هانز الراعى الطيب
الذهبية والحلي والأحجار الكريمة !!!
ذهل هانز فرفع رأسه تجاه الغرابين وصاح
شكرا لكما أيها الطائران .. في النهاية لم أكن أحمقا كما تصورتما ..
تعجب الغرابان غاية العجب من مخاطبة هانز لهما وقدرته على فهمهما .. فطارا مبتعدين وهما ينعقان ..
سر هانز بالكنز .. لكن سروره الأعظم كان تأكده من حقيقة كونه قادر على فهم لغة الحيوانات ..
فطارت ماريشكا به من الفرحة ولم تسعها الأرض من فرط السعادة ..
وخلال أيام كان هانز قد اشترى مزرعة صغيرة وامتلك قطيعه الخاص من المواشي والدواجن مع بعض
الخيول وعاش مرفها رفقة زوجته التي أغدقت على نفسها بالحلي والملابس الفاخرة ..
وكان الآخرون يحاولون معرفة سبب هيجانه دون جدوى ..
فاقترب هانز منهم وقال
هناك شوكة في حافر ساقه الأمامية اليسرى ..
نظر السائس الى الحافر المشار إليه ثم قال
هذا الحافر لا يشكو من أي شوكة ... ثم من أنت حتى تطلق تخميناتك جزافا
الشوكة التي أخبرتك عنها موجودة تحت الحدوة ..
ضحك السائس وقال
وكيف يمكن للشوكة أن
تخترق الحدوة وهي من الحديد الأصم
هانز
لقد أصيب الحصان بها قبل أن تقوم أنت بتركيب الحدوة له ..
ڠضب السائس وصاح
هل تتهمني الآن باللامبالاة والاهمال في عملي ..
أرجوك يا سيدي السائس .. إفعل كما أقول وارحم هذا الحصان المسكين ..
ففعل السائس ذلك على مضض فبانت الشوكة المؤذية وظهر للجميع صدق هانز فقال مالك الحصان
حسابي معك فيما بعد أيها السائس العديم الجدوى ...
ثم الټفت الى هانز وقال
أما أنت يا سيدي فقد أبهرتنا جميعا .. كيف علمت بمكان الخلل بالتحديد هل أخبرك الحصان بذلك مثلا !!!
ولكنه لا يريد ان يصرح بذلك لأنه يتذكر جيدا تصريح الثعبان حول أهمية عدم إفشائه السر وإلا سقط مېتا من فوره ..
واكتفى هانز بالإجابة
أنا فقط رجل أنعم الله عليه ببصيرة نافذة .
ثم مضى لحال سبيله ...
مر هانز بجانب جاره السيد يوري فشاهده يحاول إدخال نعاجه الى الحظيرة فلا يفلح ..
ففهم هانز ما تقول .. حيث كانت النعاج تحذر الأخريات من دخول الحظيرة بقولها بصورة متكررة
حنش في القش ... حنش في القش ...
فعرض هانز على يوري المساعدة فقبلها ..
فكان أن حمل المذراة وهي أداة تشبه الشوكة الكبيرة تستعمل لرفع القش ودخل الحضيرة وفرق بها القش والجار يوري ينظر إليه باستغراب ..