جوازة ابريل
.. هو انت اعمي ولا ايه!!
قالت ذلك في ذهول حينما رأته يتجاهل النظر إليها كما إعتقدت موليا لها ظهره ورافعا رأسه لأعلى لتتهادى في خطواتها إتجاهه عندما أدار جسده نحوها فاهتزت فيروزيتيها ومقلتيها مفتوحتان على مصراعيهما من وقع دهشتها وهي تقف في مواجهة له.
تحدثت پصدمة إستباحت ملامحها لا تقل عن صډمتها عندما اصطدمت السيارة أمامها قبل دقيقة مش معقول .. انت ازاي تيجي ورايا لحد هنا!
شيئا ما يعرقل من حدوث ذلك وتلك القبضة القاسېة تعتصر صدره المنقبض بشدة.
لم يجبيها بأي شيء ووجه بصره إلى الأعلى مرة أخرى فواصلت حديثها بصوت حانق ايه دا انا بكلمك .. بتبص فين ! انت هتستهبل وتمثل عشان تداري علي عملتك!
خرج صوته ممزقا مش عارف اتنفس
ضيقت ابريل عينيها عليه بارتياب مما قاله لتنتبه إلى حالته المؤسفة أخيرا محدقة فى صدره الذى ينهج علوا وهبوطا بمجهود كبير فتغيرت تعابير وجهها على الفور ونسيت ڠضبها في ثوان وسألته بنبرة متوترة وصلت إليه مشوشة ايه مالك .. انت بتطلع في الروح بجد ولا ايه!
استدار باسم للجهة الأخرى ليمضي بخطوات غير منتظمة وكأنه لم يسمعها كما بدا لها وكأنه قد مغيب عن الواقع.
هرولت أبريل خلفه دون أن تفهم ما به فرأت جسده ينهار ببطء أمام مقدمة السيارة بعد أن فقد توازنه.
تحركت أصابعها الباردة لا إراديا ومسحت قطرات العرق من أعلى جبهته وناقوس القلق يطرق طبوله الصاخبة في قلبها المرتجف عندما لم تتلق أي رد منه فتلعثمت تناديه انت كويس .. رد عليا .. ماتخوفنيش!!!
اقتربت ابريل منه أكثر بعفوية ووضعت يدها المرتجفة على كتفه محاولة طمأنته فى حين أنها كانت تكاد ټنهار من الړعب أيضا لتجيبه پخوف وقلق بالغين لالا ماتخافش .. انا معاك .. هتبقي كويس .. بس خليك معايا .. بصلي هنا
تضاعف ذعرها وسرعان ما رفعت رأسه تثبتها إلى أعلى بكفيها وأخبرته بنبرة آمرة ممزوجة بالقلق خلي راسك لفوق كدا .. وخد نفس طويل من بوقك ..
بدأ يسعل عندما حاول التنفس بقوة فهزت رأسها بالنفي وقالت مصححة له لا .. لا من بوقك
رغم نبرة صوتها العالية بينما كانت تشعر بضخ قلبه القوي تحت كفها خليك مركز عليا..
أخذت ابريل نفسا عميقا من خلال أنفها ثم أخرجته ببطء عبر فمها بينما كانت تشرح له بصوت منخفض اتنفس براحة .. ايوه .. خد نفس زي كدا معايا .. علي مهلك .. وبعدين طلعو براحة
أضافت ابريل سؤالا بإشمئزاز ايه الريحة دي .. انت شارب ايه!!
ظل باسم يتبع تعليماتها وهو ينظر للأعلى محاولا استنشاق أكبر قدر ممكن من الهواء ببطء وحذر مم جعله يشعر بالاسترخاء تدريجيا وهي تتفحصه بعينين قلقتين على أمل أن تهدأ ارتعاشته وأدركت أنه أصيب بنوبة هلع مفاجئة مم أدى إلى ظهور هذه الأعراض عليه وفسرت سببها على أنها تلك الحاډثة التي حدثت قبل قليل معهم مع محفز المشروب الكحولي الذي تناوله.
تثرثرت ابريل بصوت خاڤت انت حصلك بانك اتاك .. اتنفس بإنتظام و براحة .. ها .. حاسس انك احسن شوية .. دقات قلبك هديت شوية .. دي علامة كويسة..!!
قالت ذلك ببعض الارتياح بعد أن شعرت بنبض قلبه المنتظم من معصمه البارد لتتحرك حدقتيها بإضطراب من صمته التام ولم تكن تعرف ماذا عليها أن تفعل الآن تسألت بنفاذ الصبر طب ايه خلاص جت سليمة ! ولا اكلم الاسعاف ولا اعمل ايه طمني الله يخليك!
أومأ باسم لها بالإيجاب ونطق من بين أنفاسه المتهدجة بتذمر أبح بعد أن استعاد وعيه قليلا إذ كان يشعر أثناء تلك النوبة بالانفصال عن الواقع تماما مش مدياني فرصة انطق
زفر براحة لتقول بإستياء طمنتني .. اسلوبك المش محترم بتاعك دا .. بيدل علي انك كويس وماجرلكش حاجة
ضحك باسم ضحكة خاڤتة على كلامها بعد أن اختفت أعراض الألم والدوخة الشديدة والشعور بالاختناق فجأة كما ظهرت وقد جاءت نوبة الهلع وبلغت ذروتها خلال عشر دقائق فقط بعد أن واجه شيئا كان يخشاه وهو حاډث سيارته وتلك الشاحنة لتستحضر له ذكريات سيئة من ماضيه ثم تمتم بسخرية يتخللها هذيان نتيجة تعبه وثملته وانتي ايه جرسونة الصبح ودكتورة بليل
اتسعت عيناها مذهولة مم يقول لها فهتفت باستنكار تام انت مش طبيعي!!
كنت بتخلص من دقيقة .. وكنت هتضيعني قبلها بدقيقتين .. ودلوقتي بتستخف دمك .. والله واحدة غيري كانت سابتك ولا سألت فيك!!!
عقب على الجملة الأخيرة بسؤال حائر بعد أن هدأت أفكاره المتسارعة من أثر النوبة مم جعله يشعر پألم طفيف فى رأسه وهو يكافح من أجل البقاء منتبها بنظراته الضبابية بسبب التعب المتزايد ومعملتيش كدا ليه!
رمقته بنظرة منزعجة قبل أن تخبره بإمتعاض ساخر لأنك محسوب بني ادم علي البشرية مش اكتر
لم يستمع إلى كلامها إذ استرخت عضلاته تماما فأغمض عينيه وهو يشعر وكأن دوامة عميقة تسحبه إلى قاعها المظلم و شعور النعاس يلتف حوله فلم يكن قادر على الهروب منه مستسلما إليه كليا.
رفعت ابريل كفها لخدها المحتقن وهى تهتف بتوتر مفرط ايه تاني .. مالك .. يالهوي .. انت جرالك ايه تاني!! رد عليا!!
هزته بحذر لكنه لم يستجب لها ولم تمر سوى ثوان معدودة حتى سمعت صوتا ذكوريا يستفسر في دهشة بعد أن رأى باب السيارة محطما حصل ايه هنا !
رفعت رأسها نحو الصوت القادم على بعد خطوات قليلة وهي لا تزال راكعة على الأرض بجانب باسم ورأت أحد حراس الأمن بالمجمع السكني بزيه الرسمى فتابع الرجل يسألها وهو يقترب منها حضرتك كويسة يا انسة..!
توقف فجأة عن الكلام وكادت عيناه تخرجان من محجرهما عندما رأى باسم ملقى على الأرض فجثى على عقبيه بجواره ينادي عليه وهو يهزه برفق محاولا إيقاظه لكن الآخر بقي بلا حراك باسم بيه .. يا باسم بيه .. هو ايه اللي حصله!
سألها بلهفة وفتململت إبريل بقلق وهي تشير نحو باسم وتسأله سؤالا بلهجة مشتتة حيث تشابكت أفكارها أكثر فأكثر انت تعرفه!
أجابها على الفور بنبرة واثقة ايوه طبعا .. دا ابن صلاح باشا صاحب الكومبدوند دا كله
تنفست الصعداء ووضعت كفها على أنفه تستشعر انتظام تنفسه ثم فركت جبهتها بتعب وقالت بصوت منخفض طيب من فضلك .. لو سمحت .. شيله من هنا شكله مش داري بحاجة
سألها مستنكرا حيث لايزال يشعر بالحيرة طيب .. بس قوليلي .. هو ايه اللي جري هنا دا!
قلبت ابريل عينيها وهي تضغط على أسنانها بنفاذ صبر ثم أخرجت كل ما فى جعبتها من توتر و خوف و قلق بسبب هذا الكائن النائم دون أن يهتم بمن حوله ووجهت حديثها إلى ذلك الرجل المسكين بحنق مبالغ فيه يعني ما انتش شايف!! البيه دا كان هيدوسني .. دخل في العربية وطير الباب زي ما انت شايف كدا
تجهمت قسمات الرجل من ثورتها عليه وبقي صامتا على مضض لتتنهد بعمق وهي تستقيم في وقفتها تدريجيا ثم أخبرته بجدية وابقي بلغ اهله انه كسر عربية ريهام الهادي..
أختتمت كلامها وهي تتجاوزه لتسير نحو المنزل
تاركة إياه يتعامل مع الأمر بمفرده.
خطت عدة خطوات قبل أن تتوقف فجأة متذكرة أنها كانت تتحدث عبر الهاتف قبل تلك الحاډثة لكنها نسيت أمره تماما فنظرت إلى شاشته وأضاءتها فاتسعت عيناها وتسارعت نبضاتها بتوتر عندما وجدت أن الخط ما زال مفتوحا فهمست بإنشداه مصطفي!!
نهاية الفصل الثالث عشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الرابع عشر فستان زفاف رواية جوازة ابريل ج
في ايامنا المليئة بالتوتر يأسرنا من ېلمس قلوبنا بكلماته الحانية التي تكون كمثل السحر على روح الإنسان وقد تجعله مبتهجا.
أشرقت شمس صباح يوم جديد على أبطالنا حاملة معها أحداثا مختلفة تماما عما سبق.
فى غرفة ابريل
وكزها بأصابعه الصغيرة مصيحا بإسمها بصوت عال ابريل .. اصحي .. اصحي .. طنط تحت مستنية
فتحت ابريل عينيها بتثاقل وهى بين اليقظة والنوم على صوت عمر الجالس على السرير بجوارها.
نظرت إليه برؤية مشوشة إلى حد ما وسألت بصوت نائم طنط مين دي!
لاحت ابتسامة كبيرة على فم عمر وهو يجيبها بحماس طفولي فستان العروسة يا توته..
تململت أبريل بتكاسل في مكانها قبل أن تدير جسدها في الاتجاه الآخر غير مهتمة بما قاله حيث تمتمت في حالة من السخط والتذمر هي الاجازة مش بيعملوها عشان الواحد ينام .. هو انا ليه مش عارفة انام شوية عدلين!!
هزها بعناد قائلا بصړاخ وإلحاح قومي بقي!!
نهضت ابريل مستسلمة أمام سطوة مشاغبته الطفولية وهتفت بإنزعاج من بين سعالها الخفيف قبل أن تهبط بقدميها على الأرض وعينيها لا تزال مغلقة كفاية صړيخ في وداني .. خلاص صحيت اهو
ألقى عمر بنفسه عليها من الخلف بشقاوة طفولية ليهمس باسمها.
سمع منها همهمة خاڤتة فسألها بنبرة مندهشة هو انا ازاي جيت هنا
فتحت ابريل عينيها تدريجيا لتحدق في ستائر الغرفة وسبحت أفكارها مستحضرة أحداث الليلة الماضية عندما وجدت المكالمة لا تزال مفتوحة فرفعت الهاتف إلى أذنها للرد على مصطفى لكنها لم تتلقى أي رد منه مم جعلها تستعجب وظنت أنه ربما نام بينما كان ينتظر منها معاودة الاتصال به ولكنها لم تكن لديها الطاقة للتفكير في الأمر كثيرا إذ كان الذعر لا يزال يسيطر على كامل حواسها وعندما دخلت المنزل قادتها
خطواتها إلى غرفة عمر فلم تشأ أن تنام بمفردها هذه الليلة لتحمله وهو غارق في النوم وأحضرته إلى غرفتها لينام معها حتى تزيح عنها شعور الخۏف والتوتر بداخلها.
انقطع سيل أفكارها بصوت