اشرقت الصباح
اييه
دفعها جمال بيده قائلا
ابجى وريني هتعملى اييه هتروحى تجولى لأبوكى جمال كان بيسرح بيا يابوى عشان خوكى عثمان يفرغ طبنجته فى راسك ونرتاح منيكي
قال ذلك وانصرف وتركها تتلوى من الڠضب والحقد والرغبة فى الإنتقام لكرامتها المهانه .
خرج مراد من شركته وطلب من السائق ايصال سارة الى الفيلا ثم الټفت اليها قائلا
طيب والعربية يا أبيه
مش مشكلة هاخد تاكسي
سار مراد فى شوارع القاهرة وتحت سمائها جلس على أحد الكافيهات المطلة على النيل وأخذ يتطلع اليه متئملا ما حوله أخرج من جيبه دفتر صغير وقلم أنيق ظل يسطر بضع كلمات سرقه الوقت واندمج فى الكتابه كان متنفسه
بنفسه أخف وبقليه أرق أطلق تنهيده عميقه وأخذ ينعش رئتيه بالهواء المنعش الذى يهب فى تلك الليلة الساحرة سمع صوت ضحكات طفل صغير الټفت فوجد على بعد خطوات زوجين بصحبة ابنهما الصغير كان الصغير يضحك بمرح لمداعبة والده له نظر اليهم مراد مبتسما كان كلما زاد الرجل من مداعباته زاد الصغير من ضحكاته واتسعت ابتسامة مراد أكثر بعد فترة أخذ الصغير يتلهى بالطعام أمامه وانشغل به فاقترب رأسى الزوجان من بعضهما البعض هو هامسا وهى مستمعه مبتسمه أشاح مراد بوجه عنهما وقد شعر بغصه فى حلقه ووغزة فى قلبه وقال في نفسه ما شاء الله لا قوة إلا بالله خشية أن يحسدهما دون أن يقصد .
من رواية قطة فى عرين الأسد.
فى الصباح صلت مريم صلاة الإستخارة للمرة التى لا تتذكر عددها وارتدت ملابسها واستعدت لإستقبال عمها عثمان الذى حضر بسيارته الفارهه وحمل حقائبها الى السيارة جلست بجواره فى المعقد الأمامى وهى تبتسم بسعادة فها هى مقبلة على موطن والدها وبيته وعائلته شعرت بأن السعادة قد آن أوانها ترى هل كان شعورها صحيحا أم خاطئا !
ترقرت العبرات فى عيني مريم وأخذت تتساقط على وجهها الذى تبدو عليه علامات التأثر أدخلاها الى البيت . كان بيتا كبيرا له مذاق وطابع خاص جلست بين جدها وجدتها التى قالت
خرجت صباح لترحب ب مريم قال عبد الرحمن مشيرا الى صباح
صباح عمتك يا بنتى أخت بوكى الله يرحمه
ابتسمت لها مريم وقامت لتسلم عليها تفحصتها صباح من رأسها الى أخمص قدميها وقبلتها بشئ من البرود قالت لها مريم بسعادة
شهقت صباح قائله
عمتو ايه عمتو دى انتى عنديكي كام سنة
شعرت مريم بالإرتباك قائله
عندى 30 سنة
قالت صباح بتهكم وإستفزاز
آني بجه عندى 22 سنة يبجى
مين اللى يجول للتانى يا عمتى
ابتسمت مريم قائله
معلش مكنتش أعرف سنك جدو ما قاليش وأنا مش بعرف أحدد سن اللى أدامى معلش متضايقيش منى يا صباح
قالت صباح ببرود
خلاص محصلش حاجه
قالت والدة صباح
يلا يا بنيتى روحى حضرى الوكل زمان مريم على لحم بطنها
قالت صباح بتأفف
حاضر يا أماى
جلس الجميع على الطاولة قالت جدتها وهى تضع الطعام أمامها
كلى يا بنتي كلى امنيح
ابتسمت مريم قائلا
باكل يا تيته أنا أكلتى ضعيفة أصلا
قالت صباح بسخرية
تيته !
قالت مريم بإرتباك
طيب أقولها ايه
نظر اليها عبد الرحمن قائلا بسعادة
جوليلها زى ما تحبي تجولى مفيش مشكله واصل
قال عثمان ل مريم بحزم وهو يتطلع الى الدبلة فى يدها
ليه لابسه الدبلة مش جولتلك اخلعيها
قالت له مريم بهدوء
أسفة يا عمو بس مش حابه أقلعها
قال عثمان پحده
لييه مش رايده تخلعيها لييه اكده الناس تفتكرك مخطوبة يا بنت خوى
قالت
مريم بحزم
مفيش مشكلة لو افتكرونى مخطوبة
نظر عبد الرحمن اليها وقد شعر بضيقها فالټفت الى عثمان قائلا بصرامة
مش وجته الحديث ده يا عثمان لكل مجام مجال
سكت عثمان على مضد بعدما انتهى الجميع من تناول الطعام شعرت مريم بالتعب الشديد والإرهاق انتبهت جدتها فقالت لها
جومى يا بنيتي ريحيلك شوية
قالت مريم معتذرة
معلش أنا آسفة بس تعبت من الطريق والسفر وأنا أصلا مش متعودة على السفر
قال عبد الرحمن وهو يربت على
ظهرها
جومى يا مريم جومى
أدخلتها جدتها الى غرفة مرتبة ونظيفه وقالت لها مبتسمه
دى غرفتك يا بنيتى هتبجى من اليوم ورايح بتاعتك انتى
ابتسمت لها مريم فقامت المرأة بمعانقتها طويلا وكأنها تعوض بها ابنها الذى فقدته نظرت اليها جدتها والعبرات فى عينيها قائله
اتحرمت من أبوكى ڠصب عنى بس الحمد لله والشكر ليك يا رب انه عوضنى ببنته حته منيه
قبلت مريم رأسها وقد شعرت بالتأثر الشديد وقالت
أنا كمان فرحانه أوى انى وسطيكم لانى حسه انى وجودى بينكم هيعوضنى عن أهلى اللى راحوا
نامت مريم ملء جفونها تلك الليلة وهى تشعر بالراحة والطمأنينة .
رن هاتفها فردت قائله
السلام عليكم
ألو صباح الخير
قالت نرمين پحده
انت تانى انت عندك كام رقم بالظبط
ضحك قائلا
ما أنا قولت أكيد لو اتصلت بالرقم اللى اتصلت بيكي منه قبل كده مش هتردى عليا فجبت خط تانى
قالت بسخريه
لأ ناصح على أساس انى هرد على ده يعني
عارف انك ممكن مترضيش على ده تانى بس أنا عامل حسابى وجايب خطوط كتير خلى بالك أنا مفيش فى قاموسي كلمة يأس
أغلقت الهاتف ووضعت الرقم فى قائمة البلاك ليست ظلت تفكر كثيرا فى محاولة تخمين هوية هذا الرجل .
استيقظت مريم فى الصباح وهى تشعر بالنشاط قامت وفتحت شباك غرفتها لترى المنظر الجميل الذى تطل عليه غرفتها حملت فوطتها وفرشتها وتوجهت الى الحمام كانت سعيده للغايه وهى تشعر لأول مرة منذ زمن بعيد أنها تعيش مع أشخاص آخرين ستسمع صوتا آخر في البيت غير صوت تنفسها المنتظم هبطت من الدرج لتستقبلها جدتها قائله
يا صباح الأنوار كيفك اليوم يا ابنيتي
قالت مريم مبتسمه
الحمد لله يا تيته ازيك حضرتك انتى
منيحه يا بنيتي يلا عشان حضرنا الوكل كنت لسه هبعت صباح تصحيكي بس ما شاء الله عليكي بتصحى بكير
قالت مريم بحماس
أيوة أنا متعودة أصحى بدرى عشان شغلى
قالت جدتها مستفهمه
وبتشتغلى اييه يا بنيتي
ديزاينر
اييه
قالت مريم مبتسمه
أقصد يعني مصممة جرافيك يعني بصمم لوح أعلانات يفت اغلفة كتب كروت مطويات
اتسعت ابتسامة جدتها قائله
ما شاء الله ما شاء الله باينك ذكيه كتير
ابتسمت مريم لطيبة جدتها فعانقتها جدتها وقبلتها قائله
ربنا يحفظك ويحميك يا بنت ولدى
دخلت مريم غرفة المعيشة فاستقبلها جدها بالترحاب قائلا
صباح الخير يا بنتى نمتى امنيح
أجات مريم وهى تقترب منه وتقبل يده
أيوة يا جدو الحمد لله
التفتت قائله ل عثمان
صباح الخير يا عمو
قال مبتسما ابتسامه صغيره
صباح الخير يا بنت اخوى
اتسعت ابتسامة مريم لابتسامة عمها بعد قليل حضرت صباح قائله
يلا عشان الوكل
التفتت اليها مريم قائله
صباح الخير يا صباح
ردت ببرود
صباح النور
التف الجميع حول طاولة الطعام ومثلما حدث بالأمس ظلت جدتها بجوارها تحثها على تناول المزيد من الطعام كانت مريم تنظر اليهم فى سعادة بالغة وشعرت بأن أيامها فى النجع ستحمل لها الخير والسعادة .
توجه طارق الى مكتب الدعاية بصحبة سامر الذى أصر على الحضور معه قال له طارق بضيق وهو يقود سيارته
عايز تيجي معايا ليه أنا هسلتم الشغل مش أكتر يعني مكنش فى داعى نروح احنا الاتنين
قال له سامر بخبث
انا مش رايح عشان الشغل رايح أظبط المزه اللى
فى المكتب
الټفت اليه طارق پحده قائلا
انت مش شوفتها واتأكدت انها مش ستايلك يا سامر يعني متنفعكش هى مش بتاعة صحوبيه والعك اللى انت عايزه ده
ضحك سامر فإزداد غيظ طارق الذى قال بضيق الشديد
ماشى مفيش مشكلة حابب تجرب بنفسك جرب بس أنا متأكد انها هتصدك
قال له سامر ضاحكا
يا ابنى أنا مش رايح عشان مريم دى أنا رايح عشان أم بادى روز دخلت دماغى بصراحه وشكل كمان الصنارة غمزت معاها ده اللى حسيته من نظراتها المرة اللى فاتت
شعر طارق بالراحة وقال ل سامر محذرا
اعمل اللى تعمله بس مش عايز مشاكل مع الشركة دى فاهم يا سامر يعني عايز تعمل اى حاجه اعملها بره الشغل انت حر انت أدرى بمصلحتك
متخفش يا طارق مفيش مشاكل ولا حاجه
دلفت الإثنان الى مكتب نظر طارق الى المكتب الفارغ ثم توجه الى مى قائلا
صباح الخير هى آنسه مريم مش موجودة النهاردة
اضطربت مى لرؤية طارق أمامها وشعرت بالألم يغزو قلبها لسؤاله عن مريم تطلعت اليه لحظة فى حزن ثم أسرعت بخفض بصرها قائله
مريم سفرت
قال طارق مستفهما
هترجع امتى
نظرت اليه مى پحده قائله
مش هترجع
قال بدهشة
ازاى يعني
قالت له سهى التى كانت سعيده بنظرات سامر اليها
سافرت عند أهلها فى الصعيد تعيش معاهم هناك ومش هترجع هنا تانى
شعر طارق بالضيق الشديد راقبت مى تعبيرات وجهه فى حنق قال سامر الى سهى وهو يرمقها بنظرات الإعجاب
يعني معدتش هتشتغل هنا تانى
بادلته نظراته وابتساماته قائله برقه
لأ بس لو حبين انها
تستمر فى حملة شركتكوا مفيش مشكلة أستاذ عماد مدير الشركة قالها تستمر فى الشغل وهيبعتلها الأوردرز عن طريق النت يعني هتفضل تشتغل لحساب شركتنا
سألها طارق بلهفه
طيب معاكى رقمها
نظرت اليه مى پحده وقالت
مستحيل طبعا نديك رقمها
الټفت اليها طارق وقال بهدوء
أمال هتفق معاها على الشغل ازاى
قالت بحنق
راسلها على ايميل الشركة زى ما العملاء الأجانب بيعملوا معانا
ابتسم طارق وقد شعر بالراحه لوجود خيط يوصله اليها فنظر الى مى قائلا
طيب متشكر هروح لأستاذ عماد مكتبه أستلم منه الشغل اللى اتطبع
هم بأن ينصرف لكنه الټفت الى مى قائلا وهو ينظر اليها بتمعن
ممكن أعرف انتى بتكلميني پحده ليه
ارتبكت مى ولم تستطع النظر
اليه لكنها ردت بتماسك
مش بتكلم پحده ولا حاجه لو حضرتك حسيت بكده فمعلش ممكن يكون بس من