السبت 23 نوفمبر 2024

كان هناك سلطان

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز


سأبتعد عنك وستكون لوحدك. فأرجو منك أن تقول ما لديك دون أي خوف أو حرج لأنه لن يسمعك احد. وبالفعل دخل الحلاق وعندما اطمأن انه لا يوجد أحد قريب منه بدأ ېصرخ من أعماقه ابن السلطان له أذن حمار. وكرر الجملة حتى انتهت طاقة الصړاخ لديه وخرج فرحانا بعد أن عبر عن رأسه سرا. تقول الرواية أن الحلاق استطاع تجاوز العقدة وماټ السلطان وخلفه ولي العهد الذي خرج مرة إلى البر من أجل الصيد وهناك وفي موقع الحفرة نبتت شجرة تخلد حرية الكلمة. تلك الشجرة أخذت تغني وتصفق دائما بالجملة التي نطق بها الحلاق سرا ولوحده. فلما سمع السلطان الذي استلم لتوه الملك تلك الأغاني والاهازيج التي تفضحه وإذا به يرمي بنفسه فوق صخرة ليقضي على نفسه ويخلصها من انفضاح الأمر الذي يتبع ذلك

العبره
تصور القصة حق الإنسان الطبيعي في التعبير عن رأيه ولأنها تحكي النهاية المأساوية لكل من يحاول أن يمنع حرية الكلمة من الانطلاق. لقد أصبح الحلاق سياسيا لأنه أراد أن يعتبر عن حقيقة رأها بأم عينه ولكن السلطان أراد تغطيتها. وهكذا تخلق في امتنا الطاقات السياسية فجميع الأتباع أو المواطنين ممنوعون من التحدث السياسة. وأصبح الحديث في السياسة يعني كل شيء يتعلق بالحاكم وأهله وجنوده وخدمة ووصيفاته وكل شيء يتعلق بمصالح الأمة الإستراتيجية والحضارية. لك الخيار أيها المواطن
في أن تحيا مېتا أو تصرخ صړخة الحرية من أعماق وجدانك لتستجيب لك السماء والأرض وتنبت بصرختك شجرات للحرية
وتشير القصة أيضا إلى مدى ثقل الحقيقة في نفس عارفها فإن تم إجباره على إخفائها تكدرت معيشته وما هدأ له بال إلا إن وصل إلى حيلة أو طريقة يستطيع بها نشر هذه الحقيقة وإطلاع الناس عليها وإن كلفه ذلك حياته. كما أنها تؤكد على أن الحقيقة لا يمكن قټلها وډفنها للأبد وانها ستظهر في النهاية ويعرفها الجميع مهما طال الزمن.

 

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات