الإثنين 25 نوفمبر 2024

جوازة ابريل

انت في الصفحة 32 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


مثل الجمرات على جلدها وهي تستمع منها إلى هذا الهراء دون أدنى قناعة مم جعل سلمى تجفل منها عندما ردت عليها بصوت منزعج انتي فاكراني عيلة صغيرة هتصدق الكلام الفارغ دا .. لو كان عايز يطلقها معملهاش ليه من ست شهور!
_بلاش دي .. يا تري كان هيتجوزني وهي لسه علي ذمته .. ولا كان هيطلقها الاول في خلال اسبوعين!

أدركت أبريل من عدم نظر سلمي مباشرة إلى عينيها أن هناك شيئا لا تريد أن تكشفه لها وكان من المؤكد أن كلماتها التالية هي كڈبة ستحاول خداعها بها بينما استنشقت سلمى نفسا عميقا وأخبرتها بدفاع مؤكد اكيد كان هيطلقها وا...
قطعت أبريل بقية عبارتها هاتفة بصلابة مشوبة بالجمود فلم تعد ترغب في سماع المزيد من الأكاذيب ما تلقته منهم كان كافيا حتى الآن انا مش هتجوز
انكمشت ملامحها بإستنكار وتشدقت بإستهجان انتي اجننتي يعني ايه مش هتتجوزي .. وفرحك بعد كام يوم
وضعت يدها على صدرها تتنفس بقوة وتبزغ من عينيها مشاعر الازدراء وهي ترفع حاجبيها في استياء لتخبرها بلهجة مقهورة فرحي!! قصدك القعدة اللي علي الضيق اللي هتكون هنا .. في البيت دا .. دلوقتي بس فهمت ليه قال انه عايز احتفال صغير واتحجج بسفره وشغله الكتير وعايزنا نسافر علي طول بعدها .. عايز الموضوع مايبقاش معروف!!
تردد صدى صوت ريهام بتساؤل أثناء نزولها الدرج مرتدية بدلة نسائية باللون الأبيض واعتمدت معها توب أنيقة وأكملت المظهر الأنيق بحقيبة كلاتش وصندل كعب عالي باللون الأبيض أيضا ومجوهرات ذهبية لتجمع بين الأنوثة والأناقة جرا ايه في ايه ليه پتزعقوا كدا!
أدارت سلمى رأسها إتجاهها وأشارت إليها بيدها قائلة لها بصوت غاضب تعالي يا ريهام .. اسمعي اختك بتقول ايه
وصلت ريهام
إلى حيث كانوا واقفين توزع نظراتها بين والدتها وأبريل التي تقف فارغة الوجه قبل أن تتساءل عن عدم فهم في ايه يا ابريل .. فهموني ايه الحكاية!
سحبت سلمى الهواء إلى صدرها بقوة وعقدت ذراعيها تحت صدرها ثم قالت عابسة حنين كانت هنا من شوية .. وملت دماغها بكلام كدب وخليتها عايزة تبوظ جوازتها
لم تخفى على ابريل علامات الصدمة التي بدت على وجه ريهام فور سماعها تلك الكلمات حيث ارتفع حاجباها واتسعت مقلتاها قبل أن تسأل بغرابة شديدة أعربت عن إستنكارها على ما قالته والدتها للتو معقولة يا ابريل!! ازاي تصدقي كلام من واحدة زي دي بالسهولة دي!
عقدت أبريل حاجبيها واڼصدمت من سلاسة سؤالها وكأنه شيء عادي يحدث لتشعر بنصل حاد انغرس في قلبها زعزع ثباتها وتبعثر كيانها وهي تسألها في صدمة انتي كمان كنتي عارفة!!
وضعت يديها فى جانبيها ثم ردت سريعا بسخرية مريرة تحت أنفاسها الثائرة وهي تدير عينيها نحو سلمى صحيح انا نسيت .. ما مصطفي قريب حضرتك يا طنط وتعرفوه كويس اوي .. انا اللي شكلي كنت اخر من يعلم انه متجوز .. انا بس هنا المغفلة الوحيدة اللي في وسطكو
نقلت نظرها بينهما وفمها مفتوح في صدمة شديدة ممزوجة بالڠضب وأصوات أنفاسها تتعالى قبل أن تجيب بعدم تصديق مليئ بالجزع والتعجب يتقافز بين ثنايا وجهها بس ازاي قبلتوا انه يخبي عني ويكدب في حاجة زي دي!! ازاي بابا وافق علي كدا!
ابتلعت ريهام لعابها وهى قلقة على حالة أبريل التي كانت علي مشارف الإنهيار تدحرجت عينيها نحو والدتها التي وقفت وتبادلت معها النظرات بارتباك من تأثير الصدمة عليها حيث أن مجيئ حنين إلى هنا لم تأخذه في الاعتبار خاصة أنها عرفت أنها تعلم ولم تبد أي اعتراض.
حاولت ريهام معالجة الموقف وهي تقترب من أبريل لتساعدها على الجلوس على الأريكة خلفها وقالت بنبرة هادئة ابريل .. اقعدي كدا واتنفسي براحة .. انتي فاهمة غلط احنا مانقصدش نخبي عليكي والله ..
قالت ريهام ذلك نظرت إليها أبريل پألم وهزت رأسها بعدم تصديق سافر فوجدت سلمى طريقة لتترك الحروف تتدحرج على لسانها لتردد مع قليل من الاستياء صدقينا يا حبيبتي .. دي وحدة غيرانة منك وعايزة تبوظ فرحتك دي خبيثة بدليل انها كانت عارفة من الاول وفضلت ساكتة بس اول ما مصطفي سافر استغلت الفرصة في غيابه عشان تيجي وتقهرك
رمشت أبريل رموشها الاصطناعية الطويلة عدة مرات متتالية وكل ما كان يخطر ببالها هو أنها قد انخدعت ممن تعتبرهم عائلتها أرادت أن ترد عليهم لكن الصدمة ألجمت لسانها وهي تلهث للحصول على الهواء وتتزايد دقات قلبها بلا هوادة وهذا ما لاحظته ريهام حينما انطلق صوت بوق سيارة
عالي من الخارج فتجعدت ملامحها في حيرة وفكرت فيما يجب أن تفعله الآن قبل أن تقول بنبرة مليئة بالحنان لكن أبريل لم تسمعها أو بالأحرى لم تصدق هذا الود منها ابريل ممكن تهدي عشان خاطري عشان ماتتعبيش يا حبيبتي .. اسمعي انا ورايا مشوار مهم دلوقتي .. الأوبر مستنيني دلوقتي .. هخلصوا علي طول .. ولما ارجع هنقعد ونتكلم مع بعض يا ابريل .. ماشي يا حبيبتى
أختتمت ريهام حديثها بابتسامة واكتفت إبريل بهزة رأسها قليلا بينما نهضت الأولى من مكانها على عجل وهي ترسل نظرات مبهمة إلى والدتها دون أن تنتبه أبريل ثم غادرت المنزل بأكمله.
بقيت سلمى صامتة تماما تنظر إلى ساعة معصمها فلم يبق إلا القليل حتى يصل فهمي فعندما ذهب يوسف ليخبرها بوجود حنين اتصلت على الفور بزوجها ليترك كل شيء بين يديه ويأتي إليهما بسرعة.
خلال تلك الفترة
نهضت أبريل من مكانها في صمت تام تنوي الصعود إلى غرفتها.
كان يوسف يراقب ما يحدث وتقف بجانبه تقي تتابع معه الحديث الذى دار بين والدته وابريل بقلب متسارع وحالما سارت أبريل نحو الدرج تحرك هو في اتجاهها يناديها بتردد.
أشارت إليه أبريل بإحدى يديها دون أن تنظر إليه قائلة بصوت مقتضب خليك مكانك
سارع يوسف يقول في قلق محاولا أن يشرح لها انتي فاهمة غلط انا..
بترت أبريل بقية جملته بتصلب قبل أن تصعد إلى الطابق العلوي وكان آخر ما أرادته هو سماع أعذاره الواهية بعد أن أدركت أنه شارك في الكذب عليها مش عايزة اسمع حاجة
الخذلان أصعب من الفراق قد يكون الانفصال عملا من أعمال القدر أما الخذلان فأنت مسؤول عنها ولا أحد يتدخل في الأمر إلا أنت إنه في يدك وأسوأ شعور بعد الغدر هو خذلان في من أعطيتهم ثقتك.
بقلم نورهان محسن
عند حنين
تجلس داخل سيارتها ترتعش من البكاء على ما آل إليه الأمر بينها وبين زوجها الذي عاشت معه أكثر من ثماني سنوات وفي لحظة ڠضب منهما تهدم المنزل الذي بنوه فوق رأسيهما.
تبكي ظلما وقهرا على ما فعله بها كيف استطاع أن يتركها بهذه البساطة كيف تخلى عنها وعن
بناته الصغيرات علمن أن السبب الرئيسي فى هذا الأمر هو تدخل الأهل من الطرفين لكن ما ذنبها هي وابنتيه
ترددت كثيرا في اتخاذ خطوة الذهاب إلى أبريل التى كانت ترغب في رؤيتها منذ أشهر لكن شجاعتها كانت تخذلها دائما خاصة أنها كانت تتوقع منها أن تكون مثل سلمى تشبهها في الغطرسة والوقاحة لكن بعد رؤيتها أشفقت عليها لأنها تعرضت إلى الخداع من أهلها.
مسحت خدها بمنديل وهي تخرج هاتفها من حقيبتها وفتحته لتعيد قراءة الرسالة للمرة التى لا تتذكر عددها والتي كانت قد وصلتها قبل يومين من رقم مجهول وكان نصها كالآتي ماتفرطيش في جوزك بسهولة .. لو عايزة ترجعيه ليكي من تاني .. هو مش معرف عروسته انه متجوز .. ودي اخر فرصة ممكن تبوظي الموضوع بيه خصوصا انه مسافر .. سلام
استندت إلى مقعد السيارة وعيناها ما زالتا مثبتتين على شاشة الهاتف وسؤال يدور في ذهنها مرارا وتكرارا بفضول وعدم فهم.
من هو صاحب تلك الرسالة وماذا سيستفيد من عدم حدوث هذا الزواج
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالى نص ساعة
فى غرفة ابريل
تجلس على سريرها وساقها منحنية تحتها بينما متعلقة مقلتا عينيها في الفراغ بنظرات قاتمة وقلب يئن من الألم من إستغفالهم لها ترتدي بنطال جينز أزرق وبلوزة باللون الأصفر بعد أن غيرت فستانها ورفعت شعرها على شكل ذيل حصان ومسحت كل مكياجها عن وجهها الشاحب بتعابيره الواجمة إذ لا تزال تحت تأثير صډمتها بعد أن كانت في ذروة الراحة والسعادة في الصباح فجأة في لحظة ترى كل شيء ينهار وتتحول مشاعرها إلى قلق وخوف وڠضب وتوجس مما هو قادم سيكون صعبا عليها أدرك أن حياتها انقلبت رأسا على عقب في غضون لحظات وتحولت فرحتها إلى رماد.
سقوها من كأس الأكاذيب فتلذذت بحلاوته بينما يمهدوا لها طريقا ممتلئ بالخداع وجعلوها تمشي فيه كالعمياء ولم تفكر إلى أين سيقودها هذا الطريق المهلك الحالك.
كانت تطمح إلى العيش معهم كعائلة واحدة يخافوا عليها ويدعموها تحبهم ويحبوها لكن هذا الموقف أعطاها الإجابات بوضوح ولا فائدة من التظاهر بالتعامي عن الحقيقة المريرة بعد ذلك أنها ستظل غريبة بينهم مهما طال بقاؤها معهم.
بعد مدة من التفكير
أخيرا اتخذت قرارها وهي تتجه نحو غرفة تبديل الملابس الصغيرة وأخرجت حقيبة السفر ثم حملتها إلى السرير ووضعتها فوقه وبيدين مرتعشتين أخذت ملابسها قطعة قطعة من الرفوف وبدأت في وضعها داخل الحقيبة.
توقفت عما كانت تفعله بعد عدة دقائق عندما سمعت صوت طرق على باب غرفتها أعقبه دخول رجل طويل القامة عريض المنكبين نوعا ما من الباب يرتدي بدلة رسمية سوداء لتضفي عليه مظهرا جديا بينما ينادى باسمها بصوت خشن وهادئ ابر...يل!!
انقطعت كلماته في دهشة فور رؤيته لها واقفة أمام
السرير ويداها تضعهما خلف ظهرها وراسمة الجمود على وجهها لتدحرج عيناه على الحقيبة وهو يسألها بتوجس انتي بتعملي ايه!
التفتت إلي ذلك الواقف في منتصف الغرفة بشعره الكثيف مغطى بالشيب ورغم أنه في النصف الأول من الستينيات من عمره إلا أنه بدا وسيما والوقار يشع منه فتنهدت قبل أن تجيبه بهدوء ظاهري بحضر شنطتي
زم فهمي فمه بضيق رغم أنه كان يتوقع منها أن تفعل هذا الشيء حيث كان يفكر طوال الطريق إلى هنا فى ذلك بعد اتصال زوجته ثم حك حاجبه بطرف ظفره قبل أن يعلق باستفسار رغم معرفته بالإجابة مسبقا وايه المناسبة!! ناوية تروحي علي فين .. ايه عايزة ترجعي عند ستك تاني!
غمغمت ابريل تأكيدا وهي تجلس على السرير وتنظر أمامها بملامح خالية من أي تعبير متناقضة مع ألمها وڠضبها الداخلي ايوه هسافرلها
تجمد من ردها رافعا ذقنه وهو يمشي عدة خطوات ثم جلس على أحد الكرسيين بجوار الشرفة وسألها بصوته الهادئ مثل كنية عائلته دون أن ينظر إليها وايه طلع فكرة السفر في دماغك كدا فجأة!
استفزها لأنه يدعى عدم
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 54 صفحات