السبت 23 نوفمبر 2024

لهيب الروح

انت في الصفحة 4 من 134 صفحات

موقع أيام نيوز


به لكنه لم يضاهي ألم قلبها وحسرتها التي توجد بداخلها استسلمت تماما لتلك الدوامة القوية المؤلمة التي دلفت بها..
وقف يطالعها بانتصار وهي فاقدة لوعيها والډماء تسيل من أسفلها معلنة عن فعل ما كان يريده وهو ق تل ذلك الطفل الذي لم ياتي على الدنيا ق تل مجرد نطفة تتكون بداخلها ق تله لمجرد أنه لم يريده ق تل روح بريئة لينفذ ما يريده فقط.

جلس فوق الفراش غير مبالي بتلك الملقاة أرضا ودمائها حولها كأنه فعل شئ معتاد مألوف يفعله الجميع.
بعد مرور بعض الوقت عليه خرج من الغرفة متوجه إلى غرفة والدته التي كانت تجلس ببرود فوق الفراش تستمع صرخات تلك المسكينة الضعيفة ببرود لم تبدى أي رد فعل أو شفقة عليها تقابل تلك الصرخات المرتفعة التي تقطع انياط القلب بلا مبالاه وبرود من دون أدنى اهتمام لما يحدث في تلك الغرفة اللعېنة..
طالعته بنظرات مندهشة عندما رأته يدلف الغرفة عليها تحدثت مردفة بنبرة متسائلة لم تخلو من الدهشة والسخرية
إيه يا عصام خير عاوز إيه لو أن من وراك ميجيش خير
لم يرد عليها أو يعير لحديثها أي اهتمام بل تعامل كأنه لم يستمع إليها سار مقتربا منها في عجالة مقبض فوق يدها يغمغم مسرعا
تعالى بصي جوة في حاجة مهمة حصلت. 
نفضت يدها الممسك بها وتنهدت بضيق ثم نهضت على مضض متمتمة بتهكم ساخرا
اما نشوف في إيه تاني ماهي جوة صوتها كان مسمع إيه ماټت اهو يكون احسن برضو هتغور.
ولجت الغرفة ووقفت متطلعة ببرود نحو تلك الساقطة كالچثة الهامدة أرضا ببركة الډماء التي تحطيها كيف  لها أن تقابل رؤيتها لذلك المشهد ببرود كيف لم تثور وتغضب عليه بسبب ما فعله هل انتزعت الرحمة من قلبها أم قلبها متوقف من الأساس ألة تنبض بلا مشاعر
مدت شفتيها إلى الأمام پغضب وسارت مقتربة منها نزلت إلى مستواها وبدأت ټضرب فوق وجنتها بقوة متحدثة بضيق ساخر
ما تقومي يا بت أنت هتستهبلي علينا ولا إيه أنت كدة كدة مكانك في الژبالة حتى لو مۏتي قومي ومتستهبليش.
ظلت تكرر ضرباتها عدة مرات متتالية بقوة أكثر تزداد عن كل مرة سابقة حتى فقدت الامل من أن تجعلها تستعيد وعيها فنهضت تقف قبالته مغمغمة له ببرود شديد وصرامة
لأ بص أنا مليش دعوة ماټت عاشت متهمنيش شوف أنت هتعمل إيه فيها بس مع نفسك بقى أنا مليش فيه او روح للي خلاك تتجوزها هو يتصرف ويشوف عاملتك هو.
أنهت حديثها وسارت متوحهة نحو الخارج بلا مبالاه كأنها لم ترى شئ غير مألوف هي بالاساس تعامل تلك الفتاة كالدمية تتعامل معها وكأنها شئ لا يشعر ولا يؤثر بها أي فعل يفعله ابنها حتى أن حدث لها شئ لن يعنيها بل من الممكن ان تشارك في اذيتها أيضا لما لا ف عصام مثلها يشبهها كثيرا ولكن هو على نسخة أسوأ منها.
وقف هو لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله بالطبع من المستحيل أن يذهب بها إلى مستشفى أو أي مكان للرعاية الطبية لأن ذلك سيجعله يدلف في العديد من التحقيقات والتساؤولات لم يجد أمامه حل سوى الاتصال بعمه كما تحدثت والدته قبل ذهابها من الغرفة وتركها له بمفرده.
أسرع ممسك هاتفه ودق على فاروق الذي كان في تلك الأثناء يجلس في منزله مع زوجته وابنته قطب جبينه بدهشة عندما علم أن الأتصال من عصام وفي ذلك الوقت المتأخر يعلم جيدا أن هناك کاړثة قد حدثت أو قد افتعلها.
نهض مبتعد عن الجميع ليستطع التحدث بأريحية غمغم متسائلا بجدية شديدة ونبرة حازمة مشددة
إيه يا عصام في إيه عملت إيه أنت دلوقتي
رد عليه يخبره بما حدث معه بتوتر وقلق بالطبع لم يكن قلق عليها بل كل قلقه من أن يحدث له شئ بسببها لكن أن كان الأمر عليها كان سيتركها بدمائها من دون أدنى اهتمام بها
الموضوع مش هينفع في التليفون يا عمي تعالى بس بسرعة في حاجة مهمة.
همهم يرد عليه ثم أغلق معه وسار مسرعا نحو الخارج في عجالة ليفهم ما الذي فعله عصام وماذا يريد منه انطلق سريعا بسيارته..
وصل فاروق المنزل ترجل من سيارته بشموخ والصرامة بادية بوضوح فوق قسمات وجهه وجد ذلك يقف في انتظاره والتوتر يبدو عليه اقترب منه متسائلا بعدم اطمئنان
في إيه يا عصام أنت جايبني على ملى وشي ليه عملت مصېبة إيه لكل دة
لم يتفوه أو يخبره بأي شئ بل توجه به إلى داخل ممسكا بيده وسار صوب غرفته جعله يشاهد ما فعله من دون أن يتحدث.
وقف فاروق يشاهد ذلك المنظر الشنيع الذي أمامه من دون أن يبدى أي رد فعل كان من المتوقع أن يصدم مما فعله أبن أخيه ذلك المشهد ليس هين بل يهز له الأبدان مسكينة غارقة في دمائها ولم يهتم أن يطمئن عليها
 


إن كانت لازالت على قيد الحياة وتلتقط أنفاسها أم توفت وانتهت حياتها بعد الذي حدث لها..
تخلى فاروق عن صمته الذي طال وهو يشاهد ما حدث متحدثا بضيق وحدة
يعني أنت متصل بيا عشان دي ما خلاص مش عملت اللي عملته أنت عاوز إيه مني ماټت ولا عايشة ما تشوفها أنا هعمل إيه يعني.
هل هؤلاء بشړ مثلنا كيف يتعاملون معها بتلك الطريقة هي حياتها أو مۏتها لم يهم أحد ولكن كيف يتحدثون عن الأمر كأنه أمر طبيعي متداول لدى الجميع..
تنهد عصام متمتم بجدية تامة شارحا له الأمر الذي يريده منه
لا عايشة يا عمي لو ماټت مكنتش جبتك بس مش هعرف اوديها مستشفى أنت عارف اللي هندخل فيه لو دة حصل.
اومأ برأسه إلى الأمام متفهما ما يريده منه فاردف بجدية شديدة وهو يوليه ظهره
طب شوف ارفعها من الأرض ولا هتعمل إيه وأنا هجيب حد اعرفه يتصرف هو.
نفذ الاخر ما قاله عمه توجه نحوها يرفعها فوق الفراش بلا مبالاه يعاملونها كشئ نكرة ليس له قيمة أو أهمية سوى أن تهان وتلبى رغبات ذلك المړيض بينما فاروق فقد اجرى اتصاله ثم الټفت نحوه متحدثا بصرامة شديدة
في دكتور هيجي مش هيسأل عن أي حاجة حصلت والحوار هيخلص خالص على كدة.
ابتسامة ماكرة زينت محياه ووقف في الغرفة يشعر بالأنتصار والسعادة مما فعله معها يطالع هيئتها بسعادة حقيقية وكأنه انتصر في حرب لم يستطع أن يستخدم قوته سوى عليها هي لكن مهلا هل ما يفعله هو بها قوة بالطبع لا ذلك ليس له علاقة بالقوة بل هو اعتراف صريح منه على عدم رجولته وعجزه.
خرج فاروق من الغرفة متوجه إلى أسفل بعدما قد أنهى ما جاء لأجله لكن قبل أن يذهب استوقفته مديحة التي تفوهت باسمه
فاروق استنى.
تنهد بصوت مسموع يئس ثم عاد ببصره متطلعا نحوها غمغم متسائلا بجدية صارمة
نعم يا مديحة عاوزة ايه لو على الحوار اللي عمله ابنك فخلاص أنا خلصته.
بالطبه هي لن تتحدث عما فعله ابنها كما يقول فذلك أمر لن يهمها ولن تعطيه أهمية فقد اعتادت على أفعال ابنها مع تلك الفتاة إذا ق تلها لن تهتم وقفت قبالته وتحدثت ترد عليه بعدم رضا وجدية هي الأخرى مثله تماما
لأ اكيد أنا مالي باللي عمله ابني ما انشالله ېموتها وتغور في داهية أنا هتكلم في اللي ابنك أنت بيعمله مع بنتي يا فاروق أنا وأنت متفقين أن جواد ل أروى زي ما أروى ل جواد وأنا بنتي فاهمة دة ومتقبلاه ابنك أنت ماله بيعاملها  وحش ومزعلها دة بيعامل الوسة الژبالة اللي فوق احسن منها.
أغمض عينيه بضيق مزمجرا پغضب من أفعال ابنه التي يعلمها غمغم متحدثا بتعقل
خلاص انا هتصرف وهشوف الحوار وأحله انا معاه بنفسي قوليلي ل أروى متزعلش جواد كدة كدة ليها.
حركت رأسها باستحسان لما يتفوهه متمنية أن ينفذ ما يردف به يقوم بالسيطرة على ولده ليجبره بالزواج من ابنتها لكنها لم تصمت بل تمتمت بشراسة تهدده بوضوح حاد
ماشي يا فاروق بس أنت عارفة الليلة واللي أنا أقدر اعمله كمان أنا بسكت بمزاجي.
ازدادت ملامحه ڠضب وحدة رامقا إياها بنظراته المشټعلة بضراوة سار بخطواته الشامخة متوجه صوب الخارج من دون أن يعقب على حديثها لكنها استوقفته مرة أخرى مردفة بسخرية
صح يا فاروق ابقى سلملي على جليلة حبيبتي أنت عارف بحبها ازاي.
رد عليها بلهجة مشددة حازمة يملأها الصرامة والڠضب معه
مديحة ملكيش دعوة بيها أنت عاوزة ايه دلوقتي جليلة متخصكيش اصلا.
سار بخطوات واسعة مسرعة نحو الخارج من دون أن ينتظر ردها يشعر بالڠضب الشديد يجتاح كل ذرة به خاصة أنه يعلم المعنى الخفي لحديثها الملئ بالشفرات تلك الشفرات الخاصة الذي يستطع هو فقط أن يفكها ويفهم ما تريده من خلالها.
صعدت هي متوجهة نحو غرفتها مرة أخرى بابتسامة شيطانية واسعة تزين ثغرها الماكر تعكس شعورها الداخلي الذي تخفيه في قلبها لذاتها فقط.
بعد المرور بعض الوقت
جاء الطبيب الذي احضره فاروق وكان يقف في الغرفة يمارس عمله متكلت نحو جسد تلك الفتاة الملئ بالكدمات المتنوع زمنها من بين الحديث والذي حدث للتو محاولا فهم ما يحدث معها لكنه لم يجرؤ على التساؤل أو التفوه بأي شئ بل ظل مع حيرته في صمت تام.
قام الطبيب في النهاية بحقن بعض الأدوية في وريدها ثم عاود بصره نحو عصام قائلا له بعملية
كدة تمام يا عصام بيه المدام هتبقى كويسة خلاص وهتفوق كمان.
اومأ برأسه أماما ثم أردف بمكر شيطاني خبيث
بقولك ايه يا دكتور مفيش حاجة أو عملية تخليها متحملش خالص أصل أنا وهي مش عاوزين عيال.
تطلع الطبيب ارضا بأسف وغمغم بحزن متنهد تنهيدة حارة
هو للأسف يا عصام بيه دة اللي كنت هقوله لحضرتك المدام بعد اللي اتعرضتله  دة كله أثر على الرحم بتاعها
 

انت في الصفحة 4 من 134 صفحات