قصة جديدة
وقف معانا قبل كده عشان يقفوا معانا دلوقتي
اطرقت عيناها ارضا فقد رأت بعينيها كل شئ... حتى اذلال والدها ورجاءه
استحملي يابنتي العيشه هنا عشان خاطري.. مش هترضي لابوكي يتبهدل في آخر أيامه ويدخل السچن... واذا كان على الشغل انا هطلع اشتغل اي حاجه... عمك محمود ممكن يساعدني
ارتمت بين ذراعي والدها ترثي حالها فالأيام كانت مخبأة لهم الكثير ولو عاد الزمن للوراء لحمدت الله كل يوما على عيشتها
ابعدها عنه برفق ينظر لعيونها الدامعه
قوليلي سيبتي ليه الشغل الأول
اشاحت عيناها بعيدا عنها حتى لا يعلم بكذبتها
انت عارفني مبستحملش حد يديني أوامر... وابن الحج محمود عايز الكل يقوله سمعا وطاعا
واردفت بمزاح تخفي حرقتها
قومت اتخنقت معاه وسبتله الشغل...
لا انا لازم اكلم عمك محمود اشتكيله... بس انتي برضوه ياايمان غلطانه مهما كانت المعرفه اللي بينا ده صاحب الشغل.. عودي نفسك يابنتي على كده خلاص بقينا نشتغل عند الناس وصاحب الشغل مهما قال فهو ليه الحق
ابتلعت مراره حلقها تومئ برأسها له
حاضر يابابا
هزت رأسها هزات ممتاليه حتى تنفضها من أفكارها التي لا توحي لعقلها الا بالضعف...
احم... خالي عزمنا على الغدا عنده بكره... يعني انا وانت
انتظرت جوابه ليأتيها اخيرا ولكن بخيبه
اعتذريلي منه... ومافيش مشكله روحي انتي واتبسطي معاهم
واردفت تخبره بأصرار خالها ان يأتي اليه حتى يعزمه بنفسه
ده كان مصمم يجيلك هنا يعزمك
ابعد عينيه عن الأوراق التي يضع تركيزه عليها
هبقي اتصل بيه اعتذر منه...
طالعت تجاهله لها ورفضه بكل الطرق المجئ معها اردات ان تنسحب ولكن تذكرت حماس خالها في رؤيتهم سويا
طب نأجل اليوم وشوف اليوم المناسب ليك
تمام نص ساعه واكون في المكتب
جمع أوراق عمله ملتقطا هاتفه
معلش ياقدر...
معنديش وقت للأسف
وقفت مكانها تطالع الفراغ الذي كان يشغله.. ولم يصل لخاطرها الا معنى واحدا شهاب يعاقبها بتجاهله
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الخامس
_ بقلم سهام صادق
ارتفع كفه عاليا يصفعها بقوه
بقى انا يالطيفه تلعبي من ورايا مع اخوكي الكلب
والله ياحامد هو اللي ضحك عليا فهمني ان لو بعنا الأرض هتجيب فلوس كتير وخلاني اعمله توكيل
أظلمت عيناه وهو يتذكر خسارته للارض التي نالها بصعوبه من صاحبها منذ خمس سنوات
طلاقك... قصاد الأرض... الأرض ترجع اشوف وشك مترجعش متلزمنيش
لطمت صدرها پصدمه تولول بعويل
تهون عليك العشره ياحامد... تحطني قصاد الأرض
أنتي عارفاني
يالطيفه ماليش غالي ولا عزيز... يلا لمى هدومك وعلي المحروس اخوكي
ومثلما جعلت قلبه كالحجر نحو الأخرين نالت نصيبها أيضا
عادت لعملها مرفوعة الرأس ولكن داخلها كان شيئا اخر... محبة المزارعين لها وعدم تصديقهم لعودتها كان كفيلا بأن يجعل السعاده تعود لقلبها... ليس البشر كلهم ك عاصم هكذا حدثت نفسها عندما استلمت زمام عملها ثانية
ايوه ياباشا... البشمهندسه رجعت الشغل... والعمال حواليها مش مصدقين رجوعها
هاتفه احد رجاله ولم يعرف عاصم لما دق قلبه وكأن شيئا ينقصه قد عاد.. استقل سيارته سريعا والابتسامه تعلو شفتيه
وطلع عودك ناشف يابشمهندسه
وقف بسيارته يطالعها وهي تقف وسط الأرض تفحص المحاصيل وتساعد المزارعين في حصاد محصول البطاطس
تعلقت عيناه بضحكاتها لتتجمد ملامحه فقد زادتها ضحكتها جمالا... لتضاف الي قائمه تفاصيلها لديه خد مشوهه أعين زرقاء وضحكه جميله...
وعندما غادرت سيارته زفرت أنفاسها براحه وكان هذا حال العمال أيضا فمغادرة عاصم تعيد لانفاسهم الحرية
ابتسمت سميره بشاشة وهي تفتح الباب تهتف بعباراتها التي يستشيط منه منير حنقا
ياالف نهار ابيض العروسه عندنا... ده انا لازم ازغرط
اتسعت عيني منير وهو يتقدم من قدر يرحب بها يضع بكفه فوق فم سميره يكممه
أنتي تسكتي خالص وبلاش فضايح... ادخلي ياقدر ياحببتي
ابتسمت قدر تكتم ضحكتها رغما عنها وتضع ما تحمله من أكياس أرضا
ليه يابنتي كل ده.. هو احنا غرب
تملصت سميره من كفه تلتقط أنفاسها حانقه تقترب من تلك الأكياس
شايف فاكهة الناس الاغنيه...
تنهد منير بقله حيله من أفعالها يلتقط تلك الأكياس
ياوليه بلاش فضايح ماكلها فاكهه
لتقع عيني سميره على الشيكولاته تاركه له الفاكهة
ياحلاوة ياولاد ديه شيكولاته مستورده
أنتي ناويه علي طلاقك النهارده
رفعت قدر يداها مستسلمه
لا انا كده اقوم اروح...
وأشارت نحو عيناها التي نالت نصيبها في إحدى مشاجرتهما التي لا تنتهي... لتتطلع إليها سميره ببراءة
ماهو بيجر شكلى ياقدر...
ياسميره عدي يومك.. اومال فين جوزك ياقدر
تسأل منير فتوقفت عن الضحك تتطالع نظراتهم المتسائله
وراه شغل مهم... وبيعتذر منكم
لا شكلك عزمتي عليه عزومة نص كوم... ده انا كده ازعل
واخرج منير هاتفه من جيب بنطاله فلم تجد قدر الا الأنسحاب من أمام خالها حتى لا تشعر بالخيبه مجددا من نظراتهم... لتهتف سميره بعدما اقتربت منه تضع اذنها فوق الهاتف
ايوه اتصل يامنير... قوله لو مجتش مش هندخل بيتك تاني
دفعها منير ېصرخ بها بمقت
اروح منك فين قوليلي
تعلقت عيناها به وهو يتناول الطعام ويضحك مع خالها وزوجته دون تكلف.. لم تكن تظن انه سيأتي بعد اتصال خالها به...
شعرت قليلا بالخيبه لانه رفض الدعوه منها هي ولكن تجاوزت الأمر برؤية خالها سعيدا بوجوده رغم ان خالها لم يكن يوما يحب كريم ليس لمكانه شهاب فخالها منير لا يحب الا اولاد البلد كما يسميهم كعادته
والله انت نورتنا يااستاذ شهاب
قالتها سميره ليبتسم شهاب ببساطه واخذ يمتدح طعامها
الاكل حقيقي جميل تسلم ايدك.. انا كنت هضيع عليا اكله بالجمال ده بسبب الاجتماعات
ارتفع حاجبي قدر من حديثه فأمس كان لا يعير الدعوه اهتماما
لا اجتماعات ايه قدام اكل سوسو العسل
التقط منير كف سميره يقبله فأسبلت سميره اهدابها.. وتلك المره ارتفعت شفتي قدر متعجبه فمنذ لحظات كانوا يتوعدون لبعضهم بمعالق الطعام
مش تأكلي جوزك ياقدر.. زي ما انا بأكل خالك
طالع منير شهاب يؤكد على حديث زوجته
اوعي تكون قدر مش بتدلعك ياشهاب يابني
ارتكزت عيني شهاب بها لتتسع عيناها
لا قدر بتكسف مني
فتشهق سميره بصوت عالي تلطم صدرها بكفها
بتكسف
صعد خلفها بعدما استأذنت منهم لتجلب بعض الأشياء من شقتها.. أنتهز الفرصه وعلي وجهه ابتسامه لا يعلم مصدرها... ولكن تلك الجلسه العائليه اللطيفه وبالاصح كانت لذيذه
وانعشته مما عانته قدر من نصائح في كيفية إسعاده
أغلق باب الشقه خلفه لتلتف اليه بعدما تمالكت حالها بصعوبه بالأسفل
وشهاب بيه بقى فضي فجأه واتكرم علينا واقبل العزومه
مزاجه كان في أعلي مراحله ليقترب منه مبتسما
والله عزومه مكنتش تتعوض واتبسطت بيها جدا
انت بتعمل ايه
مش هتسمعي نصايح مرات خالك
والله اسمع نصايحها... مش دول اللي رفضت تيجي العزومه وشوفتهم مش اد المقام
ارتفع حاجبي شهاب يستنكر حديثها
انا قولت كده برضوه..
حاولت تخليص جسدها من ذراعيه ولكنه ابي تركها
انا مبسوط وعايز انبسط اكتر
اتسعت عيناها ذهولا مما يفعله... فالرجل الذي يتحدث أمامها الان لا يمت بصلة ل شهاب العزيزي الذي تعرفه
هي خالتي سميره كانت حاطه حبوب هلوسه في الأكل
بتحلوي في عيني كل يوم ليه
سؤاله العجيب ادهشها لتقطب حاجبيها بحيرة
انت غريب اوي... شويه تعاملني بتفهم وشويه بتجاهل ودلوقتي حالتك أغرب
مالها حالتي ياقدر
مال بوجهه فوق عنقها يداعبها بأنفاسه... لم تكد تحرك شفتيها الا وكان يحملها فوق ذراعيه متجها بها نحو الغرفه المفتوحه أمامه
ولقاء اخر كانت تقضيه بين ذراعيه فلم تكن الا تلك الطريقه التي ستجعله يحدد مشاعره نحوها... اهي زيجة العمر ام متعه ارادها ام انه فعل ذلك لمجرد چرح شيرين فلم يعد يفهم نفسه
والكل يؤكد له ان زيجته تلك ليست الا خطأ سيدركه
بعد أن يقضي متعته ويجرح شيرين وبين كل تخبطه هذا كانت هي الضائعه تسقط مفتونه به وبتفاصيله... ف شهاب العزيزي رجلا واحدا لا يعوض
طيلة جلسته وسط ضيوفه كان غائب الذهن شاردا فيها... جاهد لنفضها من عقله الا انه كلما فعل ذلك كانت تظهر صورتها إليه وهي تتحرك خلفه مرتبكه
من نظرات خالها وزوجته بعدما وقفوا يودعوهم بعد أن أخذوا يطالعوهم بنظرات ماكره
زفر أنفاسه بعدما انتهى هذا اللقاء اخيرا ولكن وجود شيرين أمامه في هذا المكان عكر كل شئ ليتجهم وجهه وهو يجدها تقترب منه ومن ضيوفه تصافحهم
انصرف الضيوف وكاد ان ينصرف هو أيضا لتجذب ذراعه فتعلقت عيناه نحو قبضتها
اسفه..
ازاحت يدها تنظر اليه برجاء
ممكن نتكلم شويه ياشهاب... خمس دقايق بس
شيرين قولتلك مليون مره كلامنا في حدود الشغل وبس
ما انا هتكلم في الشغل ياشهاب
حدق بها للحظات زافرا أنفاسه يشير إليها بالجلوس فأبتسمت بأتساع
مش هاخد من وقتك اكتر من عشر دقايق
مش كانوا خمسه بس ياشيرين
بهتت ملامحها لهذه الدرجه لا يطيق جلوسه معها ولكن حدثت نفسها بالصبر فهى من اضاعت رجلا مثله وهي من عليها إعادته
مشروع جامعه خاصه.... أتعرض علي بابا من صديق لكن انت طبعا عارف معندهوش الامكانيات انه يدخل بنسبه كبيره فيه
وعندما وجدت الاقتراح لا يروقه
شهاب ده بيزنس وانت عارف بابا بيحترمك اد ايه ويقدرك... فأنسي علاقتنا وفكر كويس
سبيني ادرس المشروع وبعدين اقرر
ونهض من فوق مقعده يلتقط هاتفه ويعدل ساعة معصمه متنهدا
ابعتيلي أوراق المشروع وهرد عليكي...
غادر المطعم لتقف تطالع طيفه متنهده بحسره تتذكر ذكريات بعيده عندما كانت تأتي لهذا المطعم بصحبته وهي زوجته
أنتي لسا صاحيه ياعهد
عدلت من رقدتها تفرك عيناها الناعسه
معرفتش انام غير لما ترجع... هو الفرح كان حلو
ابتسم بأتساع وهي يتذكر تلك الفتاه الجميله التي تهاتفت عليها أعين جميع الرجال ولكنها تركت الجميع وكانت عيناها عليه هو وحده
جدا
خفق قلبها بآلم لا تعرف سببه
احضرلك العشا
ربت فوق وجنتيها مبتسما
لا انا جعان نوم... تصبحي على خير
انت مش هتحكيلي عملت ايه في الفرح
ارتفع حاجبه الأيسر يضحك على هيئتها فهى تغفو على حالها وتقف تطلب منه أن يقص عليها تفاصيل الحفل
بكره ياعهد... يلا تصبحي على خير
زمت شفتيها عابسه تسير نحو غرفتها ببجامتها الطفوليه ناسية تماما نصائح السيده رسميه
تقلب شهاب في فراشه حانقا... كان يظن انه سيجدها في غرفته تنتظره ولكن خابت آماله... ف الزوجه عادت لركنها المنعزل ولم يأتي في عقله الا انها مازالت ترفض تقاربهم ولم تتقبل زواجهم والسبب اكيد هو واحدا انها كانت امرأة عاشقه لزوجها الأول
مش معقول تكون لسا بتحبه بعد اللي عمله فيها
اتجهت عيناه
نحو المرآة التي تقابل فراشه لينهض من فوقه يشعل إضاءة الغرفه متجها للمرآه يفحص خصلات شعره
عجزت ياشهاب والشعر الأبيض بدء يزيد
وتعلقت عيناه بشاربه يزفر انفاسه... يتذكر وسامة عزيمه السابق
استنكر أفكاره ناهرا نفسه
انا ايه اللي بفكر فيه... بقيت تقارن نفسك براجل تاني ياشهاب.. انت اه معجب ب قدر بس متوصلش لدرجة اغير من طليقها... ما انا اتجوزت قبل كده شيرين وجومانه ومغرتش