رواية بقلم دعاء احمد
مش في صالحك يا هند.
أشاحت هند بوجهها وهي تهتف باستنكار لا بس أنا اعرف عبد الرحمن كويس. مالوش في البنات أوى يعنى وبعدين معندوش وقت ليهم كمان وانا متأكده أنه بيحبنى ومش هيسيبنى و خاېفة أسمع كلامك يفكر أنى واحدة مش كويسة ويفسخ الخطوبة.
علا هو أنا قلتلك اعملى حاجه وحشه لا سمح الله أنا بقولك علقيه بيكى بس ده شكله بارد ونفسه طويل وبعدين تقدرى تقوليلى اللى زى ده والفلوس على قلبه هو وعيلته كلها وجاى يعمل خطوبة ليه أيه عاوز وقت يجيب الشقة ولا يعمل جمعية علشان العفش
لا علشان نقرب من بعض ونعرف بعض كويس.
أجابت علا بثقة يا سلام ما أنت معاهم بقالك سنة دلوقتى. كل ده لسه ميعرفكيش. أسمعى كلامى هو مين اللى خالاه يحبك ويخطبك. مش هي نصايحي دى اللى مش عاجباكى دلوقتى!..
السلام عليكم. بتعملى أيه بترسمى برضة
أجابتها فرحة بمشاكسة أومال شايفانى بطبخ يعنى. أيه اللى جابك بدرى خلصتى محاضرات
جلست وفاء على أحد المقاعد الصغيرة بجوارها وهي تقول لا يا ستى كان عندنا محاضرة جنائى وأتلغت.
زفرت فرحة ثم قالت متعجبة والله أنا مش عارفة أيه حبك في دراستك دى هتطلعى أيه يعنى وكيل نيابة ولا قاضى
وفاء ولا ده ولا ده أنا نفسى أبقى محامية وياسلام بقى لو أتخصص في قضايا القټل يا بنت عمى
نظرت لها وفاء وقالت باستنكار محدش بيقدر الجميل ابدا. ماهو يا ست علبة ألوان أنت لو مكنش شارلوك هولمز ده مكنش أبوكى وأبويا اكتشفوا أنهم بيدوروا على سراب من سنين ولا ناسية أنى أنا اللى نبهتهم أن ولاد عمى ممكن يكونوا في مصر أساسا ومسافروش
نظرت إليها فرحة في تفكير وقالت بشرود تفتكرى يا وفاء لو هم في مصر ليه مدورش علينا.
وفاء الله أعلم. أحنا لحد دلوقتى منعرفش أصلا هي مرات عمى علي خدتهم ومشيت ليه طب لو قلنا علشان أطلقوا. طب وأيه يعنى هي كل واحدة تطلق تاخد عيالها وتهرب لالالا الموضوع فيه سر!
قال صديقه متسائلا أيه الأسم فيه حاجة غلط
قال عبد الرحمن وهو مازال محملقا في الكشوفات لا ده صح جدا. جدا...
ثم نظر إلى صديقه بنظرات لامعة وكأنه عثر على كنز لتوه وقال هات ورقة وقلم بسرعة.
نقل عبد الرحمن بعض البيانات في ورقة خاصة وترك صديقه وأنطلق إلى سيارته في سرعة عائدا إلى الشركة بلهفة وهو
يتخيل سعادة والده بالخبر الذي يحمله إليه وصل إلى مقر الشركة وصعد إلى أبيه في سرعة ودلف إلى مكتب هند وهو يقول في عجلة من أمره
هند بابا جوه مش كده
وقفت وعلى وجهها علامات الاستنكار من أسلوبه فهو لم يلقى حتى عليها السلام وقبل أن تتفوه بكلمة تركها وتوجه للمكتب وطرق ودخل.
كويس أنك جيت يا عبد الرحمن تعالى
قال عبد الرحمن بشغف
________________________________________
أنا لسه واصل
من المطار حالا يا بابا ومش هتصدق عندى ليك مفاجأة بمليون جنية
عقب
يوسف ساخرا أحنا اللى عندنا مفاجأة بعشرة مليون مش مليون واحدة
نظر له عبد الرحمن بتساءل فشاهد والده يتناول خطاب مفتوح أمامه ومد يده به وهو يقول.
مرات عمك علي بعتتلنا جواب
أخذ عبد الرحمن الظرف ونظر إليه بتمعن وقال ده مفيش عنوان ولا ختم ولا حاجة. الجواب ده وصل هنا ازاى
قال حسين شارحا هند جبتهولى مع البوسطة وقالتلى أنها لقيته في صندوق البريد اللى في مدخل الشركة وطبعا بما أنه مكتوب عليه خاص وأسمى فمحدش فتحه غيرى
صمت عبد الرحمن وقال بتفكير يبقى أكيد هي اللى حطت الجواب في الصندوق
قال إبراهيم متسائلا يعنى أيه يابنى الكلام ده.
قال عبد الرحمن على الفور ماهى دى المفاجأة بتاعتى. أنا لقيت اسمها في الكشوف. جات أول امبارح ومشيت امبارح بالليل. يعنى باتت ليلة واحدة. وأكيد هي أو حد تبعها اللى حط الجواب ده في الصندوق
ألتفت الحاج حسين إليه قائلا بنفاذ صبر يعنى مقرتش الجواب يا عبد الرحمن!
أنتبه عبد الرحمن وفتح الخطاب وقرأ ما فيه بصوت مسموع قليلا أزيك يا حسين. أنا أحلام مرات أخوك علي الله يرحمه. قصدى طليقته. أنا عارفة انك هتستغرب وعارفة انك مكنتش متوقع انى ابعتلك بعد السنين دى كلها. ومعرفش اذا كنت هتفرح بالجواب ده ولا هتقطعه وترميه في الژبالة. أنا مش هفتح في القديم يا ابو عبد الرحمن انا بعتلك الجواب ده مخصوص علشان ولاد أخوك. إيمان وإيهاب ومريم. يا ترى فاكرهم ولا لاء. بلاش تخلى القديم يقف بينك وبين ولاد اخوك اللى من لحمكم ودمكم.
ماهو مش معقول تبقوا انتوا عايشين في العز وولاد أخوك بيشتغلوا علشان يعرفوا يأكلوا نفسهم علشان مش عايزين جوز امهم يصرف عليهم. الولاد في مصر ومبقاش في داعى انى اخبيهم تانى هما خلاص كبروا ويقدروا يحددوا هما عاوزين ايه انا هديك عنوانهم وانا متأكدة انك لما تروح وتشوفهم عايشين ازاى ضميرك مش هيسمحلك تتخلى عنهم.
رفع عبد الرحمن نظره من الخطاب متعجبا وهو يقول في السيدة زينب! ولاد عمى في السيدة زينب السنين دى كلها واحنا منعرفش
قال وليد بسرعة يا جماعه مش عاوزين نتسربع لازم نتأكد الأول ان الجواب ده مش لعبة من حد. ولازم نتأكد هما فعلا هما دول ولاد عمنا ولا نصبه ما يمكن حد بيشتغلنا.
نظر إليه والده معاتبا تفتكر يابنى بعد الكلام اللى مكتوب ده هنقدر نصبر.
وليد يا بابا ماهو اى حد يقدر يكتب اى كلام علشان يصعب علينا. مش اى حد كده نصدقه
عبد الرحمن وكأنه لم يسمع شيئا توجه بالحديث إلى أبيه قائلا ها يا بابا تحب نعمل ايه
كان الحاج حسين واضعا رأسه بين كفيه غارقا في ذكرياته عائدا بها للخلف سنوات وسنوات
ياريتنى سمعت كلام ابويا الله يرحمه. الشك مالى قلبى يا حسين مش عارف اعمل ايه
حسين أهدى يا علي بس وصلى على
النبى كده.
علي بصوت اقرب للبكاء عليه الصلاة والسلام. انا عارف انى استاهل اكتر من كده كمان لانى عصيت ابويا وماټ وهو ڠضبان عليا
حسين متقولش كده يا علي يا اخويا ابوك عمره ما ڠضب عليك بالعكس ده كان بيدعيلك ليل نهار ووصانى عليك قبل ما ېموت وقالى افضل جنبك ومسيبكش لحظة
قال علي في لوعة الله يرحمك يا ياابويا كنت حاسس باللى هيحصلى ونبهتنى وانا كنت اعمى القلب.
ربت حسين على كتفه في حنان وقال على فكره بقى الوساوس دى وساوس شيطان مراتك ست كويسة وبتحبك
على في حسرة شوف انت بتقول عليها ايه وهي بتقول عليك ايه. وانا من غبائى سمعت كلامها وخدت منك ورثى من ابويا كله وعملت المشاريع الفاشلة اللى كانت عايزاها وخسړت كل حاجة. خلاص خلاص بقيت عاله عليكوا يا حسين انت وابراهيم.
حسين متقولش كده يا علي فلوسنا هي فلوسك اهدى بس متعملش في نفسك كده ده انت صاحب مرض وعيالك محتاجينك يا اخويا.
أفاق حسين من شروده وعاد من ذكرياته على صوت ولده يوسف وهو يهتف به ويهزه برفق بابا. بابا أنت كويس
رفع حسين رأسه إليهم مرة أخرى وقال بشرود ايوا يا يوسف يابنى انا كويس متقلقش
يوسف في قلق اصلك مردتش على عبد الرحمن يعنى. بيقولك هنعمل ايه. هنروح
الله الله. بتلبسى كده ورايحة على فين.
مش قلتى عندك أجازة النهاردة
كانت مريم تلف حجابها أمام المرآه وهي تجيب أختها إيمان خلصتى صلاة حرما.
ثم تابعت مردفة أنا خارجه مع سلمى صاحبتى هنتمشى شويه يا إيمان مخڼوقة أوى من قاعدة البيت
قالت إيمان وهي تبتسم اه خلصت صلاة. وقلتلك مية مرة قبل كده اسمها تقبل الله. حرما دى ملهاش اصل في السنة.
وتابعت حديثها قائلة أخوكى جاى بدرى النهاردة. أستنى نتغدى مع بعض
ضحكت مريم وقالت بمرح أتغدوا انتوا بقى انتوا مشايخ زى بعض. انا هتغدى مع سلمى بره
زفرت إيمان بضيق ثم قالت
________________________________________
متسائلة رايحين فين انا
مبحبش صاحبتك دى ابدا مش بستريحلها خالص
قالت مريم وهي تثبت حجابها وايه الجديد على
طول بتقولى كده
قالت إيمان بقلق من ساعة ما عرفتى البنت دى وانت طريقة لبسك اتغيرت حتى طريقة كلامك مبقتش زى زمان.
قالت مريم بغرور مصطنع غلطانة يا إيمان. مش سلمى هي السبب انت ناسيه انا في كلية سياحه وفنادق يعنى لازم لبسى يبقى شيك زى صحباتى هناك وإلا هيقولوا عليا معقدة. وبعدين انا مش أى حد انا مريم علي جاسر عارفة عيلة جاسر ولا مبتسمعيش عنهم
رفعت إيمان حاجبيها متعجبة وهي تقول من أمتى النغمة دى. واحنا من أمتى بنقول احنا من عيلة جاسر خدنا منها ايه يعنى غير الغربة في بلدنا.
أخذت مريم حقيبتها واتجهت لباب الشقة وهي تقول بكره هناخد وهناخد كتير وهتقولى مريم قالت
أستوقفتها إيمان بأشارة من يدها قائلة تقصدى ايه يا مريم
تحركت مريم تجاه الباب وهي تقول ولا حاجة يالا سلام
خرجت مريم وتركت إيمان مندهشة من طريقة حديثها عن عائلة أبيها بعد دقائق طرق الباب فظنت إيمان أن مريم قد عادت مرة أخرى فتحت الباب وهي تقول
نسيتى أي.
وتوقفت فجأه عن الكلام وبترت عبارتها متسائلة بتوجس مين حضرتك
4 الفصل الرابع
توقفت إيمان عن الكلام وبترت عبارتها وهي تنظر إلى ذلك الرجل الذي يبدو عليه علامات الوقار وتعلو وجهه ابتسامة حانية وأخيرا خرجت من صمتها وقالت متسائلة
مين حضرتك
كان يتفرس في ملامحها بحنان ثم قال بهدوء أنت ايمان مش كده
أومأت براسها وهي تقول ايوا. مين حضرتك
أرتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة ولمعت عيناه وقال انا عمك يابنتى
نظرت له بذهول ودهشة وقالت عمى مين
قال في حنان عمك حسين يابنتى. حسين جاسر
وجدها تنظر إليه صامتة تكسوها علامات الدهشة والوجوم فقال ايه مش هتقوليلى اتفضل يا عمى
أشارت إليه بصمت وأفسحت له الطريق وهي مازالت واجمة دخل وأغلق الباب خلفه وجال بنظره في أنحاء الشقة كانت شقة بسيطة ومتواضعة جدا حتى عاد بنظره إليها عندما قالت بعتاب
عجبتك شقتنا يا عمى.
ابتسم لها وقال أى حاجه تخصكم ومن ريحتكم تبقى حلوه يا بنتى. كفاية كلمة عمى دى اللى كان نفسى أسمعها منكم من زمان
توترت إيمان بشدة وترددت كثيرا ولكنها أكتفت بأن تمد يدها بالمصافحة فقط فهو
بالنسبة لها رجل