الإثنين 25 نوفمبر 2024

شعرت بك

انت في الصفحة 22 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


الذي تزوجها بحكم الظروف وسخرية القدر وخلف في قلبها چرحا مريرا بسبب معاملتها القاسېة والعڼيفة معها عندما كانت بين احضانه تتأوه وتبكي بحړقة شديدة 
مسحت دمعتها التي خانتها ونزلت بعد ان تذكرت تلك الليلة الموحشة بالنسبة لها وتقدمت من مكتب الطبيبة ثم قالت مرحبا ايتها الطبيبة 
فابتسمت الطبيبة الشقراء وقالت اهلا تفضلي بالجلوس رجاء 

مريم شكرا لك 
الطبيبة لقد اخبرتني الممرضة ان فتاة عربية جميلة قد اتت لكي تجري فحصا هنا ولكنها اخطأت عندما قالت عنك جميلة فأنت فائقة الجمال يا عزيزتي 
فابتسمت مريم بلطف وقالت اشكرك هذا من كرم اخلاقك 
الطبيبة اخبريني اذا هل انتي متزوجة
في تلك اللحظة شعرت مريم بغصة مريرة في قلبها وتمنت ان تقول لا ولا ولا ولكن كيف تقولها وهي الحقيقة المرة فأومأت برأسها دليلا على نعم دون ان تتفوه بأي حرف
اخر فهمهمت الطبيبة قائلة وهل اجريتي الفحص المنزلي
مريم لا لم افعل 
الطبيبة حسنا استلقي من فضلك على السرير حتى اتمكن من اجراء فحص الډم لك 
مريم حسنا 
قالت ذلك ثم نهضت من مكانها وخلعت معطفها ووضعته على الكرسي وبعدها استلقت على السرير كما طلبت منها الطبيبة التي نهضت من مكانها ايضا ثم اقتربت منها وقالت ارفعي كم قميصك من فضلك 
فقامت مريم برفع كم كنزتها الصوفية حتى تتمكن الطبيبة بسحب الډم من ذراعها وما ان قامت بغرس الأبرة في ذراعها حتى شعرت بالقشعريرة تسري في جسدها ولكن سرعان ما اعتادت على الوضع وبعدما انتهت الطبيبة من سحب كمية الډم المناسبة نظرت إليها واردفت النتيجة ستخرج خلال فترة قصيرة لذا ارجو ان تنتظري بصبر 
مريم حسنا شكرا لك 
قالت ذلك ثم اخذت معطفها وحقيبتها وخرجت من الغرفة وهي تضع قطنة بيضاء على مكان غرس الآبرة حتى تمنع خروج قطرات الډم الصغيرة من عروقها البارز لشدة نحافتها ثم جلست في الردهة الواسعة
تنتظر نتيجة تحليلها وسرعان ما مر الوقت بسرعة حتى استدعتها الطبيبة مجددا ثم قالت بابتسامة عريضة تهاني لك فأنت حامل بالفعل 
في تلك اللحظة صمت كاسح اخترق ارجاء الغرفة بعد تلك الجملة القصيرة ذات المعاني الكثيرة فهي تجمدت في مكانها كتمثال رخامي ولولا صعود وهبوط صدرها جراء تنفسها لأقسمت الطبيبة على ان هذه الفتاة العربية قد فارقت الحياة بعد تلقيها لذلك الخبر المفرح او المحزن بالنسبة لها فنهضت من مكانها وعلامات القلق واضحة على وجهها ثم توجهت نحوها وسألتها ارجو المعذرة ولكن هل انتي بخير 
رمشت مريم مرتين وكأنها كانت مېتة وعادت إلى الحياة مجددا بعد ان لمستها يد الطبيبة وسرعان ما ذرفت بلورتين شفافيتين من عينيها العسلية المخضرة وقالت بصوت يكاد يختفي هل انا حامل حقا 
أحتارت الطبيبة من امرها وقالت اجل عزيزتي بناء على تحليل الډم الذي اجريتيه اتضح انك حامل منذ اربعة أسابيع تقريبا لذا يجب ان تهتمي لصحتك جيدا وانا سوف أصف لك بعض الفيتامينات لأن التحليل اظهر انك تعانين من فقر ډم ايضا وهذا ليس جيدا من اجل الطفل 
فخرجت شهقة مكتومة من حنجرة مريم المچروحة وقالت بصوت مخڼوق ح حسنا 
وبالفعل قامت الطبيبة بوصف الدواء لها واخبرتها بأنها يجب ان تأتي إلى المستشفى مرة اخرى لأجراء الفحوصات اللازمة للإطمئنان عليها وعلى الجنين وبعد تلك الصاعقة التي تعرضت لها خرجت من المستشفى وكأنها زومبي خالي من الروح وهي تحمل بيدها كيس بلاستيكي يحتوي على علبة فيتامينات ولم تصدق انها حامل حقا ومن من من ادهم عزام السيوفي الذي سبب لها چرح كبير في المشاعر عندما عاملها بقسۏة شديدة كما تعامل العاھړات 
لقد أصبحت ملكه بالفعل حتى ولو حزنها على مۏت أختها مرام التي تبخرت من الدنيا كنسمة الهواء النقية ولكن بغض النظر عن هذه الحزن الا انها شعرت ببعض السعادة خلال الفترة التي قضتها برفقة عائلة السيد عمر حيث انهم خففوا من وحشتها وحزنها العميق ولكن ها هي تعود لذلك الحزن المستبد الذي اقسم بأنه لن يفارقها ما دامت حية ترزق 
فلم تحتمل كبت مشاعرها اكثر من ذلك لذا اڼفجرت باكية في الشارع امام المارة الذين اخذوا يحدقون بها وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم فمنهم من ظنها مچنونة ومنهم من شعر بالأسى عليها وخصوصا لأنها هوت جالسة على الرصيف وهي تبكي بمرارة وقهر شديد وبقيت تبكي وتبكي وتبكي حتى جفت الأنهار في حدقتيها العسليتين فمسحت اثار الفيضان الذي سال على وجنتيها وهي تشهق ثم نهضت وحملت كيس الدواء ووضعته في حقيبتها وبعدها قررت ان تعود إلى منزل السيد عمر لترتمي بين
احضان صديقتها المخلصة الهام التي تخلت عن حلمها في العمل بشركة رويال العالمية لتتبعها الى هذه البلد الغريبة لذا مشت بضع خطوات حتى توقفت بالقرب من جانب الطريق واخذت تحاول ايقاف سيارة اجرة 
ومن جهة اخرى 
جاء ذلك الشاب المفعم بالحيوية الذي كان يقود سيارته السوداء المكشوفة متجاهلا برودة الجو ليسمح للهواء النظيف ان يلامس بشرته الحليبية ويتغلقل داخل خصلات شعره الاسود الناعم وهو يتراقص بأصابع يديه على مقود السيارة مستمعا لتلك الموسيقى الكلاسيكية الهادئة فوقع نظره عليها وهي تحاول ايقاف سيارة أجرة ولا يعلم لما رفرف قلبه بعد ان رآها وما هق الا ثواني حتى انحرف بسيارته عن الطريق متجها نحوها ثم توقف بالقرب منها وضغط على البوق ليفزعها صوته فأنتفظت من مكانها والتفتت الية لتجده يبتسم لها وهو يضع نظارته الشمسية الداكنة التي زادته وسامة في تلك اللحظة لا تعلم لما شعرت بالأرتياح لمجرد ان رأته يبتسم نعم هي لم تقابله سوى مرة واحدة ولكنه استطاع بخفة دمه وشهامته ان يترك لديها شعورا عذبا فابتسمت وكأنها نسيت الحزن الذي كان يأكل قلبها منذ لحظات قليلة وقالت بصوتها العذب استاذ خالد 
فأتاها صوته الحنون يسألها ازيك يا مريم
أقتربت من السيارة قليلا ثم قالت الحمد لله وحضرتك
خالد كنت كويس بس دلوقتي بقيت زي الفل طبعا بعد ما قابلتك مرة تانيه 
مريم متشكره 
خالد شكلك محتاجة توصيلة وانا معنديش حاجة دلوقتي هقدر اوصلك 
فابتسمت وقالت ميرسي بس مش عايزة اتعبك معايا 
خالد ولا تعب ولا حاجة دا اقل واجب اعمله تجاه بنت بلدي 
فاتسعت ابتسمتها ثم فتحت باب السيارة وصعدت الى جانبه دون تردد ونظرت إليه مادة يدها لتصافحه قائلة انا مبسوطة اني شفتك مره تانيه 
فصافحها بدوره وقال متشكر ودلوقتي رايحه فين
مريم راجعة البيت 
خالد اوك 
قال ذلك ثم انطلق بالسيارة مجددا وهو ما يزال مبتسما فالټفت اليها وسألها ها عجبتك العيشة في نيويورك 
فنظرت اليه ثم ابتسمت ايضا وقالت ايوا مع اني لسه معرفش كل الاماكن فيها بس جميلة 
خالد انا قولتلك هفسحك لما نوصل بس مع الاسف ماتقابلناش مرة تانية وانتي ما اتصلتيش بيا علشان موضوع الشغل فقولت جايز تكون نسيتني 
فشعرت مريم بالحرج من نفسها لذا
تردفت بتوتر انا اسفه يا استاذ خالد بس مكنتش عايزة اتعبك معايا اكتر من كدا يعني 
فابتسم خالد وقال ما تخديش كلامي بجد انا بهزر معاكي وكمان انتي عندك حق يعني ما ينفعش وحدة بنت زيك تتصل براجل غريب عنها علشان يفسحها في بلد متعرفش فيها اي حاجة 
فأحنت مريم رأسها ولم تعلق لان كلامه كان صحيحا بالنسبة لها فهي وجدت انه من غير اللائق أن تتصل به لكي يتنزه معها ويعرفها على معالم نيويورك وهو غريب عنها قابلته لمرة واحدة اثناء رحلتها الجوية اما هو فقال لكي يكسر حاجز صمتها امل فين صاحبتيك التانية اسمها الهام برضو مش كدا 
رفعت مريم رأسها مجددا وقالت ايوا اسمها الهام هي في بيت عمها دلوقتي البيت اللي حضرتك وصلتنا عليه لما جينا هنا لاول مرة 
خالد اه فاكره كويس 
مريم هو انا عطلتك عن حاجة يا استاذ خالد
فابتسم خالد وقال لأ ابدا انا في إجازة النهارده وقلت اتفسح شوية بما ان الجو حلو وبعدها قابلتك 
ميرم بسم الله ما شاء الله عربيتك تحفة اوي باين عليها غالية مش كدا 
فضحك خالد وقال مش كتير عجبتك لو عجبتك اعتبريها هدية 
فضحكت مريم على سخافة الموقف وقالت لا مكنش القصد اساسا انا معرفش اسوق وما عنديش شهادة سواقه 
خالد خسارة كانت هتبقى اجمل لو سقتيها انتي 
فشعرت مريم بالخجل لانه تغزل بها بطريقة غير مباشرة لذا أحنت رأسها مجددا ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما نظرت إلى بطنها وعادت ملامح الحزن لتخيم على وجهها البريء وسرعان ما تجمعت الدموع في حدقتيها مجددا وما لبثت حتى تمردت عليها دمعتها السجينة ونزلت رغما عنها في تلك اللحظة انتبه عليها خالد وهي تحاول مسح دموعها بينما تنظر إلى الجهة الأخرى حتى لا يراها فغابت الابتسامة عن وجهه وحل محلها ملامح القلق فسألها بينما ينظر ثانية اليها وثانية الى الطريق امامه قائلا خير يا 
فشعر خالد بالذنب لذا
قال بسرعة انا اسف مكنش قصدي افكرك 
مريم ولا يهمك 
ثم دام الصمت قليلا ولكن ليس لأمد طويل حيث اراد الشاب ان يخرجها من حزنها لذا اردف بنبرة مرحة قوليلي يا مريم هو انتي وراكي حاجة النهاردة
فنظرت اليه وهزت رأسها بالنفي قائلة لأ مفيش حاجة معينة 
فابتسم وقال كويس يبقى انا هفسحك النهاردة زي ما وعدتك لما كنا في الطيارة قولتي ايه 
فنظرت مريم اليه مطولا ولا تعلم لما أومأت له بالموافقة هل لأنها لم تريد احراجه ام لأنها كانت فعلا تحتاج لهذه الفسحة لكي تمحي قسما من احزانها وترميها خلف ظهرها فابتسمت وقالت ماشي بس عندي شرط واحد 
خالد وايه هو 
مريم عايزاك توديني عند تمثال الحرية اصلي ھموت وشوفه من قريب 
خالد بس كدا حاضر يا ست مريم اعتبري نفسك هناك 
وبالفعل اخذها خالد الى منطقة تمثال الحرية واستمتعت بمشاهدته من بعيد كما انه اخذها الى عدة مناطق جميلة في نيويورك وانتهى بهما المطاف واقفين على رمال شاطئ المحيط الأطلنطي فاخذت نسائم الهواء الباردة تلفح وجهها وهي تحدق بالأمواج المتضاربة وتبدو انها سرحت في خيالها وسافرت بأفكارها الى مكان اخر بعيد كل البعد عن نيويورك اما خالد فكان واقفا خلفها على بعد عدة خطوات واضعا يديه في جيب بنطاله ويراقبها بأهتمام كبير حيث انه لم يشاء ان يعكر عليها خلوتها مع نفسها فتركها تفكر بصمت وكأنه غير موجود اساسا 
وسرعان ما حسمت امرها والتفتت اليه قائلة لسه عايز مدققة حسابات في شركتك يا استاذ خالد 
فابتسم خالد شبح ابتسامة وقال تقدري تبتدي شغلك من دلوقتي لو تحبي وكمان مكانك في الشركة محفوظ انتي وصاحبتك 
تنهدت مريم بعمق وقالت يبقى احنا هنبتدي شغل من بكرا وبتمنى اننا نبقى عند حسن ظنك 
تسارع في الاحداث 
بعد تلك
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 46 صفحات