الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه جديدة

انت في الصفحة 41 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

طاولة السفرة ودخل المطبخ بهدوء يعد بعض الأشياء ثم وقف وبجواره ولديه يناديها غصون غصون
نظرت من أعلى لهم بإبتسامة ونزلت السلم برتابة تقول وهي تنظر للوالدين بحنان حمد الله على السلامة وحشتوني
لم يرد عليها الولدين ونظر كل منهما للآخر بإبتسامة فتعجبت ولكنها نزلت حتى أصبحت أمامهما وانحنت وعندما نهضت يزيد من يدها حتى اوصلها لطاولة السفرة فحمل ياسر يزن وتبعهما.
وقفت تتأمل الكعكة الكبيرة بإبتسامة وتنظر لما مكتوب عليها كل سنة وأنتي طيبة يا أمي فإمتلأت عينيها بالدموع ولكن ما فجأها صوت يزيد كل سنة وأنتي طيبة يا ماما
ثم تبعه يزن كل سنة وأنتي أحلى ماما
نظرت لياسر وهي غير مصدقة فابتسم لها ابتسامة تؤكد ماسمعته تسمعها لأول مرة في

حياتها بعد ما ظنت أنها لن تسمعها أبدا بل وتشعر بها بكل حواسها انحنت تحتضن يزيد بحب ولكن دموعها خانتها في هذه اللحظة ثم مالت تحمل يزن وهي تقول أنتوا اللي حاجة حصلت لي ف حياتي ربنا ما يحرمني منكم أبدا
في هذه اللحظة ياسر وهي تحمل يزن وهو يقول وأنتي أحسن ام ف الدنيا هما اللي محظوظين بكي.. ثم تركها وأخرج من جيب سترته علبة على هيئة قلب من القطيفة السوداء وفتحها وقدمها لها وقال هدية يزيد ويزن 
نظرت لما في العلبة وجدت قلادة من الذهب على شكل كلمة أحبك يا ماما ذهلت مما رأت ونظرت لياسر بحرج وقالت كده كتير عليا اوي 
رد عليها ياسر مفيش حاجة تغلى عليكي يا غصون دي حاجة بسيطة
ابتسمت لهم بسعادة لا تجزم أن اليوم هو أسعد أيام حياتها.
قال يزيد بحماس ياللا ياماما قطعي التورتة وأنت يابابا صورها 
ابتسم له ياسر ومد يده في جيب سترته يخرج هاتفه ويقول اطلعوا اقفوا جمبها عشان نوثق اللحظة دي 
وبالفعل صعد كل منهما على كرسي حتى أصبحا على جانبيها هي السکين تقطع الكعكة وهي تبتسم بينما هو بدأ في التقاط الصور المختلفة لها تارة مع الولدين وتارة لها بمفردها وهي سعيدة تلك السعادة التي لم يرها عليها من قبل.
مرت ساعتين في هدوء كانا فيها الولدان قد ناما وهو ذهب إلى غرفته وبداخله بعض الرضا هذه الليلة لإدخاله السعادة إلى قلبها نام على فراشه وتوسد ذراعيه وهو ينظر للصورة أمامه ظل يتمعنها لدقائق دون حديث ولكنه كان ينظر لها نظرة سخط على ما تسببت له فيه فقد جعلته متخبطا ذلك الرجل الرزين الحكيم أصبح لا يعي ماذا يفعل وما الذي عليه فعله هو الآخر أدرك خطأه الشنيع في حق نفسه لا ينكر أنه أحب صبا كما لم يحب رجل إمرأة من قبل تخللت كل كيانه عقله وقلبه وهي الأخرى بادلته كل تلك المشاعر بإخلاص وفناء ولكنها في النهاية كانت إنسانة ضعيفة تخلت عن كل ما لها في لحظة ضعف منها وتركتهم يعافرون مع أمواج الحياة حتى لا يغرقون في دوامتها ولم يدرك أنه هو من عاش في دوامة الماضي وأصبح أسيرا لها.
تنهد بحيرة ويأس ونهض يقف أمام نافذة شرفته التي تطل على حديقة المنزل هاربا من كل تلك الفوضى التي بداخله الآن فتحها ووقف يتأمل السماء في ظلمة الليل ثم أخفض بصره قليلا فلمحها تجلس على أحد الكراسي بين الأشجار في أحد جوانب الحديقة تنهد بتعب وهو ينظر لها وهي تجلس بين الأشجار كالفراشة جميلة ورقيقة قوية بمثابرتها وضعيفة وهشة كلما نظر إلى عينيها جريئة في تحمل المسئولية والصبر وخجولة كعذراء في مقتبل عمرها.
قفزت إلى ذهنه ذكرى تلك الليلة التي شاركها فيها الفراش وكان يشعر معها كأنه يلامس السحاب سعادة رجل حصل على أنثى يعشقها لم يشعر معها فقط بالإرتواء الجسدي بل كان قلبه عالقا مع تفاصيلها الهادئة يتذكرها وهي بين يديه أنثى مميزة طاغية الأنوثة تذوب بين يديه كحبات السكر في القهوة الساخنة أنثى تشعر لأول مرة بالمتعة مع رجل هو كرجل ناضج مع العديد من الشهادات لم يخفى عليه ذلك.
تلك الذكرى الآن لم تؤرقه كسابقا ولكن ما يؤرقه حقا كيف لإمرأة تزوجت سنوات كانت معه كالعذراء نفض تلك الأفكار من رأسه وأغلق النافذة وعاد إلى فراشه لعله يهنأ بساعات من النوم الهادئ ولكن النوم أبي زيارته فنهض وارتدي سترة على ملابس نومه الخفيفة ثم ساقته قدماه حيث تجلس.
في البداية لم تشعر بقدومه وجلوسه على منها فقد كانت شاردة وهو ظل يتأملها وهي في عالم آخر بالقلادة التي تزين رقبتها الجميلة ولكنها انتبهت لوجوده ففزعت وقالت أنت هنا من إمتى
رد عليها بثبات مبقاليش كتير
لم ترد واكتفت بإبتسامتها الهادئة التي تلازمها فسألها قاعدة لوحدك هنا ليه
ردت وهي تنظر له حبيت اقعد مع نفسي شوية
رد عليها أفهم من كده إني بطرد بالذوق
اندفعت معصمة وقالت لا والله ما قصدي أنا كنت برد عليك
ابتسم لها ومسح بيده الأخرى على كفها وقال طب اهدي انا بهزر معاكي
نظرت له وتعجبت فهو اليوم معها لطيف وأكثر ارتياحا من ليلة أمس عندما تذكرت ليلة أمس شعرت بالړعب عليه مرة أخرى تتفحصها وتسأله بحنان إيدك عاملة ايه دلوقتي 
نظر ليده التي ربطتها له بالأمس يتفحصها وقد نزع رباطها منذ الصباح.. ويقول بقت أحسن دي حاجة بسيطة
نظرت له بتوسل وقالت أرجوك متأذيش نفسك تاني
شرد أمامه قليلا وهو يتذكر حالته ليلة وبعض السلام الذي يعيشه اليوم فذلك السلام لأنه أسعدها ولو قليلا تيقن من ذلك أن سعادة تلك البريئة هو ما يدخل الإرتياح إلى صدره ثم قال خلاص يا غصون متقلقيش مش هأذي نفسي تاني ثم الټفت لها يسألها مقولتليش قاعدة ف البرد ده لوحدك ليه
ردت عليه وهي

ترفع يدها تتحسس القلادة التي تحيط بعنقها معرفتش أنام من فرحتي النهاردة ولقيت رجلي جيباني هنا
نظر لها برضا وسألها إنتي فعلا سعيدة 
نظرت أمامها وقالت وهي مازالت تتحسس القلادة بشرود أنا عمري ما كنت سعيدة زي النهاردة أول مرة ف حياتي يجيلي هدية من وأنا طفلة كان نفسي يبقى لي يوم ميلاد احتفل بيه زي بنات سني بس أما كبرت وعرفت الحقيقة كان أبويا يقولي وإحنا نعرف لك يوم ميلاد إحنا لقيناكي لا عارفين اتولدتي امتى ولا اترميتي امتى كنت ببتسم في وشهم رغم إن الكلام ده كان بينزل على قلبي زي الخناجر تقطع فيه بس مكنتش ببين حاجة كان بيبقى نفسي أعيط واشكي لنفسي مكنتش بقدر عشان اللي حواليا حتى بالليل وقت النوم كنت بخاف حد من إخواتي يحس بيا وانا بعيط ويقول لأمي ولا لأبويا كنت استنى اما أخواتي يروحوا المدارس وأبويا ينزل شغله وأمي تروح السوق واقعد اشكي حالي واقول لربنا ليه خلقتني كده من غير أهل عايشة وسطهم مکسورة النفس أما خلصت المدرسة أبويا قالي تشيلي البيت بقى كفاية ربيناكي وعلمناكي وقال إن إخواتي ينتبهوا لتعليمهم عشان يدخلوا كليات أنا رضيت وقولت كتر خيرهم كنت اقوم م النوم اشتغل لحد ماأنام واخدم الكل وأقول لنفسي مش مشكلة يا غصون اعتبري نفسك بتردي حاجة من اللي عملوها عشانك وكفاية انك لاقية حيطان تلمك م الشوارع ولقمة تنزل بطنك بدأت زي أي بنت ف سني تحلم بالرجل اللي يسعدها ويهنيها ويكون لها أهل بس كانت أمي الله يرحمها تقولي أي حد هيجي هجوزك له عشان تستري وانا عايشة بس محدش كان بيجي لأن المنطقة والحي كله عارفين إني ملقية ف الژبالة لحد ما خبط سعد علي بابنا ساعتها الكل اتحمس وأبويا ضحى وساعده عشان نعمل الفرح وحملي ينزاح عنه وأنا مقولتش لاء بأي حق أقول ماأنا مش لاقية بس كان عندي أمل ألاقي صدر حنين أرمي فيه حمولي واترمي فيه أعيط م الدنيا لما تضيق بيا وياريت ما تمنيت لأنه كان أقذر حاجة رميتها الدنيا عليا مفيش يوم غير بيعايرني إني لقيطة كان يجي يطلع قرفه عليا ويشتمني ويبهدلني ويضربني زي الحيوانات وأنا مقدرش أقول لاء أما كنت أجيب آخرى واشتكى لأمي تقولي عيشي يا غصون هتفضحي نفسك أنا ما صدقت إنك اتجوزتي وبقيتي على اسم راجل كنت ارجع مکسورة اكتر ماكنت راحلها لدرجة ان وصل بيا الحال معاه إني كنت أقوله اضربني بس بالراحة جسمي مبقاش يستحمل وصبرت واتمنيت من ربنا حتة عيل ولا عيلة اترمي م الدنيا يبقى عيلةيبقى حتة مني أحس بحنانه عليا من بعد قسۏة الزمن يبقى اللي اتمنيته طول عمري ومطولتوش بس طلبي اتأخر خمس سنين وكنت كل اما اقوله اروح لدكتور يشوف المشكلة فين نفسي أجيب حتة عيل يقوم فيا ويضربني ويقولي مش حمل هم عيال رغم انه كان كسيب بس كان يستخسر يعطيني الجنيه وعلى طول يدعي الفقر رغم والله عمري ما طلبت منه حاجة ليا وهو عمره ما فكر يجيب لي حاجةوأنا كبرت دماغى مكنتش عايزة منه حاجة بس يبطل پهدلة فيا وحمدت ربنا وحسيت أن ۏجع السنين اتمحي اما عرفت اني حامل وهيجيلي عيل الدنيا يبقى عيلتي ودنيتي بس برضه الدنيا استكترت ده كمان عليا وأنت عارف الباقي النهاردة بقى كان دنيا جديدة ليا بقيت أم زي مااتمنيت أم لأحلى ولدين في الدنيا رغم اني اعتبرتهم ولادي من يوم ما شوفتهم وقلبي اتعلق بيهم وسكنوه كأنهم نازلين من على قلبي بس كلمة ماما منهم النهاردة رجعتني لأيام كتير أتمنيت فيها اسمع الكلمة دي وأخيرا سمعتها وكمان هديتك ليا أحلى حاجة اتهادي بيها ف حياتي هتفكرني طول الوقت بعوض ربنا ليا بعد كل اللي شوفته ف حياتي 
كل كلمة حكتها كانت كسهام تتوالى لتستقر في قلبه كيف تحملت كل ذلك وعاشته كيف لها أن تكون بكل ذلك العطاء في حين أنها عاشت جميع أنواع الحرمان من أي ماء خلقت تلك النسمة الرقيقة في حين إن كانت أخرى غيرها لكانت كبرت وهي تحمل العدوانية للجميع مما عانته ولم يلومها حينها أحد ولكنها عكس ذلك محبة ومعطاءة وصبورة.
يشعر بإحتراق قلبه فماذا فعل هو الآخر بها لقد فتت قلبها وطعن أنوثتها بكل ډم بارد فرد عليها بأسي أنا آسف ياغصون لأن انا كمان جيت وزودت جرحتك
انتبهت لما قالته وتعجبت من نفسها فهي لأول مرة تخرج مافي قلبها وتعري حياتها الماضية أما أحد فمسحت الدموع التي سألت دون شعور وهي تسرد ما عاشته والتفتت له تقول بإبتسامة حزينة متتأسفش على حاجة أنت أكتر حد إعطاني ف الدنيا دي عطتني يزيد ويزن أولاد ليا عطتني اسمك بين الناس عطتني حماية وأمان محستهمش غير جمبك عطتني

مكانة لو كنت عشت عمري كله مكنتش احلم بربعها ثم قالت لنفسها بأسي بس للأسف معرفتش تديني قلبك
شرد في ملامحها الهادئة وقال غصون أنا موجود ومش هسمح بدمعة تنزل من عينك تاني 
عاد من الخارج مرهق ويريد أن يرتمي في مكان يفرد عضلات جسمه ويريحها فلقد كان اليوم شاق للغاية فهو يجهز للمطعم الجديد مع صديقه على وقد أجهد اليوم كثيرا ففتح باب شقته بهدوء يدخل وهو يتملكه الإرهاق ولكنه فوجئ بما يحدث في الشقة الأرض عاړية من السجاد ومعظم الأثاث مرفوع عن الأرض ووجدها تأتي من المطبخ حاملة جردل به مياه ولكنه ذهل مما ترتديه فهي ترتدي شورتا من الجينز لا يستر من رجلها شيئا وفوقه قميص أبيض شفاف يظهر جسدها بفتنة تثني أكمامه حتى نهاية وتسير تتخايل أمامه.
أطال النظر فيها وأحس بسخونة أصابت جسده والدم قد تمرد عن سكونه في عروقه فلاحظت هي ذلك تسأله بحدة واقف بتبصلي كده ليه.. ابعد خليني امسح حيلي اتهد
فاق على حدتها فحاول أن يظهر طبيعيا فابتلع ريقه وسألها إيه اللي أنتي عاملاه ف الشقة ده
ردت عليه بإنفعال بنضف الشقة روحت الشغل ورجعت قولت اما اعمل حملة نضافة
رد عليها بإستنكار وده من إمتى إن شاء الله دا أنتي بتعمليلنا نفطر بالواسطة 
وقفت تتفاخر بنفسها وتقول ما أنا بقيت إمرأة عاملة فبحاول مقصرش ف حق بيتي 
جاء بصره على فتحة القميص من عند صدرها فشعر بحرارة تسري في جسده فقال في نفسه إيه يا آسر إجمد كده أنت مش عارف البت دي ناويالك على إيه 
شعرت بإنتصار فلقد أوشكت على إضعافه وقالت بحدة حتى لا يكشفها أنت بتبص على إيه ياجدع أنت عيب كده أنا مراتك مش شاقطني
انتبه لها وخشي أن تكون لاحظت ضعفه فقال بإستفسار إوعي يكون اللي ف بالي ويكون القميص ده بتاعي 
ابتسمت ببرود وقالت أيوة هوه
ظهرت على وجهه معالم الڠضب وقال يا نهارك أسود
جرت من أمامه وهو خلفها حتى دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها فطرق الباب وقال افتحي يا سدرة والله ما هسكت دا
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 46 صفحات