الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه جديدة

انت في الصفحة 16 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

ولكن قبل أن تخرج دخلت سدرة لها تحمل كوبين من الشاي الساخن على طبق وبيدها الأخرى كيس به بعض الشطائر الجاهزة وقالت لها خدي مني كده
تناولت سدن الطبق الذي يحمل الكوبين بيدها ووضعته على المنضدة الصغيرة بغرفتها بينما أغلقت سدرة الباب وتبعتها قائلة أنا جبت معايا شوية سندوتشات نتغدى بهم بدل الحوجة لمرات أبوكي العقربة دي
ثم سحبت الكرسي وجلست بجوار سدن ونظرت لها بتأمل فلاحظت الحزن البادي على وجهها فسألتها مالك ياسدن.. زعلانة ليه
ردت بحزن عليها قائلة هتتجوز وتمشي زي غصون ياسدرة وهتسيبيني
ردت علي أختها تطمئنها ومين قال إني هسيبك بالعكس هنشوف بعض كل يوم وهتزوريني مين قال أننا هنبعد
نظرت لها سدن بدموع وقالت لا ياسدرة بكرة الحياة تاخدك وبيتك وجوزك يشغلوكي وتنسيني 
ردت عليا سدرة بجمود دي فرصتي الوحيدة ياسدن وأنتي بكرة تجيلك فرصتك
ردت عليها سدن بيأس ليه وانتي متخيلة ان ممكن حد يجي يتقدملي في يوم من الايام 
نظرت لها سدرة بعتاب وقالت وليه لاء أنتي زي القمر وكفاية قلبك الطيب.. بس يوم ما يحصل امسكي في الفرصة دي واخرجي من هنا لو هتدوسي على الكل 
أرادت سدن تغيير الموضوع وقالت لأختها ربنا يسعدك يا حبيبتيأنا بس زعلانة عشان هبقي لوحدي 
ناولتها سدرة شطيرة وقالت بس كلي كده الأكل هيبرد 
أخذتها منها سدن وقضمت جزءا منها وقالت أنا روحت النهاردة للمكان اللي سعد كان شغال فيه عشان أسأله على غصون يمكن يعرف مكانها لقيته مشي ورجع الأرياف عند أهله وساب الشغل 
ردت عليها سدرة وهي تمضغ الطعام وهو هيعرف منين مش كان قال لأبوكي أنه طلقها 
ردت عليها سدن طالما راح وطلقها يبقى عارف مكانها حتى قولت لأبوكي رن عليه أسأله رن واعطاه مغلق ومعرفش يوصله 
تناولت سدرة كوبا من الشاي وهي تقول هي مش صغيرة وعارفة بيتنا كانت جت زارتنا حتى وطمنتنا عليها ورجعت مكان ماهيا 
ردت عليها سدن الله أعلم بظروفها ياسدرة غصون قلبها طيب يا سدرة وزمانها نفسها تشوفنا هي كمان ومش هيمنعها عنا غير الشديد القوي 
قاطع حديثهما ناهد زوجة أبيهما التي فتحت الباب وطلت منه برأسها تقول بتذمر أنتوا تتحاكوا وأنا شغالة لوحدي.. ماتيجوا تساعدوني خلونا نخلص قبل ما الناس تيجي 
نظرت الأختان لبعضهما ثم بادرت سدرة في الرد قائلة ببعض السخرية معلش تاعبينك معانا يامرات أبويا ماتيجي تاكلي لقمة معانا.. أصل أنا بنتغدي بس وهنشبع ونحصلك
رفعت ناهد حاجبها لها بإستنكار ثم شدت الباب بقوة عليها وخرجت.
يوم عصيب مر عليه ولأول مرة منذ أشهر عديدة يظل حتى منتصف الليل في عمله بسبب عمليات طارئة مما اضطره لمحادثتها عبر الهاتف وإخبارها بذلك وبالفعل طمأنته أنها لن تترك الولدين حتى يعود.. وهاهو قد عاد ليدخل المنزل ويجده هادئا خاليا من مرح الأولاد في المكان واندفاعهم نحوه كلما دخل مما أعاد للمنزل بهجته بعدما فقده منذ شهور عدة.. كما عادت إليه الحياة مرة أخرى.
لا ينكر ان خوفه الآن تلاشي من وجودها فهي منذ أن جاءت للعمل في المنزل منذ أسبوع وهو لم يجد منها خطأ بل العكس فهي تهتم بالأولاد وتعاملهم بحنان وحب كما يخبراه بذلك دائما وتعد له أيضا الطعام كل يوم رغم رفضه لذلك في البداية ولكنها أخبرته أنها لم تعده له خصيصا وهذا من الطعام الذي تعده للولدين كما اهتمت بالمنزل ونظافته وتعطيره كل يوم قبل أن تغادر عندما يعود مما جعله يشعر براحة كبيرة كلما عاد والتزمت بما أخبرها به ولكنه يتعجب أنها دائما تفعل ذلك وتخشي مقابلته تحاول دائما ألا تظهر أمامه ولكنه ترك لها حرية ذلك منعا لإحراجها.
صعد بهدوء الدرج واتجه نحو غرفة الولدين وطرق الباب بخفة حتى لا يستيقظا ولكن لم يجد رد ففتح

الباب بهدوء ودلف داخل الغرفة ووقف مشدوها لما رأي.
الفصل_الثالث_عشر
صعد بهدوء الدرج واتجه نحو غرفة الولدين وطرق الباب بخفة حتى لا يستيقظا ولكن لم يجد رد ففتح الباب بهدوء ودلف داخل الغرفة ووقف مشدوها لما رأي..
مسح الغرفة بعينيه فوجد سريرا خاليا والسرير الآخر يجمع ثلاثتهم.. تنام غصون في المنتصف وتضم الولدين تحت جناحيها بحنان وتضع خدها فوق خد يزن الصغير وكأنها تبثه الطمأنينة والأمان.
وقف يتأمل المشهد بمشاعر متضاربة من التعجب والذهول والسعادة والإعجاب بتلك المرأة التي إستطاعت أن تعطي كل تلك المشاعر من حنان واهتمام وحب وطمأنينة في تلك الفترة الصغيرة ولا ينكر أن لو رأي ذلك المنظر غريبا لم يصدق سوي أن تلك المرأة أمهم دون شك.
ابتسم وهو يقول لنفسه أن ياسمين فازت حقا بما راهنت عليه متذكرا رده عليها عندما أخبرته أن تلك غصون هي الأجدر بالإهتمام ورعاية الولدين ولكنه أخبرها حينها أن فاقد الشىء لا يعطيه ولكنها أجابته بالنفي وأن العكس فاقد الشيء يعطيه بسخاء وأن غصون ستخرج عاطفة الأمومة المكنونة بين أضلعها في حب الولدين الآن آمن أن ياسمين كان لها وجهة نظر صائبة ولم تخطئ فحقا ينام الولدين الآن وعلى وجههما الراحة والأمان الذي تمنى كثيرا أن ينعما به.
أشعل الضوء الخاڤت ثم اقترب بهدوء منهم لكي يحمل يزيد يضعه على السرير المجاور نظرا لضيق المكان خائڤا من أن ينزلق الولد من يدها واقعا أرضا ولكنه دون أن يدري وقف يتأمل ملامحها الهادئة شبه مبتسمة وكأنها هي الأخرى وجدت مأمنها مع الولدين تنام ببراءة تشبه براءة الطفلين اللذان يجاورنها ولأول مرة يدقق في ملامحها الجميلة الهادئة شعرها الأسود الناعم الذي يراه لأول مرة بدون ياسمين منذ ثلاثة أشهر وهي تأن ۏجعا من فقدان لجنينها وحرمانها من الأمومة مدى الحياة وۏجعها من دنيا لفظتها مستنكرة وجودها دون اهل وعائلة يتذكر دموعها وهي تقف أمام ذلك اللعېن الذي كان زوجها تنعي فقدانا وحرمانا وۏجعا
فاق من ذلك على ذكرى تنهش قلبه ولم تفارق صحوته ومنامه ذكرى حرمانا وفقدا ولكنه بشكل آخر.. فقدا مع سبق الإصرار.
نظر الطفلين اللذان ينعمان بحضن إمرأة ليست بأمهما بينما أمهما اختارت الرحيل هاربة تاركة وراءها في قلبه وقلب ولديه ۏجع لاينضب يطاردهم مدى الحياة.
في تلك اللحظة فزعت غصون وبحثت جوارها ثم نادت يزيد
الټفت لها ياسر يسكتها بس.. بس انا اللي نقلته كان هيقع
جلست وتملكها الفزع أكثر عندما علمت بوجود ياسر في الغرفة ثم رفعت تلقائيا يدها تتحسس شعرها الذي أنزلق من عليه الحجاب ثم تتحسس الوسادة باحثة عن حجابها وهي تقول بتوتر أنا آسفة النوم غلبني وانا بنيم الولاد ثم وقعت يدها على الحجاب ووضعته على رأسها ونهضت واقفة على الأرض أمام عيون ياسر الذي ينظر لتوترها وقلقها وكأنها مسكت بالجرم المشهود ثم سارت من أمامه متجهة إلى باب الغرفة فلحقها قبل أن تخرج يسألها رايحة فين
أجابته دون أن تلتفت له همشي بقى طالما حضرتك جيت بالسلامة
رد عليها بتعجب تمشي تروحي فين الساعة واحدة بعد نص الليل
ابتلعت ريقها بتوتر وردت بإضطراب ظاهر في نبرة صوتها هرجع البيت ماهو مينفعش أبات هنا
تقدم أمامها ونظر لها بينما هي لم ترفع بصرها إليه وقال ممكن نطلع نتكلم بره عشان الأولاد ميصحوش 
هزت رأسها بالموافقة وبالفعل سبقها خارج الغرفة وتبعته هي فوقف قائلا متقلقيش ياغصون ممكن تكملي الليلة مع الولاد أم تنامي في الأوضة دي وأشار لغرفة مجاورة لغرفة الاولاد وخدي راحتك واقفلي على نفسك إنما خروج للشارع دلوقتي أظنه جنان في الوقت ده وكلها ساعات وهتيجي تاني يبقى ملوش لزوم
ازدادت ضربات قلبها من فرط التوتر الذي يتملكها في حضرته ولكنها حاولت تجميع ذلك الشتات الذي تلبسها وقالت ماهو أنا إجازة بكرة عشان ده يوم راحة حضرتك 
زفر بيأس من إصرارها وقال بحدة ادخلي ياغصون نامي وبكره ابقى امشي..ثم اتجه ناحية غرفته ودلفها وأغلق الباب خلفه وهو يعلم أنه بذلك يخيفها حاسما للأمر.
بينما هي كانت تقف مرتجفة من حدته وعندما انصرف من أمامها دخلت تلك الغرفة التي أشار إليها وأغلقت الباب خلفها تحاول تهدئة نفسها مما مرت به منذ قليل .
فردت جسدها على السرير الموجود في الغرفة وظلت عدة دقائق

تحاول النوم مرة أخرى ولكنها لم تستطع بسبب الأفكار التي تعصف برأسها مابين رهبة وشفقة على ذلك الرجل الذي يجمع مابين الحنان والقسۏة والشدة واللين ترى منه جموده وهيبته وقسوته ولكنها تراه الأب الحنون الذي تسقط هيبته مع ولديه وهو يمازحهما ويلاعبهما تراه يبتسم ويضحك معهما وكأنه في نفس عمرهما ولكنه سرعان مايعود لذلك الجمود والشرود عندما يبتعدان عنهشعرت بالشفقة عليه والتماس العذر له فقد فقد زوجته ونصفه الثاني التي من الواضح أنه كان يحبها پجنون ووضح ذلك من منعه لها أن تدخل غرفته وغرفة مكتبه الذي اضطرت مرة لدخولها عندما تسرب إليها يزن خفية ممازحا لها واضطرت لدخولها حتى تبحث عنه فوجئت عندما وجدت صورة كبيرة لفتاة جميلة تماثلها في العمر موضوعة على الحائط المقابل للمكتب أن تشعر بما يعانيه ويشعر به من فقدانها فقد ماټت المسكينة دون أن تنعم طويلا بذلك الحب الفياض الذي يحمله لها ولا بامومتها لذلك الصغيرين اللذان أصبحا يمثلان لها الحياة.
دخل غرفته بإرهاق وبدل ثيابه وألقى بجسده المتعب على فراشه يتنهد مخرجا ذلك العناء الذي عاناه اليوم مابين غرف الكشف والمرضى والعمليات ولكن هيئة غصون الخائڤة المرتجفة منه دائما تتسلط أما عينيه رغم قلة الحوار بينهما وعدد المرات التي اضطر لتوجيه حديث لها تعد على أصابع اليد ولكنه تعجب من ذلك الضعف الذي يتملكها دائما ولكنه ارجع ذلك لما عانته منذ صغرها كما حكت له ياسمين مما جعل بتلك الشخصية الخاضعة دائما ولكنه يمقت ذلك بشدة ويمقت أكثر ضعف النساء مما عاناه في حياته بسبب ذلك رفع بصره لتلك الصورة الكبيرة التي تقابل سريره ينظر لها كعادته كل يوم قبل أن يغفو فعلي الرغم من سخطه عليها منذ أن فعلت فعلتها ولكنه مؤخرا افتقدها بشدة.. ورغم انهماكه الشديد في عمله ومحاولة الهروب من تلك الذكرى المؤلمة ولكنه يشعر بالوحدة لذا وضع لها صورتين كبيرتين إحداهما في غرفته والأخرى في غرفة مكتبه حتى يشعر بوجودها جواره كانت الصورتين وهي في قمة حيويتها ونشاطهاأراد أن يرى دائما المظهر الذي كان يحبها عليه بإبتسامتها الجميلة وعينيها اللامعة وأعتاد منذ أن وضع تلك الصورة في غرفة نومه ان ينظر إليها حتى يأخذه النوم منها ولكنه اليوم ولأول مرة يريد أن يتحدث معها لا يعلم لما ولكن شىء بداخله يريد أن تشاركه لحظاته خوفا من أن تسرقه الحياة من حبه لها كما سرقها المۏت منه.
نهض من فراشه وجلس على السرير ينظر لها ويحدثها قائلا مش عارف ياصبا ألومك على بعدك اللي انتي اختارتيه بإيدك وډمرتي حياتنا به ولا أطمنك على ولادنا بعد ماشوفتهم النهاردة في حضڼ غصون بس أنتي اللي غلطتي اما اضطرتيني لكده اضطرتيني إن غريبة تربى عيالك وتسخي عليهم بحب كان المفروض ياخدوه منك أنتي ليه ياصبا بعدتي عنهم ليه بعدتي عني ووجعتيني ببعدك اللي كان بينا مكنش سبب كفيل إنك تعيشي عشانه أنا كنت مستعد اتحملك العمر كله على أمل إنك ترجعي تنوري بيتنا وحياتنا تاني بضحكتك إنما أنتي اخترتي الهروب من حياتك ومفكرتيش فينا ولا ف قلبي اللي حطمتيه باللي عملتيه قلبي اللي مكنش يستاهل منك كده بس أنا 
قاطع حديثه عدة طرقات خفيفة على الباب فسأل مين 
علم أنها غصون عندما أجابت أنا غصون
مسح وجهه بيده ثم فعل ذلك على شعره كاملا وكأنه يزيل ذلك الضعف الذي تملكه من ذلك الحديث الذي وجعه ينهش بداخله دائما ثم نهض وفتح الباب وجدها تقف بهيئتها التي تركها عليها منذ قليل تنظر أرضا وتفرك فستانها بيدها متوترة فسألها بهدوء أيوة ياغصون عايزة حاجة ولا لسه مصرة تمشي 
هزت رأسها بالنفي ثم قالت بتوتر كنت جاية أسأل حضرتك لو محتاج عشا او حاجة تشربها يعني.. يعني بعد تعبك طول اليوم في الشغل
نظر لها بإعجاب وإمتنان على ذلك الإهتمام الذي افتقده منذ زمن هو أيضا يريد من يهتم به ويقدر تعبه وعنائه بعدما فقد ذلك منذ أشهر طويلة حتى قبل ۏفاة صبا بسبب الحالة التي مرت بها مهملة خلفها زوجها وولديها ولكنه عندما تذكر ذلك خشي أن فقدانه ذلك يضعفه أمامها وهو ينظر إليها متمنيا تقبيل رأسها شكرا وتقديرا لما تبذله كي ترضى الجميع وتساعدهم تصلبت ملامحه عندما شعر أنه من الممكن أن يضعف ويفعل ذلك فقال لها بحدة هو أنا مش قولتلك قبل كده ملكيش دعوة بأوضتي
رفعت بصرها له پصدمة وتعجب ثم أجابت بخذلان أنا مدخلتش أوضة حضرتك.. أنا بس فكرت ان ممكن تحتاج حاجة

إنما
قاطعها بحدة أنتي هنا
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 46 صفحات