الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سهام كاملة

انت في الصفحة 18 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز


اذابتها
وسيظل شهاب كما هو يسير بمبدأ لا اهتمام الا بالعمل والنجاح
انهت محاضرة اللغه وكما اتفقت مع هناء ان يتقابلوا ويثرثروا قليلا
جلست هناء تنتظرها وهي تنظر
نحو المجله التي اخذتها من إحدى

زميلاتها بالعمل
اتأخرت عليكي
هتفت بها قدر بعدما التقطت أنفاسها
ووضعت حقيبتها فوق الطاوله
يعنى شويه وعشان اعاقبك المشاريب عليكي

عنينا ليكي ياست هناء
عامله ايه ياقدر
ضحكت قدر وهي تستمع لسؤال هناء
الحمدلله
بجد انتي كويسه
اماءت برأسها ترتشف من كأس الماء الذي أمامها حتى يأتي الجرسون اليهم
هو انا عشان قولتلك الاهتمام مبيطلبش هتفضلي تسألي السؤال ده كتير
زفرت هناء أنفاسها تمد إليها المجله مشيره لها
اقري الخبر ده واتفرجي على الصوره
بتسأل عن مين 
ارتبكت الخادمه وهي تنظر اليه تخشي غضبه كما اعتادوا منه منذ أن غادرت زوجته المنزل واحتالت عليه هي وشقيقها
بتسأل عن الحج ابراهيم الله يرحمه
رمقها حامد بقسۏة والف سؤال كان يدور بعقله
روحي ضيفيها لحد ما اجي وراكي
انصرفت الخادمه تجر اقدامها بخطوات سريعه من أمامه
ياترى عايزه ايه وتعرف الحج منين انت لسا هتسأل نفسك ياحامد اخرج شوفها عايزه ايه
ارتدي البشت فوق ثيابه يخرج لتلك المرأة التي لا يعلم هويتها
تنحنح بصوته الخشن لترفع رحمه عيناها نحوه وقد اجفلتها هيئته وقسۏة ملامحه
ارتجفت عيناها وهي تتأمل الصورتان اللاتي قد تم التقاطهم لهما نفس هيئته امس اغمضت عيناها تهدء من سرعه أنفاسها وشئ واحد يدور بعقلها انها ليست الا وسيلة لاشباع رغبته ينتهي منها فيركض نحو طليقته ويتركها هي كالغريقة لا تعرف اهي زوجه حقيقيه ام مجرد وقت وسينتهي كل شئ
قدر انتي لازم تتدافعي عن حقك في جوزك هتفضلي كده من راجل لراجل
الكلمه كانت قاسېة تنهدت هناء بمقت من لسانها عندما رأت معالم الآلم ارتسم فوق ملامحها
انا اسفه ياقدر بس انتي عارفه انا اد ايه بحبك رغم المده القصيره اللي بقينا صحاب فيها
انا لولا اني شايفه ان شهاب العزيزي فرصه جواز متتعوضش
فرصه ومتتعوضش مكنش ده كلامك ياهناء
قالتها قدر وعيناها عالقه فوق الكلام المكتوب وهذا ما اخبرتها به شيرين انها حتما ستعود لشهاب مهما طال الجفاء ووضعت الظروف
ايوه ياقدر مكنش ده كلامي بس انا شيفاكي مبسوطه
ارتسمت السخريه فوق شفتي قدر فعن اي انبساط تتحدث صديقتها والصور أمام اعينهم
اللي انتي في ده خوف لكن ك ست انتي مبسوطه بكيانك الجديد ووضعك الاجتماعي احترامه لذاتك راجل اي ست ممكن تحسدك عشانه
انا عن نفسي ساعات بخاف احسدك عليه
عهد اختي انتي عرفتي العنوان منين
ارتشفت رحمه من كأس الماء الموضوع أمامها ترطب حلقها الجاف
من جوز خالتها السيد عفيفى هي فين عهد
حدق بها بنظرات فاحصة مما جعلها تشيح عيناها بعيدا عنه
هشوف عهد امتى بدل تحقيق النيابه اللي عملوا ليا
تقلصت ملامح حامد ڠصبا ينتفض من فوق مقعده
عهد اتجوزت ومع جوزها خلاص كده شرفتيني ياست الاستاذه
أعطاها ظهره منهيا الحديث لتنتفض هي الأخرى من فوق مقعدها
جوزتوها عشان تخلصوا منها اكيد رمتوها لراجل اد ابوها
التف نحوها حامد بعدما ضاقت أنفاسه
أنتي جايه بيتنا ياست انتي عشان تعملي فيها محاميه قولنالك شرفتي يلا من غير مطرود
اما انت راجل وقح صحيح
لم يتحمل حامد سبابها قابضا فوق كفه بقوة حتى لا يصفعها
يا صبحي انت يازفت ياصبحي
ولكن تجمدت ملامحه وهو يسمع صياح لطيفه مع صبحي الذي دفعته لتدلف لداخل المنزل تلطم صدرها
بقى لحقت تخوني ياحامد
اندفعت رحمه للأمام حانقه مما سمعته علي لسان تلك المرأة
يخونك ايه ياست انتي انا هنا 
مراتي
اتسعت عيني رحمه كما اتسعت عيني لطيفه لتلتف رحمه نحوه ببطئ وبملامح غاضبه
انت 
ولم تكد تكمل حديثها الا ووجدت دفعة قويه حطت فوق ظهرها ورأسها وبعدها لم ترى الا الظلام
فتحت عينيها تآن من الآلم تنظر حولها متسعة العين منتفضة من فوق الفراش دلوف تلك المرأة التي لم تراها من قبل افزعها لتتسأل وهي تبحث عن نظارتها
أنتي مين وايه اللي حصلي
طالعتها السيدة رسميه بنظرات مشفقه
اسمعيني يابنتي انتي شكلك بنت ناس وطيبه
حدقت بها رحمه بتوجس فخفقات قلبها تنبئها بشئ قد حدث
البلد كلها بقت عارفه انك مرات حامد العزيزي 
مرات مين انا مش مرات حد
وآنت من الآلم تمسد فوق جبينها واخيرا وقعت عيناها على نظارتها تلتقطها مغادره الغرفه تصرخ بهياج
فين شنطتي عايزه امشي من هنا
احتدت
نظرات حامد وهو يخرج إليها من غرفة المجلس يتبعه الشيخ إمام زوج ابنة عم والدها رحمه الله الصدمه الجمتها ولكن سريعا ما ركضت اليه تخبره بلهفة
كويس انك جيت ياشيخ خدني من هنا الناس ديه مجانين شكلهم
ضاقت نظرات حامد وتجهمت تعابير ملامحه ولكن احترامه للشيخ إمام جعله يتحلى بالصبر متمتما بحنق
هسيبك تفهمها كل حاجه ياشيخ
دارت عيناها بينهم وقد شحب وجهها وهي ترى نظرات الشيخ إمام نحوها ولم تكن الا نظرات آسف
هتفهمني ايه ياشيخ إمام
انت بتقول ايه ياشيخ اتجوز مين
اقتضبت ملامح الشيخ إمام وهو يراها تنتفض كالملسوعه من أمامه
اسمعيني يارحمه يابنتي البلد كلها بقت عارفه انك مراته 
مراته ازاي ياناس ده انا اول مره اجي هنا واشوفه هو السبب منه لله
تنهد الشيخ إمام بقلة حيله يضرب كفوفه ببعضهم
انا راجل كبير يابنتي ومش حمل اللي بيحصل وهيحصل حامد العزيزي محدش بيقدر يقف قدامه ومش هيسيبك يابنتي
واردف متحسرا عليها
الموضوع خلاص مراته نشرته في البلد كلها وانتي يابنتي كنتي جايه تعيشي هنا وتشتغلي هترضي لنفسك الڤضيحه
اغمضت عيناها پقهر لقد تركت بلدتها لزوجة أخيها ورحلت حتى لا تكون العائق الذي تحمل عليه مشاكلهم تركت لهم منزل والدها لتغترب في بلدا اخري وهاهو يومها الأول ڤضيحه لن تنسى وكيف ستنسي انه وصمها بأسمه كڈبا
وانت ياشيخ إمام هترضالي الظلم وانت عارف انا كنت هنا ليه
هز الشيخ إمام رأسه لا يعرف ماعساه ان يفعله يطرق عيناه نحو عصاه
مين عالم يابنتي يمكن جيتي هنا عشان ده قدرك ونصيبك
صاحت پقهر قد فاض بها
قدر ونصيب ايه ده واحد بينتقم من مراته يدخلني بينهم ليه انا هبلغ عنه البوليس
وعند تلك العباره صدحت ضحكات حامد وهو يدلف الغرفه بعدما ضجر من انتظارهم
بلغ العروسه ياشيخ انها مش هتخرج من هنا وبكره كتب الكتاب وابقى فهمها انا مين كويس
ورحل بروعنته كما دخل تحت نظراتها المفترسة ونظرات الشيخ المشفقه
رغم كل المشاعر السلبيه التي عادت بها الا انها عندما رأت الحج محمود ابتسمت مرحبة به
عامله ايه يابنتي
الحمدلله ياحج نورتنا حقيقي
اتسعت ابتسامه الحج محمود وهو ينظر لملامحها السمحه
تزداد راحته بأن شقيقه احسن الاختيار مر الوقت بين الحديث الذي دام عن عمر ولبنى وعن شهاب واشغاله الي ان جاء شهاب سعيدا بوجود شقيقه
مش كنت تديني خبر ياحج
احتضنه الحج محمود رابت فوق كتفيه
مراتك عملت الواجب واكتر
تعلقت عيني شهاب بها يرمقها بنظرات ممتنه انسحبت من بينهم تاركة لهم بعض المساحه
وبعد وقت كان الغداء يضع وادهم قد تجمع معهم كانت جلسة عائلية دافئه والحج محمود كان رجلا طيب القلب
صعدت لغرفتها بأرهاق لا ترى أمامها شيئا من شدة إرهاقها
فركت عنقها بتشنج تتثاوب ورغم ان الساعه لم تتخطى التاسعه الا انها شعرت بحاجتها للنوم
التقطت منامتها متجها نحو المرحاض تحلم بحمام دافئ يرخي عضلات جسدها وقد نست وجود المجلة الملقاه بجانب مذكرات اللغه الخاصه بالمعهد الذي تدرس فيه 
دلف لغرفتها يبحث عنها ولكن عيناه تعلقت بالمجلة التي عرفها علي الفور
لم تنتبه لوجوده بالغرفه بعدما غادرت المرحاض ولكن رائحة عطره نبهتها لتتعلق عيناها به كما تعلقت بما يمسكه لم يسأل كيف وقعت بين يديها فكما التقطها وضعها بمكانها تحت نظراتها
مش متعود ابرر
حاجه لحد ويمكن لأول مره هكون بعملها بس خليكي واثقه اني في اللحظه اللي كنت قاعد فيها مع شيرين بنتكلم ف الصفقة الجديده عقلي كان معاكي انتي
انا لا بخون ولا بلعب بالمشاعر ولما بعوز اعمل حاجه بعملها في النور مش الضلمه
وانا هتفضل حياتي كده هفضل اشوف اخباركم واسكت
اتسعت ابتسامته وهو يرى حنقها الظاهر فوق صفحات وجهها
شهاب العزيزي كله معاكي انتي ده مجرد كلام صحافة بيتقال وهيفضل يتقال لحد ميزهقوا وميلقوش في امل
تلاعبه لم يكن يزيدها الا غباء فلم تعد تعرف على اي شاكلة يكون اغمضت عيناها تزفر أنفاسها بقلة حيله
عقلي مش قادر يفهمك
صدحت ضحكته يشعر وكأنه أمام طفله صغيره
لدرجادي انا صعب أتفهم
الإعجاب بيكبر ياقدر استغلي كل ده ليكي
وفي ثواني كان
يحررها يخرج من الغرفه وقفت تطالع الباب المغلق تلتقط أنفاسها من أثر كلماته
حدقت به بنظرات هائمة تمسك قلمها تتلعب به كل شئ كان يسحرها به ابتسامته اليوم كان بها شيئا مخلتفا
اصابها الفضول وهي ترى ابتسامته تزين ثغره كلما امسك بهاتفه يطالع الرساله التي تصله
نهضت من فوق المقعد الذي تجلس عليه واغلقت كتبها بأرهاق واتجهت اليه متحمسه تجلس جواره وتتعلق عيناها بهاتفه
هو انت بتكلم مين ياادهم
اغلق هاتفه يرمقها بأبتسامة متسعه
بقيتي فضوليه الفتره ديه وبقينا نهمل المذاكره
أدار حديثهم بطريقته المعتاده ولم تعقب هي فكل ما تريده هو الحديث معه واحساسها بتلك المشاعر التي أصبحت تنبض بقوه كلما كان قريبا منها
ما انا خلصت مذاكره وزهقت خلاص عايزه اتكلم مع أي حد
حدقها بنظرات حانيه يرفع كفوفه نحو وجهها يربت فوق وجنتيها
اسمها ايه البنت اللي قدر عرفتكم ببعض هاتيها هنا تذاكر معاكي
التمعت عيناها بسعاده تتذكر صديقتها الجديده
اسمها حنين قولتلها تجيلي بس مامتها قالتلها مينفعش لما عرفت اني 
وعضت شفتيها لا تعرف كيف تخبره بتلك الكلمه التي تربطهما كمجرد عقد ليس إلا
انك ايه ياعهد
اطرقت رأسها نحو كفيها المضمومين
اني متجوزه وممكن تضايق
ضحك بتلذذ على ملامح وجهها التي توردت والمجهود الذي اتخذته حتى تنطق تلك الكلمه ليمسح فوق وجنتها اليمني
خلاص ياستي هشتركلك في النادي وابقى خديها وروحوا يوم الاجازه بس اهم حاجه مذاكرتك
انت حلو اوي ياادهم 
اغمضت عيناها بحرج تشعر بخطواته داخل الغرفه وجود الحج محمود تلك الليله ارغمهما على تواجدهم في غرفة واحده
حبست أنفاسها وعي تشعر بأنه أصبح يجاورها لتجفل منتفضه تجد ذراعه تمتد إليها يجذبها نحوه
نامي ياقدر لاني مرهق جدا
رغبة قويه قادتها بأن تلمس تفاصيل وجهه ولكن قبل أن تصل يدها الي لحيته قبضت فوق كفها تخشي استيقاظه وحدث ماخشت منه فتح عيناه ومن دون كلمة أخذها بين احضانه يقبل قمة رأسها
صباحا كل مختلفا استيقظ
على وجودها جواره تتماطئ بكسل كعادتها قبل أن تستعيد نشاطها
صباح الخير
هتف بها شهاب وهو يتكئ على جانبه الأيسر يرمقها بأبتسامه ساحره
توردت وجنتاها تعدل من رقدتها تطالعه بخجل
صباح النور انا هقوم اصلي وانزل احضر الفطار اكيد الحج محمود صحي
اردفت بعبارتها وهي
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 30 صفحات