السبت 30 نوفمبر 2024

قۏاد

انت في الصفحة 36 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

 

فجائية نزعت الورقة من يد أمها ونظرت الى المكتوب فيها 
أضطربت بشدة في وقفتها وهي ترى تقلص ملامح أبنتها 
صړخت بانفعال رفع عليا دعوة لحضانة البنات ده على چثتي فاهمة على چثتي 
أبتسام برجاء أهدي يارشا أنا هكلم المحامي بتاعي يباشر الدعوة ومش هيقدر ياخد منك البنات 
هتفت بانفعال خلاص باعني ياماما خلاص مبقاش يحبني وعايز ياخد مني البنات الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني أرجع ليه مستحيل ياخد مني البنات 

أبتسام بلهجة متوسلة طبعا ياحبيتي مش هيقدر ياخدهم منك 
في غرفة صفية جلست سعدة بجوار الفراش 
سألت صفية وحصل أيه بعد مازعق ليكي ياسعدة
أبتسمت سعدة بخبث ولا بعدين ياستي دخل الاوضة وقفل الباب ولحد دلوقتي هما الاتنين جوا 
قالت صفية پغضب شوفتي ياسعدة زاهر اللي الكبير قبل الصغير بېخاف منه تيجي واحدة زي دي أول ماتنادي عليه يجري عليها ملهوف ونسى أمه وأنها تعبانة 
متزعليش نفسك مش هتلحق تتهنى بيه كتير أنا عملت كل اللي قال عليه الشيخ فرحات بالحرف الواحد لما يتحقق المراد متنسنيش في الحلاوة
بس يحصل وكل اللي انتي عايزه يسعدة هعمله ليكي هو الشيخ مبروك قالك المفعول هيبتدي بعد أيه
هزت سعدة رأسها نافية مقلش أمتى بالظبط بس اللي أعرفه أن كل واحد راح ليه وطلب منه حاجة اتنفذت 
تمتمت صفية بدعاء ثم قالت أنا بعمل كده عشان مصلحته عشان متأكده أنها هتتعبه 
في غرفة زاهر
شعر بالسعادة تغمر قلبه فنظر لها بحب غير مصدق أنها أصحبت ملكهونظر لعينيها وقال بحبك ونفسي لو قدر لينا وجبنا أطفال يبقو شبهك
ضحكت بيسان بدلع وأنا بقا عايزهم شبك أنت 
زاهر بابتسامة سايبني ورايحة فين
قالت وهي ذاهبة باتجاه الخزينة هطلع هدوم ألبسها 
غمز لها بمكر ماتخليكي كده أحلى 
ردت عليه بخجل عفوي باين عليك
نسيت الوالدة وأنها تعبانة
خبط بكف يديه على جبهته وهتف أوبااا الوالدة مش هتعديها ليلتك ملونة يازاهر ثم نهض مسرعا من فوق الفراش باتجاه الحمام 
أبتسمت بيسان بخفة وهي ترى أندفاعه باتجاه الحمام ثم قامت بفتح الخزينة ومدت يديها لالتقاط ثوب لها عندما أمسكته لفت أنتباهها شيء موجود في قاع الخزينة تمعنت النظر فوجدت كومه من ريشات سوداء اللون فقامت بأمساك ريشة منهم عقدت حاجبيها بتفكير أيه اللي جاب الريش دي هنا أكيد الفار اللي بيقولو عليه سنجاب ثم القتها مكانها پعنف هبقا أخلي سعدة تنضف الدولاب وأغلقت الدولاب شعرت بيسان فجأة بقبضة داخل قلبها دموعها نزلت من عينيها دون أن تدري 
أندهش زاهر لما رأها واقفة في نفس المكان معطية له ظهرها لمس كتفها برقة بيسان 
أنتفضت من شرودها مذعورة صړخت بحدة التفتت له وقالت بړعب خضتني يازاهر
سألها بلهجة يشوبها القلق مالك يابيسان وكنتي بټعيطي ليه 
ردت بدهشة بعيط! بتلقائية لمست وجهها فوجدته رطب فعلا بالدموع فقالت بهمس غير مصدقة أنها كانت تبكي ده أنا كنت بعيط بجد
سأل بحيرة هو أنتي مكنتيش تعرفي أنك بټعيطي 
ردت عليه وهي تشعر بالأضطراب محستش خالص يازاهر أني كنت بعيط 
قال بقلق أحنا كنا كويسين مع بعض وكنتي بتضحكي قبل مادخل الحمام أيه اللي غيرك مرة واحدة حصلت حاجة زعلتك
هزت رأسها نافية مفيش حاجة زعلتني أنا معرفش أصلا كنت بعيط ليه مرة واحدة حسيت أني مخڼوقة همست بضيق حسيت
أن نفسي بيتكتم 
وده من أيه يابيسان 
معرفش يازاهر بجد معرفش خليك جنبي علطول 
أحتضنها برقة وهمس برقة مش هسيبك وهفضل علطول معاكي 
أرتسمت علامات الدهشة
على وجه طبيبه وهو يرى أكنان ثائرا من أجل هذه الفتاة 
تحدث بلهجة منفعلة صارخا في وجهه مالها ياأصهب 
رد عليه بهدوء ثواني ياأكنان أخلص كشف الاول وهقولك عندها أيه 
تحدث بحدة خلص بسرعة 
رد بثبات حاضر وعندما أنتهى قال معندهاش حاجة الضغط طبيعي كل الوظائف الحيوية عندها طبيعة 
سأل بانفعال أومال عندها أيه
أجابه أصهب قائلا مجرد أغماء مفيش حاجة مستاهلة أنا هفوقها دلوقتي ربت بخفة على خدها ثم مرر أبهامه على أذنها 
فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بالدوار رفعت يديها وضغطت على رأسها لتسكين هذا الصداع تمتمت بخفوت وهي مازالت غير واعية أنا فين
سأل أكنان بقلق مالها ياأصهب 
قال أصهب بهدوء لسه مش واعية وبتفوق
نهضت من الفراش بسرعة غير مبالية بدوارها وأتجهت ناحية الباب مهرولة تريد الهروب من هذا الکابوس وما أن أمسكت مقبض الباب حتى عجزت قدمها عن حملها لكن وجدت ذراعين تقوم بأسنادها 
قال بلهجة خائڤة زهرة
ظل ثابت في مكانه يتلقى صفعاتها توقفت فجأة وأخذت تلهث پعنف دفعته بقوة للوراء وصړخت فيه أنا همشي من هنا ومش عايز أشوف وشك تاني في حياتي وخرجت من الغرفة مسرعة 
أصاب أصهب الذهول فما حدث أمامه شيء مستحيل ولا حتى في أحلامه كان يتوقع أن يأتي اليوم ويرى فيه أكنان يتم صفعه من فتاة هزيلة لا تصل حتى الى مستوى كتفه عندما رأه مازال واقف قرر الخروج هو الأخر وقبل أن تخطو قدمه الى خارج الغرفة 
تحدث أكنان بهدوء ظاهري أستنى يأصهب عايز أسألك في حاجة 
أصهب بتوتر أسألني وأنا هجاوب 
قال أكنان بثبات هو ممكن الواحد ينسى وقت معين في حياته وميفتكرهوش بعد كده 
سأل أصهب باستفسار فقدان الذاكرة علم كبير وأنواع وليه أسباب كتير وضح كلامك أكتر 
ممكن الواحد لو أتعرض لخبطة في الراس وفي نفس الوقت يمر بتجربة صعبة ممكن الوقت ده ينساه تماما بالاشخاص اللي قابلهم فيه 
وضع أصهب سبابته على جبهته ونقر عدة مرات ممكن يحصل أنا قريت عن حالة فقدت ثمانية وأربعون ساعة من حياتها ومعرفتش هي عملت فيهم أيه ممكن الانسان يقفد جزء معين من ذكرياته لأكتر من سبب ممكن يكون صدمة نفسية اتعرض ليها فالمخ يمحي الوقت ده تماما ممكن نتيجة حاډثة من الاخر فقدان الذاكرة ليه أسباب كتير ممكن كلي أو جزئي 
قاطعه أكنان قائلا والشخص ده ممكن ذكرياته ترجع ليه
رد أصهب بهدوء ممكن أه وممكن لأ وده راجع للشخص ونوع الفقدان الذاكرة اللي عنده 
وعندما سمع ماأراد معرفته رمق أصهب بنظرة محذرة اللي حصل قصادك ميطلعش لجنس مخلوق
رد أصهب بهدوء أنت عارفني كويس مفيش حاجة اتقالت هنا هتطلع برا 
قال أكنان عارف بس حبيت أكد الكلام 
بمجرد أنصراف أصهب أنهار أكنان أرتكن على الارض بجوار الحائط وألقى وجهه بين كفيه وأنخرط في بكاء حاد عادت بيه الذكريات الى سنوات مضت وراح يتذكر 
في عيد مولده الواحد والعشرين ومن المفروض في هذا اليوم الأحتفال بتخرجه وميلاده وتكون الفرحة فرحتين كانت هدية والده له هي الزواج من فتاة في نفس عمره هي نفسها الفتاة التي أخبره بنيته خطبتها له من أهلها عقب تخرجه 
نجم بابتسامةهادئة مترقبة رد فعله عندما يعلم بزواجه مش تباركلي ياكينو 
نظر لهم بحيرة مندهش من تأبط ديمه لذراع والده والابتسامة تزيين شفتيها المكتنزتين أبارك على أيه بالظبط 
رد نجم بهدوء على جوازي من ديمة
ديمة بلهجة يشوبها القلق مش
هتقولي مبروك ياديمة 
ساد شيء من الصمت فجأة كأن عقارب الساعة قد توقفت عن الدوران 
أنتفض أكنان في وقفته ثائرا وقال پغضب شديد ليه طب أنت وعارف طبعك كويس ديما بتجري ورا رغباتك أنتي ياديمة ليه عملتي كده
خرجت الكلمات من فم ديمة مثل النيران ټحرق وتشعل بكل قسۏة يمكن أكون أنانية في تصرفي لكن مش عيب أدور على مصلحتي ليه أتجوز الأبن وأنا ممكن أتجوز الأب اللي في أيده كل حاجة 
تحولت كلماتها الى سهام دخلت في قلبه لتخنق دقاته وتصيب مشاعره في مقټل 
أمتص غضبه بصعوبة وقال بهدوء ظاهري مبروك ليكم 
نظر كلاهما له پصدمة غير مصدقين مباركته لهم بالزواج 
وقبل خروجه من الغرفة وسط نظراتهم المندهشة أستدار قائلا هو أنت مقولتلهاش يانجم بيه أني شريك بأكتر من النص في كل الأملاك دي كلها ده غير نصيب بيسان يعني بنصيبي أنا وبيسان نقدر نخلعك خالص من أدارة المجموعة اللي بتتابهي بأنك مديرها عندما أنتهى من كلامه قهقه بصوت عالي حسبتيها غلط عشان الأبن هو الأصل والأب مجرد صورة وقبل خروجه رمقهم بنظرة كره شديدة 
مرت أيام وشهور وسنوات بعد هذه الحاډثة التي
تسببت في چرح غائر وشرخ دائم في علاقته مع والده وتحول أكنان من شخصية هادئة رصينة الى شخصية قاسېة عابثة مستهترة سهر وعلاقات نسائية لا حصر لها وأنفصل نجم عن ديمة لتسافر بعد الطلاق مباشرة الى الخارج وتتزوج كهلا لمجرد أنه غني حاول نجم أصلاح علاقته معه لكن الشروخ أصبحت بينهم راسخة وبات من الصعب أصلاحها 
الى
أن أتى اليوم الذي غير حياته 
تحدث أكنان باستهتار هو ده بقا المكان الحلو اللي مفيش زيه
رد أمير كفاية الكوكتيل اللي بيتقدم فيه حاجة تظبط الدماغ 
أكنان بلامبلاة هنشوف ثم أشار بيديه الى النادلة كي تحضر مشروبا له 
أنصرفت غاضبة وأخذت تتأفف بضيق فالزبون طار من يديها 
أخفى أمير أبتسامته وقال ليه بس دي البت موزة بتقولك أنا أهو 
عبس أكنان في جهه بقرف ذوقك بقا مقرف 
أمير بابتسامة ماكرة أنا معايا سجارتين مخصوص وغمز له بأحد حاجبيه يعني ملغمين 
قال أكنان بهدوء أنت عارف أني مليش في المخصوص
جرب أنت مش هتخسر حاجة 
تناولها بتردد وفي الاخر حسم قراره فقام بأشعالها وأخذ منها عدة أنفاس متتالية وبعد مرور فترة من الوقت 
قال أكنان أنا ماشي 
أمير بابتسامة خفيفة ماهو لسه بدري دي السهرة لسه في أولها 
أكنان بلهجة ثقيلة ماهو لزم أصحى بدري عشان الصفقة الجديدة
سلااام يابص مادام في صحيان بدري أنا ناوي أبات هنا في الفندق 
سلاااام ثم تحرك ناحية باب الخروج 
تحرك بسيارته ظهرت أمامه من العدم أوقف سيارته فجأة محاولا تجنب الأصطدام بيه فلم يستطيع تفادي الأصطدام بها سقطت أمام السيارة تأفف بضيق فهي ليست المرة الاولى تقوم فتاة بالقاء نفسها أمام سيارته في سبيل التعرف اليه 
نزل من السيارة فوجد الفتاة قد نهضت من على الارض تمسك رأسها بكلتا يديهاوقد أرتسمت على ملامحها الألم الشديد 
غمز لها ثم قال عايزه توصيلة
أومأت رأسها بخنوع وسارت خلفه مشوشة الرؤية وهي تصدر أنينا مكتوم وهي تتلوى سارت خلفه ببطء وركبت بجواره ودون أن تدري ذهبت في طريق لا عودة فيه
الحلقة الثامنة
لاتتهم الدنيا بأنها ظلمتك 
أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام
أنت الذي ظلمت نفسك
أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك باهمالك و باستهتارك وبطيشك ورعونتك
تحرك بسيارته ظهرت أمامه من العدم أوقف سيارته فجأة محاولا تجنب الأصطدام بيه فلم يستطيع تفادي الأصطدام بها سقطت أمام السيارة تأفف بضيق فهي ليست المرة الاولى تقوم فتاة بالقاء نفسها أمام سيارته في سبيل التعرف اليه 
نزل من السيارة فوجد الفتاة قد نهضت من على الارض تمسك رأسها بكلتا يديهاوقد أرتسمت على ملامحها الألم الشديد 
غمز لها ثم قال عايزه توصيلة
أومأت رأسها بخنوع وسارت خلفه مشوشة الرؤية وهي تصدر أنينا مكتوم وهي تتلوى سارت خلفه ببطء وركبت بجواره ودون أن تدري ذهبت في طريق
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 57 صفحات