أبناء يعقوب
تحت إيدي ومش هرحمك بس افتكري كلامي.
غادر الغرفة وبعد ثوان سمعت صوت غلق باب الشقة تنفست الصعداء وألقت بالسکين على الفراش واستسلمت إلي أحزانها اڼفجرت في البكاء لعل الدموع تخرج ولو القليل مما تحمله في صدرها من عڈاب و ألم.
الفصل الرابع عشر
أوهمتك برحيلي فراقبتك من بعيد رأيتك بخير ولم تشتك الفقد فقررت الرحيل لتبقى بخير أكثر.
مازال الوضع كما كان عليه كلما يريد الاقتراب منها تصرخ في وجهه وتهدده بقټله وقتل نفسها وفي آخر محاولة قد لجأ إلى القوة والعڼف معها لأخذ حقه الشرعي عنوة استطاعت الإفلات من بين ذراعيه وركضت نحو النافذة المفتوحة تخبره بټهديد
أقسم بالله لو قربت مني لهرمي نفسي من الشباك وهيقولوا إنك اللي رمتني.
خلاص ېخرب بيتك أبو الجواز وسنينه كان يوم أسود لما أتجوزتك هسيب ليكي البيت عشان ترتاحي.
غادر المنزل وذهب إلى أحد النوادي الليلية التي يتردد عليها دائما فتقابل مع ابن خالته الذي يرتشف النبيذ من الكأس ويسأله
مالك يا ابن خالتي حزين ومهموم ليه كد دا أنت حتى عريس جديد.
بلا جواز بلا قرف تصدق من يوم ما أتجوزنا وأنا مش عارف أقرب منها كل ما أجي جمبها يا ترفع علي السکينة وتهددني يا إما تجري وعايزة ترمي نفسها من البلكونة.
وسوس إليه باقتراح شيطاني كالعادة
خدها بالقوة في الأول والأخر دي مراتك.
ارتشف من الكأس وأجاب
يا عم دي ممكن تخلص علي بعدها.
اعترف إنك جبان وخاېف منها.
رمقه بازدراء قائلا
ما تبطل هزارك السخيف دا يا عم الرذل مش ناقصك على المسا.
كنت بهزر معاك يا أبو نسب طيب إيه رأيك بقى في اللي يقولك على فكرة أجمد وأديك جربت أفكاري وأهي نجحت قدام عينيك.
أطلق زفرة وقال بنفاذ صبر
أخلص واشجيني.
فيه مثل بيقولك ما يكسرش الست إلا الست.
سأله بدون تمعن في الكلمات التي ذكرها إليه
أخونها قصدك ما هي عارفة من يوم ما أتجوزنا إني كل يوم بسهر هنا وبروح مع بنات ليل ولا فارق معاها بالعكس بحس إنها مرتاحة بكدا.
لكزه في كتفه وأجاب
فتح مخك بقى خېانة إيه اللي بتتكلم عنها دي على أساس إنها بټموت فيك! أنا قصدي إنك تجيب لها ضرة.
أتجوز عليها!
في اليوم التالي...
تجلس على الأريكة أمام التلفاز وتقشر الخضروات داخل إناء متسع ومستدير عاد زوجها من الخارج يحمل من الهموم أطنانا على كاهليه المنهكين من فرط ما يحمله منذ ۏفاة الحاج يعقوب.
توقفت هويدا عن ما تفعله وسألته
مالك المرة دي يا أبو محمود ليكون البت مريم اتطلقت من جوزها.
أطلق الأخر زفرة مطولة لعلها تخفف عما يحمله بداخله فأجاب
ياريته يطلقها ويسيبها في حالها أنا سمعته كان بيحكي في التليفون مع الحاجة راوية واللي فهمته شكله مش مرتاح مع مراته ومش عارف يتصرف معاها وحلف بيمين طلاق تلاتة ليتجوز عليها.
عقبت زوجته بتهكم
ېخرب بيته هو لحق يزهق منها وعايز يتجوز عليها كمان يا عيني عليكي يا مريم الظاهر بختك زي أمك الله يرحمها.
وهنا أراد أن يلقي عليها بالخبر الصاعق
تخيلي عايز يتجوز مين
ردت وهي تلوح بيدها بعدم اهتمام
هتلاقيها واحدة من الستات اللي ماشي معاهم.
أخبرها بهدوء يحسد عليه
ده عايز يتجوز أمنية.
انتبهت جميع حواسها لاسيما سمعها فسألته لتتأكد
أمنية مين بالظبط قصدك أمنية بنتك!
أومأ إليها بحزن
للأسف يا هويدا أيوة.
نهضت وأطلقت صوتها الجهوري الغاضب
وانت ازاي تسكت له يا عرفة! هو أنا بنتي بايرة عشان تتجوز واحد لسه ماكملش شهرين جواز وفوق دا كله تتجوز على ضرة وضرتها تبقى بنت عمتها إن كان اللي بيتكلم مچنون يبقى المستمع عاقل.
يا ولية اهدي فيه إيه انتي شوفتيني وافقت أنا نفسي عمري ما هوافق على حاجة زي كدا حتى لو فيها طردي من المحل المرة دي.
جلست واضعة كفيها على فخذيها وعيناها تنضح بنيران كالشرر تخبره بأمر
انت اتصل بيه دلوقتي وقوله البت مش موافقة ولا إحنا موافقين وعنده البنات قد كدا ولا هو خلاص عشان عرفة غلبان ومش هيقول لا.
تردد في فعل ما أمرته لكنه وجد لا فائدة من المماطلة فقال لها
حاضر هتصل بيه بالليل.
صاحت بحسم
لا دلوقت حالا
خرجت ابنته من غرفتها ووقفت أمامهما عاقدة ساعديها أمام صدرها تنظر بتحد وإصرار قائلة
أنا موافقة يا بابا.
اقترب رجل متوسط الطول يحمل دفترا ورقيا وحقيبة سوداء تقدم منه أحد العمال وسأله
خير يا أستاذ
أجاب الرجل بجدية
أنا معايا إنذار من الضرايب وعايز أقابل صاحب سلسلة محلات الجاسر اللي كانت اسمها يعقوب وأولاده.
ظهر على ملامح العامل التوتر فأخبر الرجل
طيب استني هشوفه موجود جوا ولا لأ
كان جاسر يجلس خلف المكتب ويراسل إحدى الفتيات.
فقاطعه العامل يخبره
إلحق يا جاسر بيه راجل بيسأل عليك وبيقول إنه عايز يقابلك وإنه من الضرايب.
أخرج من درج المكتب ورقة مالية وأعطاها للأخر و أمره قائلا
خد أديله الميتين جنية دي في جيبه وقوله يقولهم إنه ملاقنيش.
أجاب