نسيت زوجي
الطلاق
خرجت من المشفى ومعها إحسان بجوارها كانت تود أن تعبر الطريق إبتسم
نظرت إليه ولا تعرف لما تشعر بالإطمئنان بجواره رغم ما حدث منه تركت يدها بين يديه ولم يتكلم بل ظل مستمتع بتلك اللحظه ولا يود إفسادها
رن هاتفها فوجدت أختها نورين والتى كانت تبكى بشده وتقول إلحقينى يا أسمهان إلحقى بابا
ياترى والد أسمهان حصله إيه
بحبكم فى الله سلوى عليبه
الفصل الثانى والعشرون
ونسيت أنى زوجة سلوى عليبه
عندما يغزو الألم من نحب عندها نريد أن ننتزعه من داخلهم حتى لو أصابنا نحن ونظل ندعو الله ألا يرينا فيهم سوءا أبدا فالقلب يأن من ألم المحبين
كانت أسمهان لاتتحرك حتى دموعها لاتنزل فقط متحجرة داخل مقلتيها حتى أن إحسان ظل ينظر إليها من مرآة السيارة ظل ينظر إليها بقلق فهى منذ مكالمة نورين وهى هكذا جامدة
جلس بجانب أسمهان ووضع يديه على كتفيها وضمھا إلى صدره وقال بصوت حنون
عيطى يا أسمهان أصرخى إعملى أى حاجة بس بلاش السكوت ده
أنا السبب أنا السبب هو تعب بسببى أنا مستهلش أب زيه
ليه بيحصل معايا كده ليييه لييييييييييه
صړخت مرة واحدة عند آخر كلمة
تركها إحسان تخرج مابها من ڠضب وحزن وألم تركها تصرخ وتصرخ علها تهدأ بعد ذلك
شدد على ضمھا إليه حتى شعرت بالأمان بين يديه وبدأ صوتها فى التراخى حتى صمتت ولكنها ظلت تبكى بشدة
صدقينى هيبقى كويس وهترجعوا مع بعض أحسن من الأول لأن اللى يعرفك يا أسمهان عمره مايقدر يبعد عنك
رفعت رأسها عن صدره ونظرت لعيناه الباكيه وقالت بصوت مبحوح من أثر البكاء
بس إنت بعدت
نظرت إلى الأمام بتيه وقالت
كان عبد الرحمن يقود السيارة وينظر إليهم وهو يدعو الله أن يصلح حالهم فهو فى النهاية لايريدهم أن يفترقوا أبدا
أما نورين فكانت تنظر إليهم وهى مشفقة على حال أختها وإحساسها بالذنب على مرض والدها
ظلت تدعو من بين دموعها هى الأخرى أن يشفى والدها وألا يصيبه مكروه من أجلهم عامة ومن أجل أسمهان خاصة
وقعت أسمهان على الأرض وهى تبكى أما نورين فذهبت لوالدتها وأخيها والذين يجلسون على مقاعد فى الممر وهم ينتظرون أن يطمأنهم أى شخص
كان هناك من ينظر إلى نورين ويتمنى أن يأخذها بين ذراعيه ويطمئنها بنفسه ولكنه الآن ليس لديه الا الدعاء
ذهب عبد الرحمن إلى أسمعان وقال لها بصوت مرتفع حازم
قومى يا أسمهان طول عمرك قوية وبتعدى أى موقف يحصلك دلوقت مش وقت العياط دلوقت وقت إنك تقفى جمب عيلتك وتؤازريهم وتقفى فى ضهرهم
إنتى الكبيرة يعنى الكل بيعتمد عليكى يلا قومى إقفى مش عايز أشوفك بالضعف ده يلااااااا
نظر إليه إحسان بعتاب وقال
لو سمحت يابابا متزعقش لها كده هى مش مستحمله واللى فيها مكفيها
وضع إحسان يديه على كتفيها كنوع من الدعم لها وذهب بها إلى حيث يجلس باقى العائله ذهبت بإتجاه والدتها والتى نظرت إليها بعتاب شديد مزق دواخل أسمهان
ذهبت إليها وهى تبكى وتقول
إيه ياماما مش هتسلمى عليا ولا خلاص طلعتونى بره حساباتكم
نظرت إليها ناديه وقالتى
إنتى اللى طلعتينا برة حساباتك من زمان قوى يا أسمهان
بكت أسمهان بإنهيار وهى تقول
حرام عليكم ليه كلكم بتلمونى ليه كلكم مفكرنى بعتكم مع إنى عملت ده خوفا عليكم من إنكم تزعلوا عليا وعلى اللى حصلى
قوليلى ياماما كنتى هتستحملى بنتك وهى جيالك مطلقه بعد شهر هاه ردى عليا
ثم نظرت إلى إيمان
والتى كانت تقف هى ورزق مع الطبيب المعالج وعندما لمحت أسمهان فذهبت إليها وهى لا تعرف ماذا يحدث
قالت لها أسمهان هتقدرى يا إيمان تبصى فى وش الناس وانتى طالعه وانتى داخله ولا اللى يسألك هى أختك إتطلقت ليه بعد كام أسبوع كنتى هتردى تقولى إيه !!
أيوه خفت عليكم ومنكرش إنى كمان خفت من بابا إنه لما أرجع يرجع هو يقفل عليا بزيادة كل اللى عملته إنى دفنت ألمى جوايا وقررت أحقق ذاتى غلطت أنا فى إيه قولولى حرام عليكم بلاش كده بلاش تموتينى بنظرتك ليا دى ياماما
وقعت أسمهان فى الأرض وهى تبكى ومن حولها ينظرون إليها وهم لايعرفون أنها قد مرت بكل تلك الآلام بمفردها
ذهبت إليها والدتها وأخذتها بين أحضانها وهى تقول
حقك عليا حقك عليا أنا المفروض كنت أحس بيكى كنت بشوف الحزن فى عنيكى بس كنت بكدب نفسى متزعليش منى عشان خاطرى إحنا كلنا غلطنا فى حقك يا أسمهان
نزلت إليهم إيمان هى الأخرى وهى تبكى بشدة وتقول
ياااااه يا أسمهان كل الۏجع ده جواكى وإحنا مش حاسين وأنا اللى كنت بحكيلك على رزق ومشاكلى معاه وأتاريكى مليانه وأنا مش حاسه
سامحينى ياحبيبتى سامحينى مد إليهم نور يده وقال بإبتسامة حزينة
يلا قوموا مش وقته الكلام ده إحنا كلنا لازم نقف مع بعض وقفوا جميعا وظلت أسمهان بأحضان والدتها فأخذها نور وضمھا إليه بشدة وقال
على فكرة يا أسمهان أنا راجل مش عيل يعنى لو كنتى حكتيلى كل اللى حصلك كنت هقف معاكى ومش هسيبك أبدا وواحنا كلنا عارفين جمال روحك وقلبك قبل جمال شكلك
أنا أسف طبعا على اللى حصل بس أنا نزلت ورا عبد القادر المرة اللى فاتت أنا ونورين ومسيبناهوش غير وهو فاهم موقف أسمهان وحتى أنا قلتله هسيبه يومين يهدى وهجيبها لعنده وهو وافق أمال إيه الل حصل خلاه تعب كده فجأة
كانت أسمهان تستمع لنا يقوله عبد الرحمن وهى مندهشة
ذهبت إليه وقالت بجد ياعمو بجد بابا مبقاش زعلان منى
طب ليه مقولتليش كده واحنا فى العربية !
ثم إستطرد وقال بجدية
مع إنه عنده حق فى إنه يشيل هو الذنب لأن لولا اللى عمله مكنش كل ده حصل
تدخل آحسان فى الكلام ونظر لوالدة أسمهان وإخوتها وهناك أشخاص لايعرفهم ولكنه قال بشجاعة
تقدم رزق منه وقال وهو يصافحه
أنا دكتور رزق دكتور إيمان فى الجامعة وكمان خطيبها
ثم ذهب إليه علاء هو الآخر وقال
وأنا علاء بن عم أسمهان
صافحهم إحسان بترحاب شديد وقال لهم انا هروح للدكتور وجاى على طول
ذهب إحسان الى الطبيب والذى أوضح له حالة عبد القادر الصعبه وأنه لابد وأن يقوم بعملية جراحية فى القلب وذلك لأن القلب قد تأثر بالجلطة بشدة ولكنها عملية صعبة ومكلفة
لم يتردد إحسان وطلب جميع الأسعه والتحاليل وأرسلهم بالهاتف الى إستيوارت وقال له أن يعرضهم على دكتور أرمان حتى يقول رأيه فيهم وطلب منه أن يبعث عربة إسعاف الى المشفى الذى هم فيه وتكون مجهزة بالكامل حتى يتم نقل عبد القادر الى القاهرة لكى ينال الرعاية المستحقة
كان رزق ينظر له بإعجاب شديد وقال
طبعا أنا من خلال الكلام عرفت اللى حصل بس ممكن سؤال إنت ليه بتعمل كل ده
نظر إليه إحسان وقال أنا نفسى أصلح أى غلط حصل ونفسى أسمهان قلبها يصفى ليا لأنى والله ماهقدر أعيش من غيرها
ربت رزق على كتفه وقال إن شاء الله خير متقلقش
أما علاء فقال له بود أسمهان قلبها أطيب من اللبن الحليب ومبتعرفش تزعل من حد وصدقنى هى هتلاقيها أول ماشفتك نست كل حاجة بس بتدلع عليك شوية
نظر إليه بغيره لم يستطع أن يخبئها وقال
وإنت بقه عارف أسمهان قوى كده !!
ضحك علاء وقال لااااا مفيناش من الغيرة وكمان والله أنا مرتبط بواحدة تانية شبه أسمهان كده بس مخها جزمة قديمة ومغلبانى وربنا
نظر له رزق بتوجس ثم إبتسم وقالى
لا متقولش تكونش عينك على نورين يلا بالشفا يامعلم وهى دى الصراحه اللى هتكفر كل ذنوبك
نظر إليهم إحسان وهو لايفهم لما يقول على نورين هكذا فهو يراها لطيفةخفيفة الظل
خرج إحسان ورزق وعلاء وذهب الجميع إليهم فطمأنوهم وأنه يتحسن ولكنه يفضل أن ينتقل الى القاهرة حيث الرعاية أفضل من هنا وافق الجميع بلا تردد ولكن نادية كانت كالتائهة فكيف لها أن تدفع كل تلك المصاريف
حساب المستشفى هنا إندفع خلاص وبالنسبة للقاهرة فدى المستشفى اللى أنا بشتغل فيها يعنى مصاريفها بالنسبة ليا هتبقى بسيطة والفريق اللى هيتابعة دى الفريق الطبى اللى أنا بشتغل معاه يعنى مش هياخدوا منى فلوس فوفر فلوس حضرتك لحاجة تانيه
كانت نورين تجلس بمفردها وهى شاردة تفكر بما آلت له الأمور وكيف وصل بهم الحال
إنتبهت لمن يجلس بجوارها فوجدت أنه علاء نظر إليه بعشق وحنية حتى أنها إندهشت لنظراته تلك والتى لم يكن لها غير معنى واحد ولا تود أن تصدقه رغم دقات
قلبها المرتفعة
تحدث بهدوء وقال
متقلقيش هيبقى كويس صدقينى إن شاء الله هيقوم بالسلامة وهيسلمك بإيدة لعريسك
إغرورقت عيناها بالدموع وقالت
أنا خاېفة نظر لها وقال بعشق فياض
لم تستطع الرد ولم تعرف ماذا تقول ولكنها نهضت مرة واحدة وقالت بإرتباك ااااااانا هرووح اااشوف ماما
طلب إحسان من والدة أسمهان أن تذهب لكى تضب حقائبهم حتى يذهبوا معهم لكى يكونوا بالقرب من عبد القادر فى المشفى ذهبت هى ونور وذهب معهم رزق بسيارته ومعه إيمان
عندما أتوا كانت أتت سيارة الإسعاف وتم نقل عبد القادر لها بعناية وظل إحسان معه بالسيارة حتى يتابعه أثناء الطريق ولا يحدث له أى مضاعفات وأعطى مفاتيح سيارته لنور كى يقودها هو فركب نور ومعه عبد الرحمن وبالخلف أسمهان ونادية
أما نورين فركبت مع رزق وإيمان بسيارته
وذهب خلفهم علاء وأبيه بسيارته
وصلوا الى المشفى وكان فى إنتظارهم الفريق الطبى بالكامل فعندما علم دكتور أرمان قررأن يجرى له الجراحه فهو قد فعلها قبل ذلك وكانت ناجحة للغاية فهو حقا يحترم أسمهان