبيب من اجل اجراء فحص الحمل وما هي الا عشرين دقيقة قد مضت حتى استدعتها الممرضة وقالت تفضلي ان الطبيب في انتظارك.
فاخذت مريم نفسا عميقا ثم دلفت الى داخل الغرفة وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع كما لو انها في مضمار سباق مع الحياة وما ان دخلت حتى تنفست الصعداء عندما وجدت ان الطبيب الذي سيقوم بفحصها ما هو الا امرأه شقراء ذات عيون زرقاء ابتسمت تلقائيا وحمدت الله في سرها لان الطبيب لم يكن رجلا حيث انها لم تسمح لاي رجل ان يلمسها طوال سنوات عمرها الواحدة والعشرين سوى ادهم الذي تزوجها بحكم الظروف وسخرية القدر وخلف في قلبها چرحا مريرا بسبب معاملتها القاسېة والعڼيفة معها عندما كانت بين احضانه تتأوه وتبكي بحړقة شديدة.
مسحت دمعتها التي خانتها ونزلت بعد ان تذكرت تلك الليلة الموحشة بالنسبة لها وتقدمت من مكتب الطبيبة ثم قالت مرحبا ايتها
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 46 صفحات